غرفة التجارة الإيرانية: كيف تؤثر عودة العقوبات على السياحة الإيرانية؟
قال رئيس لجنة السياحة في غرفة التجارة الإيرانية إن تفعيل آلية الزناد سيؤدي إلى تصاعد الضغوط السياسية والاقتصادية على البلاد.

ميدل ايست نيوز: قال رئيس لجنة السياحة في غرفة التجارة الإيرانية إن تفعيل آلية الزناد سيؤدي إلى تصاعد الضغوط السياسية والاقتصادية على البلاد، محذراً من احتمال تراجع أعداد السياح القادمين من الدول الغربية في ظل هذه الظروف.
وأشار مصطفى موسوي، في مقابلة مع وكالة “خبر أونلاين“، إلى أن صناعة السياحة تعد من القطاعات القادرة على أن تكون بديلاً مهماً لقطاع النفط، موضحاً أن إيران تمتلك إمكانات سياحية كبيرة بفضل تنوعها الطبيعي وثرائها التاريخي، لكنها لا تزال تواجه نواقص هيكلية ومشكلات في البنية التحتية والخدمات.
وأضاف أنه في ظل الأوضاع الجديدة، ينبغي أن يتركز التوجه الاستراتيجي لقطاع السياحة على الأسواق الإقليمية، وبشكل خاص على مجالات السياحة الدينية والعلاجية وسياحة الطبيعة.
وحول تطور حركة السياحة في السنوات الأخيرة، أوضح رئيس لجنة السياحة في غرفة التجارة الإيراني أن عدد الزوار الأجانب إلى إيران ازداد بعد انحسار جائحة كورونا، لكنه لم يصل بعد إلى مستوى ما قبل العقوبات. وأشار إلى أن الإحصاءات الرسمية تؤكد أن أكثر من أربعة ملايين سائح زاروا إيران خلال العام الماضي، فيما بلغ عدد الوافدين خلال النصف الأول من العام الجاري نحو مليوني شخص، إلا أن هذه الأرقام ما زالت بعيدة عن الإمكانات الحقيقية التي تمتلكها البلاد.
تأثير العقوبات على قطاع السياحة
وأكد موسوي أن العقوبات المفروضة على إيران قلّصت من فرص دخول المستثمرين الأجانب إلى قطاع السياحة، مما أعاق تطوير البنى التحتية الفندقية والخدماتية. كما أن هذه العقوبات، وفقاً له، قللت من قدرة إيران على المشاركة في الترويج والتسويق السياحي على المستوى العالمي. وأضاف أن انخفاض عدد الرحلات الجوية المباشرة والصعوبات في التحويلات المالية كانت من العوامل السلبية الأخرى التي أثرت في نمو القطاع.
وفي مقارنة مع الدول المجاورة مثل تركيا وأرمينيا وجورجيا وطاجيكستان والإمارات، قال موسوي إن هذه الدول تمكنت من تحقيق نمو كبير في قطاع السياحة خلال السنوات الأخيرة بفضل استثماراتها الضخمة. فعلى سبيل المثال، تجذب تركيا أكثر من 50 مليون سائح سنوياً، وتُعد واحدة من أبرز عشرة وجهات سياحية في العالم، إذ تمتلك أكثر من 12 ألف فندق بينها سلاسل فندقية عالمية.
أما الإمارات، ولا سيما إمارة دبي، فتستقبل سنوياً أكثر من 20 مليون سائح بفضل بنيتها التحتية الحديثة وفنادقها الفاخرة واستراتيجياتها التسويقية الواسعة. كما تمكنت جورجيا، من خلال تطوير قطاع النقل الجوي والاستثمار في الفنادق المعيارية، من ترسيخ نفسها كوجهة سياحية منخفضة التكلفة تستقطب ما بين سبعة إلى ثمانية ملايين زائر سنوياً. حتى أرمينيا استطاعت تعزيز موقعها في السوق الإقليمي للسياحة عبر تطوير السياحة الدينية والثقافية والفنادق المتوسطة، لتستقطب بين مليونين إلى ثلاثة ملايين سائح سنوياً.
