الصحافة الإيرانية: هل آلية الزناد تقارب أكبر بين إيران والصين وروسيا؟

قال دبلوماسي إيراني متقاعد إن تفعيل مجلس الأمن الدولي لآلية الزناد لن يؤدي بالضرورة إلى تقارب أكبر بين إيران وكل من روسيا والصين.

ميدل ايست نيوز: قال دبلوماسي إيراني متقاعد إن تفعيل مجلس الأمن الدولي لآلية الزناد لن يؤدي بالضرورة إلى تقارب أكبر بين إيران وكل من روسيا والصين، موضحاً أن هذا التقارب قد يخلق مشكلات إضافية، لأن هاتين الدولتين تلتزمان بتعهداتهما الدولية، ولا سيما الصين التي تمتلك علاقات اقتصادية واسعة مع أوروبا والولايات المتحدة والعالم بأسره.

وأضاف نعمت الله إيزي، في حديث مع وكالة إيلنا، أن من غير المرجح أن تتمكن بكين من اتخاذ إجراءات جادة إذا ما واجهت إيران تداعيات آلية الزناد، كما أن موسكو لا تملك أساساً علاقات اقتصادية كبيرة مع طهران تتيح لها تقديم دعم ملموس. واعتبر أن أقصى ما كان بإمكان البلدين فعله هو إعداد مشروع قرار والسعي للحصول على أصوات لصالحه لمنع تفعيل آلية الزناد، حتى تستمر علاقاتهما مع إيران بصورة طبيعية بعيداً عن التزامات هذه الآلية.

قرار جديد يمكنه وقف آلية الزناد

وعن السيناريوهات المطروحة بعد تفعيل الآلية، ورداً على من يرون أن الخيارات محصورة بين اتفاق شامل أو مواجهة عسكرية، قال الدبلوماسي الإيراني المتقاعد إنه لا يعتقد أن هذين الخيارين هما الوحيدين. موضحاً أنه حتى لو تم تفعيل آلية الزناد، ومع فشل مشروع القرار الروسي الصيني، قد تستمر المحادثات بين إيران وأوروبا، أو حتى بين إيران والولايات المتحدة كما كان الحال في السابق. وأضاف أن من المحتمل أن تُتخذ إجراءات في إطار هذه المحادثات لإيقاف الآلية بقرار جديد يصدر عن مجلس الأمن، ما يفتح الباب أمام قرارات سياسية مختلفة.

وأكد إيزي أن بين الحرب والضغط الأقصى على إيران هناك حلول وسطية، مشيراً إلى أن طهران أعلنت استعدادها للحوار، فيما أبدت المواقف الأوروبية استعداداً مشابهاً. ورأى أن آلية الزناد تمثل أداة ضغط سياسي أكثر منها اقتصادي، والهدف المرجح منها هو دفع إيران لتقديم تنازلات إضافية أو العودة إلى طاولة المفاوضات.

قرار الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي ليس سهلاً

وبشأن تصريحات وزير الخارجية الإيراني وأمين مجلس الأمن القومي الأعلى حول أن تفعيل آلية الزناد سيجعل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بلا معنى، قال إيزي إن مثل هذه المواقف قد تؤدي إلى أجواء متوترة، لكنها قد تكون أيضاً وسيلة للضغط من أجل الحيلولة دون تفعيل الآلية. وإذا لم يتم منع ذلك، فمن المحتمل أن تبحث طهران عن حلول سياسية إضافية بدلاً من المواجهة المباشرة.

وأشار إلى أن وساطات من جانب الصين وروسيا وأطراف أخرى، وحتى من الأوروبيين، قد تفتح المجال أمام خطوات سياسية جديدة. وأكد أن وقف التعاون مع الوكالة غير ممكن ما دامت إيران عضواً في معاهدة حظر الانتشار النووي، لافتاً إلى أن قرار الانسحاب من المعاهدة لم يُتخذ بعد، وأن اتخاذ مثل هذا القرار ليس بالأمر السهل.

إذا اندلعت الحرب فإسرائيل ستكون البادئة

وفي ما يتعلق بآفاق استئناف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بعد تصريحات أخيرة لمسؤولين أميركيين حول الالتزام بالمسار الدبلوماسي، أوضح إيزي أن بدء المفاوضات يعني استعداد الطرفين لتعديل مواقفهما. واعتبر أن غياب اللقاءات السياسية والمحادثات هو ما يجعل المواقف حالياً متصلبة، لكن بمجرد الجلوس إلى الطاولة، من غير المرجح أن ينعدم هامش المرونة.

أما بشأن احتمال اندلاع مواجهة عسكرية إذا فشلت الحلول الدبلوماسية، فأكد الدبلوماسي الإيراني أن إسرائيل ستكون الطرف الذي يبدأ الحرب، رغم حاجتها إلى دعم الولايات المتحدة. وأوضح أن تل أبيب دأبت أحياناً على المبادرة بالتحرك ثم السعي للحصول على تأييد واشنطن، لكن في كل الأحوال، إذا اندلعت مواجهة عسكرية فإسرائيل ستكون المبادر إليها.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 − 12 =

زر الذهاب إلى الأعلى