“تقرير مقلق” لوزارة السياحة الإيرانية بشأن الانخساف الأرضي في المباني التاريخية

قال وزير السياحة الإيراني إنه قدّم تقريراً مقلقاً إلى الحكومة بشأن تأثير ظاهرة الانخساف الأرضي على المباني التاريخية في شتى أنحاء البلاد.

ميدل ايست نيوز: أشار وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية الإيراني إلى أزمة الانخساف الأرضي في مناطق مختلفة من إيران، مؤكداً أنه قدّم تقريراً مقلقاً إلى الحكومة بشأن تأثير هذه الظاهرة على المباني التاريخية. وقال رضا صالحي أميري إن الحكومة صادقت على تشكيل لجنة لإدارة أزمة الانخساف الأرضي برئاسة النائب الأول لرئيس البلاد.

وأوضح صالحي أميري، في حديث لوكالة إيلنا اليوم السبت، أن المخاوف تتزايد بشأن الانخساف الأرضي وما يسببه من أضرار جسيمة للمباني التاريخية، مضيفاً: “قبل فترة قدمت للحكومة تقريراً حول هذا الموضوع. الانخساف الأرضي ليس قضية مرتبطة بالتراث الثقافي بحد ذاته، لكن تأثيره على المباني التاريخية والتراث الثقافي هو ما يعنينا”.

وأضاف أن الحكومة قررت تشكيل لجنة لإدارة أزمة الانخساف الأرضي برئاسة محمد رضا عارف، النائب الأول لمسعود بزشكيان، وبمشاركة جميع الجهات المعنية، بما فيها وزارة الطاقة ووزارة الطرق والتنمية العمرانية ومنظمة حماية البيئة ووزارة التراث الثقافي.

وتخطت ظاهرة الانخساف الأرضي في إيران خلال السنوات الأخيرة “مرحلة التحذير” وأصبحت أزمة كبرى صامتة ومرهقة تهدد المياه الجوفية، والبنى التحتية، والأراضي الزراعية، والمواقع التاريخية، والأحياء المسجلة وطنياً والأمن الحيوي للمدن والقرى.

منذ أيام أعلن علي بيت‌ اللهي، رئيس قسم المخاطر في مركز أبحاث الطرق والإسكان والتنمية العمرانية، أن تفاقم ظاهرة الانخساف الأرضي أدى إلى إخلاء مجمع سكني و40 مدرسة في شمال أصفهان.

وكان هذا المسؤول في وزارة الطرق والتنمية العمرانية قد صرح مطلع سبتمبر أن إيران تحتل المرتبة الثالثة عالمياً من حيث اتساع رقعة الانخساف الأرضي.

من جانبه، حذر مهدي زارع، أستاذ علم الجيولوجيا، في مقابلة مع موقع “ركنا” من أن الاستنزاف المفرط للمياه الجوفية، وشبكات المياه والصرف الصحي المتهالكة، وحفريات مترو الأنفاق حولت مدينتي طهران وأصفهان إلى “قنبلة بيئية موقوتة”.

زارع أوضح أن معدل الانخساف الأرضي في السهول الجنوبية لطهران تجاوز 30 سنتيمتراً سنوياً، فيما تعيش المناطق الحساسة من أصفهان، ولا سيما ضفاف نهر زاينده‌ رود الجاف، تحت تهديد ظهور فجوات أرضية مفاجئة مع كل اهتزاز ناتج عن أنفاق المترو. وقال إن الفجوات لم تعد مجرد تهديد عابر، بل باتت “علامة الموت الصامت للمدن الكبرى في قلب إيران”.

وأضاف أن مدناً كبرى مثل أصفهان، طهران، شيراز، كرمان ومشهد تقع فوق سهول تشهد معدلات انخساف مرتفعة للغاية تصل أحياناً إلى أكثر من 25 سنتيمتراً في السنة.

وكان هذا الأستاذ في معهد أبحاث الزلازل قد حذر في 30 أغسطس الماضي من أن استنزاف المياه الجوفية لا يقتصر على التسبب بالانخساف الأرضي، بل قد يؤدي أيضاً إلى “تغيير الإجهاد على الصدوع النشطة”.

كما حذر عيسى بزرك زاده، المتحدث باسم قطاع المياه في إيران، في 11 أغسطس الماضي من أن 70 بالمئة من سهول إيران تقع في حالة “ممنوعة” أو “ممنوعة حرجة”، وأن أكثر من 300 سهل، بينها طهران، تواجه خطراً حقيقياً يتمثل في الانخساف الأرضي.

اقرأ المزيد

محافظة أصفهان الإيرانية تخوض معركة وجودية مع ظاهرة الانخساف الأرضي

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى