بزشكيان: العلاقات مع أوروبا لم تجر كما خططنا له

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن تعزيز العلاقات مع الدول الأوروبية لم تجر كما كانت تنوي حكومته، حيث قامت الترويكا الأوروبية بتفعيل آلية الزناد "سناب باك".

ميدل ايست نيوز: قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن تعزيز العلاقات مع الدول الأوروبية لم تجر كما كانت تنوي حكومته، حيث قامت الترويكا الأوروبية بتفعيل آلية الزناد “سناب باك”.

وخلال لقائه مع ألكسندر ستاب، رئيس فنلندا، يوم الاربعاء ، على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، أكد الرئيس بزشكيان أنه يسعى دائمًا إلى تعزيز التماسك داخل إيران وتوسيع التعاون مع العالم، وقال: إن عملية تعزيز العلاقات مع الدول الأوروبية لم تسر كما كنا ننوي حتى اليوم، حيث شهدنا جهود الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا والمانيا وفرنسا) لتفعيل آلية الزناد “سناب باك”.

وأكد أن إيران لا تنوي صنع أسلحة نووية، وبالتالي لا نمانع الشفافية في هذا الصدد، مضيفًا: “نظرًا لتجربة الولايات المتحدة والدول الأوروبية في انتهاك التزاماتها، بالإضافة إلى الهجوم العسكري على إيران في خضم المفاوضات، هناك انعدام ثقة بالغرب، لكننا نعتقد أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للتغلب على انعدام الثقة هذا”.

وأكد أن تعزيز التعددية وتجنب الأحادية هو الحل الأمثل لتحسين مستوى التفاعلات الدولية وتعزيزها، وأضاف: “على المنظمات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، أن تتحلى بمسؤولية أكبر تجاه إرساء السلام والاستقرار والحفاظ عليهما، وأن تتخذ إجراءات عملية فعّالة لوقف جرائم الكيان الصهيوني”.

كما أكد الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب في هذا الاجتماع أن السبيل الوحيد للتغلب على المشاكل في البيئة الدولية هو الحوار والتفاهم عبر الدبلوماسية. وقال: “نحن بحاجة إلى تعددية حقيقية، وفي ظل ابتعاد العالم عن الأحادية يجب ألا نسمح لمجال متعدد الأقطاب أن يحل محل التعددية”.

وخلال لقائه مع الرئيسة السويسرية كارين كيلر سوتر، اشار الرئيس بزشكيان الى الجهود الإنسانية التي تبذلها سويسرا، وقال: “اليوم، يموت الأطفال والنساء الأبرياء والعزل في غزة بسبب نقص الأدوية والغذاء؛ يمكنكم بذل جهود فعّالة لمنع استمرار وتصعيد كارثة الكيان الصهيوني وجرائمه في غزة”.

وأكد الرئيس الإيراني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر إنتاج الأسلحة النووية حرامًا وفقًا لفتوى قائد الثورة الإسلامية، وأضاف: “إيران مستعدة للتحقق من هذه القضية في إطار القانون الدولي وحقوقها. نرحب بالمحادثات الدبلوماسية لحل هذه القضية، ولكن بطبيعة الحال، إذا تم تفعيل آلية “سناب باك”، فلن تكون للمحادثات أي جدوى”.

كما أعلن الرئيس بزشكيان استعداد إيران لتوسيع التعاون وتطوير العلاقات مع سويسرا.

وفي هذا اللقاء، أعربت الرئيسة السويسرية عن تقديرها لمواقف الدكتور بزشكيان البناءة، وقالت: “تسعى إيران وسويسرا إلى تحقيق الهدف المشترك المتمثل في إحلال السلام في العالم”.

وقالت كارين كيلر سوتر: “ترحب سويسرا بأي تفاعل بناء بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتؤمن إيمانًا راسخًا بأن المحادثات الدبلوماسية هي أفضل سبيل لحل المشاكل وتعزيز العلاقات”.

كما أشارت إلى أن سويسرا تسعى إلى وقف إطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن، مشيرًة إلى أن بلادها أدانت الهجمات الإسرائيلية على غزة وإيران وقطر.

وخلال لقائه بأنطونيو كوستا، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، أشار بزشكيان إلى أن موقفه منذ الحملة الانتخابية كان من أجل الوحدة الوطنية في إيران وتعزيز العلاقات مع العالم، وقال: “كنا ولا نزال نسعى إلى تحسين مستوى العلاقات مع جميع دول العالم، بما في ذلك الدول الأوروبية، على أساس المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل، لكن الكيان الصهيوني خلق عوائق في هذا الاتجاه منذ اليوم الأول لتولي حكومتي زمام الامور، ولا يزال هذا النهج مستمرًا”.

وأكد أن إيران لا تريد أبدًا أي حرب أو صراع، مضيفًا: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تريد علاقات بناءة وودية، ولهذا الغرض، مستعدة للحوار والتفاهم لحل المشاكل والعقبات والمخاوف بهدف منع تأجيج الخلافات”.

وصرح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعلنت ولا تزال تعلن بحزم أنها لا تسعى أبدًا إلى صنع أسلحة نووية، وقال: “نحن مستعدون للتعاون لتوضيح هذا الأمر وإثبات أن الأجواء السائدة في هذا الصدد غير صحيحة. المسؤولون عن الوضع الراهن هم من انتهكوا التزاماتهم وانسحبوا من الاتفاق النووي.

وفي جانب آخر من حديثه، قال الرئيس بزشكيان: بينما تُثير القوى العالمية ضجةً حول مشكلة صغيرة في بلدٍ مثل إيران، التزمت الصمت إزاء تجاوز الكيان الصهيوني جميع الخطوط الحمراء؛ فأي جريمةٍ وإرهابٍ ارتكبته جمهورية إيران الإسلامية! هل اغتلنا علماءً من بلدٍ آخر، أم أننا من أكبر ضحايا الإرهاب؟.

كما صرّح رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي في هذا الاجتماع بأنه مهتمٌ بتعزيز العلاقات مع إيران، قائلاً: يجب علينا حل المشاكل بالحوار والتفاهم.

وأشار أنطونيو كوستا أيضًا إلى إدانة الاتحاد الأوروبي للإجراءات الإسرائيلية، واعتبر أن قيام دولة فلسطينية مستقلة هو الحل الأمثل للقضية الفلسطينية، واعتبر اعتراف غالبية الدول الأوروبية بدولة فلسطينية مستقلة خطوةً في هذا الاتجاه.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
إرنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − 17 =

زر الذهاب إلى الأعلى