الباب الخلفي للسفارة سيكون مزدحما.. ما علاقة «سافايا» بالكرادة وتسوركوف وحزب الله؟

أحدث تعيين مارك سافايا من قبل ترامب كمبعوث خاص للرئيس الأمريكي إلى العراق ضجة واسعة في الأروقة السياسية، وامتد الجدل ليقتحم منصة “إكس”.

ميدل ايست نيوز: أحدث تعيين مارك سافايا من قبل ترامب كمبعوث خاص للرئيس الأمريكي إلى العراق ضجة واسعة في الأروقة السياسية، وامتد الجدل ليقتحم منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، حيث كانت أولى تحركات المبعوث هي متابعة مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على حسابه الجديد في المنصة.

كما أثار التفاعل حول التعيين ملفاً حساساً، حيث ارتبط اسم سافايا باسم الباحثة (الإسرائيلية- الروسية) المختطفة سابقاً في العراق، إليزابيث تسوركوف، والتي أُفرج عنها خلال الأشهر الماضية بمفاوضات مع الجهات التي تحتجزها، بعد ان قادها بوساطة السوداني.

وتأتي هذه المتابعة العلنية لتعزز التكهنات التي أطلقها محللون ومراقبون للمشهد السياسي العراقي، ومنهم الباحث إليكس أوركيس، الذي أشار إلى أن التعيين قد يكون نتيجة تنسيق مع فريق السوداني لتسهيل حصوله على ولاية ثانية، مقابل منافع أو صفقات غير معلنة.

وكتبت تسوركوف في تدوينة ترحيبية، بدت كأنها إعلان عن الحساب الجديد لمارك سافايا على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، وأرفقتها بمقطع فيديو تظهر فيه وهي تعانقه، قائلةً: “أهلاً وسهلاً على تويتر بمبعوث الولايات المتحدة الجديد إلى العراق، مارك سافايا”، مشيرةً إلى أن “مارك لعب دوراً مهماً في الإفراج عني من قبضة الكتائب، بعد 903 أيام من الأسر، دون تقديم أي مقابل”.

وأضافت توضيحاً لدوره في عملية الإفراج قائلةً: إن “سافايا التقى برئيس الوزراء محمد شياع السوداني في بغداد، ونقل إليه تهديداً من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى قيادة الكتائب، ما أدى إلى إطلاق سراحي خلال أسبوع واحد فقط”، مؤكدةً أنه “قام بعمل عظيم وأنقذ حياتي”.

ويظهر حساب مارك سافايا على منصة “إكس” يتابع عدداً من الشخصيات والمؤسسات الأمريكية، جميعها معروفة بانتمائها أو قربها من التيار الجمهوري والمحافظ في الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب مثل بانته وزوجها وابنه، كما يتابع أعضاء من الحزب الجمهوري الأمريكي بلغ عددهم 28 شخصاً.

وبالعودة إلى الباحث في الشأن السياسي إليكس أوركيس، حيث توقع أن يكون “الباب الخلفي للسفارة مزدحماً” في إشارة إلى أنه ستكون هناك لقاءات غير معلنة مع أطراف سياسية لا ترغب بإظهار تعاملها مع الأمريكان للعلن.

وربط أوركيس هذا التعيين بالصورة السابقة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني وهو يصافح ترامب في مؤتمر السلام بشرم الشيخ، معتقداً أن “المبعوث الخاص قد وصل إلى منصبه “بالتنسيق مع فريق السوداني” بهدف تسهيل حصول الأخير على ولاية ثانية”، مشيراً إلى أن المقابل لهذا التنسيق لا يزال مجهولاً، لكن “الأيام ستكشفه أكيد”.

وطرح أوركيس تساؤلات مشروعة تتعلق بما إذا كان المبعوث الخاص لترامب قد حصل على عقود أو استثناءات أو استثمارات أو وعود بها خلال زيارات سابقة للعراق برفقة رجال أعمال أمريكيين، مقابل تمرير الولاية الثانية.

