أفغانستان تعزز تعاونها الاقتصادي مع تركمانستان وإيران
في ظل إغلاق الحدود مع باكستان واستمرار التوترات الحدودية بين البلدين، تكثف أفغانستان جهودها لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع دول الجوار الأخرى، خصوصاً في مجالات الطاقة والكهرباء والتبادل التجاري.

ميدل ايست نيوز: في ظل إغلاق الحدود مع باكستان واستمرار التوترات الحدودية بين البلدين، تكثف أفغانستان جهودها لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع دول الجوار الأخرى، خصوصاً في مجالات الطاقة والكهرباء والتبادل التجاري. في هذا الإطار، قاد وزير الصناعة والتجارة الأفغاني نور الدين عزيزي وفدا حكوميا رفيعا إلى تركمانستان للمشاركة في المعرض العالمي الثلاثين للنفط والغاز، وبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وخلال الزيارة، عقد عزيزي والوفد المرافق له اجتماعات مهمة مع عدد من كبار المسؤولين التركمان. وأعلنت وزارة الصناعة والتجارة الأفغانية في بيان لها اليوم أن اللقاءات شملت نائب رئيس المجلس الوزاري التركماني ماميت خان تشاكييف، ونائب الرئيس عطاء كلي أتكايوف، وعدداً من المسؤولين في مجالات الطاقة والصناعة والتجارة، حيث تمت مناقشة ملفات التعاون الاقتصادي والتجاري بين الطرفين.
وأشار البيان إلى أن الجانب التركماني رحّب بالنمو الاقتصادي والتجاري الذي شهدته أفغانستان في السنوات الأخيرة، مؤكداً استعداد بلاده للعمل مع كابول من أجل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لا سيما في مشروعات الطاقة والغاز والكهرباء. كما شدد الجانبان على أهمية المضي قدماً في مشروع أنبوب الغاز “تابي” وإزالة العقبات التي تواجه تنفيذ هذا المشروع التنموي الكبير الذي تعود فوائده على البلدين والمنطقة بأكملها.
من جهته، أوضح المتحدث باسم وزارة الصناعة والتجارة الأفغانية عبد السلام جواد أن الجانبين اتفقا على إزالة العقبات الجمركية والترانزيتية، وإنشاء مركز لوجستي مشترك على الحدود، إضافة إلى تخفيض رسوم النقل وتنظيم معارض تجارية مشتركة للمنتجات والصناعات الأفغانية والتركمانية. وأضاف جواد أن المسؤولين التركمان أكدوا استمرار بلادهم في دعم التعاون الاقتصادي والتجاري مع أفغانستان، خاصة في قطاع الطاقة، مشيدين بجهود الحكومة الأفغانية لتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي.
وفي سياق متصل، أعلن المستشار التجاري في سفارة إيران بكابول حسين روستايي عن تسجيل نمو ملحوظ في التبادل التجاري بين أفغانستان وإيران خلال النصف الأول من العام الجاري. وأوضح روستايي أن واردات إيران من أفغانستان بلغت 26 مليون دولار، في حين وصلت صادرات إيران غير النفطية لأفغانستان إلى مليار و156 مليون دولار خلال الفترة نفسها، بزيادة قدرها 78 مليون دولار مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، أي بنسبة نمو بلغت نحو 7%.
وأعرب المسؤول الإيراني عن أمل بلاده في تعزيز التعاون التجاري والصناعي والاقتصادي مع أفغانستان في المرحلة المقبلة، مؤكداً أن الطرفين يعملان بشكل متواصل على إزالة العقبات وتسهيل عمل التجار والمستثمرين. ويأتي هذا التطور بينما لا تزال الحدود الباكستانية – الأفغانية مغلقة أمام جميع أنواع التبادل التجاري منذ 12 أكتوبر/تشرين الأول من الشهر الجاري بسبب الصراع الحدودي القائم بين البلدين.
وفي هذا السياق، أكد رفيع الله خان، وهو أحد المسؤولين في جمارك طورخم على الجانب الأفغاني، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أنه كان من المفترض إعادة فتح معبر طورخم – وهو أكبر المنافذ الحدودية بين البلدين – خلال اليومين الماضيين، بعد استكمال الحكومة الباكستانية الإجراءات اللازمة، إلا أن السلطات الباكستانية تراجعت صباح أمس الخميس وسحبت المعدات المخصصة لإعادة فتح المعبر، من دون توضيح الأسباب.