أما طاجيكستان، فبدأت مؤخراً تنفيذ خطط لتطوير هذا القطاع، وتستقبل حالياً نحو مليون سائح سنوياً مع العمل على تحسين مرافق الإقامة والنقل تدريجياً.
وأضاف رئيس لجنة السياحة في غرفة التجارة الإيرانية أن هذه الدول أصبحت مقصداً مفضلاً للسائحين الإيرانيين أيضاً، إذ دفعت العقوبات وارتفاع أسعار العملات الأجنبية وصعوبة الحصول على تأشيرات للسفر إلى أوروبا والولايات المتحدة العديد من الإيرانيين لاختيار وجهات قريبة وأقل تكلفة مثل أرمينيا وجورجيا وطاجيكستان وأوزبكستان.
وأوضح موسوي أن عدد الرحلات الخارجية للإيرانيين يتراوح بين 6 و8 ملايين سنوياً، وتشمل أبرز الوجهات تركيا والإمارات وجورجيا وأرمينيا والعراق.
عدد الفنادق في إيران
وفي ما يتعلق بعدد الفنادق العاملة في إيران، قال موسوي إن نحو 2500 فندق يعمل حالياً في إيران، إلا أن أقل من 20 في المئة منها تقترب من المعايير الدولية. واعتبر أن الطاقة الاستيعابية للإقامة في إيران محدودة مقارنة بدول مثل تركيا والإمارات، مما يشكل أحد التحديات الرئيسة أمام استقطاب المزيد من الزوار. وأشار إلى أن إيران تمتلك مقومات سياحية تاريخية وطبيعية كبيرة، لكن البنية التحتية المتعلقة بالإقامة والنقل الجوي والخدمات السياحية ما زالت متأخرة عن المعايير العالمية.
وأكد المسؤول الإيراني أن الاستثمار في هذا القطاع يتمتع بعائد مرتفع، مشيراً إلى أن إيران تُعد وجهة جاذبة للسياحة الثقافية والتاريخية والدينية والطبيعية، إضافة إلى السياحة العلاجية التي تحظى بإقبال متزايد من مواطني الدول المجاورة بفضل جودة الخدمات وتكاليفها المنخفضة، خصوصاً في مجالات الجراحة التجميلية وعلاج العقم وطب الأسنان. ومع ذلك، فإن العقوبات والمشكلات المصرفية ما زالت تعيق توسع هذا القطاع.
القدرات الكامنة لقطاع السياحة في إيران
وبيّن موسوي أن إيران قادرة على جذب أكثر من 20 مليون سائح سنوياً إذا تم توفير استثمارات بمليارات الدولارات في مجالات إنشاء الفنادق وتطوير شبكات النقل والترويج الخارجي وتدريب الكوادر البشرية. وأكد أن العائدات المحتملة من السياحة يمكن أن تنافس إيرادات صادرات النفط.
وأضاف أن السياحة الداخلية تشكل هي الأخرى قطاعاً حيوياً، إذ تُسجّل أكثر من 50 مليون رحلة داخلية كل عام، وتُعد مدن مشهد وشيراز وأصفهان وجزيرة كيش والمناطق الشمالية من البلاد أبرز الوجهات المحلية المفضلة لدى الإيرانيين.
وفي ما يتعلق بظاهرة نصب الخيام في الشوارع والحدائق العامة من قبل بعض المسافرين بسبب ارتفاع أسعار الفنادق، أوضح موسوي أن هذه الظاهرة تعكس الضغوط الاقتصادية على الإيرانيين ونقص مرافق الإقامة الاقتصادية. ودعا إلى التوسع في إنشاء الفنادق ذات الثلاث نجوم ومراكز الإقامة الريفية لجعل السفر في متناول مختلف شرائح المجتمع.
اقرأ المزيد
وزير السياحة الإيراني: السياحة الأجنبية تراجعت بنسبة 75% بعد الحرب الأخيرة