كما تساءل عن وجود تنسيق لهذا التعيين مع إسرائيل وعن وجود “رضى إسرائيلي لولاية ثانية للسوداني”، مؤكداً أن “سياسة ترامب في الشرق الأوسط مبنية بشكل كبير على خدمة مصالح إسرائيل، وهو ما يبرر طرح هذه الأسئلة”.

من جانبه، قال الكاتب والإعلامي فلاح المشعل اليوم (20 تشرين الأول أكتوبر): إن “تعيين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لصديقه الأمريكي من أصول عراقية مارك سافايا مبعوثاً خاصاً إلى العراق يثير الاستغراب”، متسائلاً عن سبب اختيار صفة “مبعوث خاص” بدلاً من “سفير” كما تقتضي الأعراف الدبلوماسية والعلاقات الدولية بين واشنطن وبغداد.

وأضاف المشعل، أن “منصب المبعوث الخاص يُمنح عادةً لتنفيذ مهمات محددة في أوقات الأزمات أو الحروب، أو لنقل رسائل سياسية خاصة لا ترتبط بعمل البعثات الدبلوماسية التقليدية”، مشيراً إلى أن “هذا التعيين ربما يرتبط بملف النفط العراقي”.

وتابع أن “تصريحات ترامب الأخيرة في قمة شرم الشيخ بمصر حول الثروة النفطية الهائلة في العراق التي لا يُحسن العراقيون استثمارها قد تكون إشارة إلى توجه أمريكي جديد، وربما تمهيداً لتحركات اقتصادية أو سياسية تتعلق بإدارة الثروات العراقية”.

وحذر المشعل من أن “العراق قد يكون مقبلاً على أزمة جديدة يجري الإعداد لها في البيت الأبيض بين ترامب وفريقه المقرب”، مشيراً إلى أن “الملف النفطي يبدو محور هذه التحركات”٠

وأوضح، أن “مارك سافايا يتحدر من عائلة بغدادية كانت تسكن منطقة الكرادة – الجادرية قبل هجرتها إلى الولايات المتحدة، وهو رجل أعمال ناجح تربطه علاقات وثيقة بكل من ترامب وإيلون ماسك وعدد من الشخصيات الأمريكية والعربية البارزة”.

في المقابل، علق هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي الأسبق، في حسابه بمنصة “إكس” على تعيين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمارك ساڤايا، أن “تعيين الرئيس دونالد ترامب ممثلاً خاصاً له في العراق مارك ساڤايا أمريكي مسيحي كلداني ذو أصول عراقية هو اعتراف بأن الوضع في العراق غير طبيعي ويحتاج إلى إجراءات وقرارات خارج الأطر الدبلوماسية والرسمية المعتادة لتصحيح وتقويم الوضع المضطرب والمشوش، كل تمنياتنا بنجاح مارك بمهمته”.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأحد (19 تشرين الأول أكتوبر 2025)، تعيين مارك سافايا مبعوثاً خاصاً إلى العراق.

وقال ترامب في منشور على منصته الرسمية “تروث سوشال”، “يسعدني أن أعلن أن مارك سافايا سيشغل منصب المبعوث الخاص إلى جمهورية العراق، فالفهم العميق الذي يمتلكه للعلاقات بين العراق والولايات المتحدة، وصلاته الواسعة في المنطقة، سيسهمان في تعزيز مصالح الشعب الأمريكي”.

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن سافايا كان أحد العناصر الأساسية في حملته الانتخابية بولاية ميشيغان، موضحاً أنه “ساعد – إلى جانب فريق من المستشارين – في تحقيق رقم قياسي في عدد الأصوات التي حصل عليها ترامب من الأمريكيين المسلمين خلال الانتخابات”.

وكانت “العالم الجديد” أعدت تقريرا عن إعلان تعيين سافايا بمنصب المبعوث الخاص إلى جمهورية العراق وما هي توجهاته السياسية وأبرز ردود الافعال المحلية حول إعلان تكليفه بالمنصب الجديد.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العالم الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 + ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى