إيران.. سدود المدن الكبرى تقترب من الجفاف الكامل والعاصمة تدخل “المنطقة الحمراء”

تعيش إيران واحدة من أشدّ أزمات المياه في تاريخها الحديث، مع تراجع منسوب المياه في سدي كرج وطهران إلى أدنى مستوى له منذ ستين عاماً، وجفاف عدد من الآبار الحيوية في مدينة مشهد شمال شرقي البلاد.

ميدل ايست نيوز: تعيش إيران واحدة من أشدّ أزمات المياه في تاريخها الحديث، مع تراجع منسوب المياه في سدي كرج وطهران إلى أدنى مستوى له منذ ستين عاماً، وجفاف عدد من الآبار الحيوية في مدينة مشهد شمال شرقي البلاد.

وفي ظل تصاعد الانتقادات لأداء السلطات في إدارة الموارد المائية، حذّر مسؤولون محليون من احتمال تطبيق نظام جَدوَلة أو تقنين للمياه، داعين المواطنين إلى ترشيد الاستهلاك.

وضع “أحمر وخطير” في طهران

قال محسن أردكاني، المدير التنفيذي لشركة مياه وصرف صحي طهران، يوم الخميس (6 نوفمبر)، إنّ الوضع المائي في العاصمة “في حالة حمراء وهشة للغاية”، مشيراً إلى أن طهران لم تسجّل أي هطول مطري منذ بداية العام المائي الجديد.

وأضاف أن هذا العام يمثل سادس موسم جفاف متتالٍ في طهران، وأن العام المائي الماضي كان الأقل هطولاً خلال قرن كامل.

وأوضح أردكاني أنّ معدل الأمطار في مثل هذا الوقت من العام الماضي بلغ 20 ملم، بينما كان المتوسط طويل الأمد نحو 30 ملم، أما حالياً فقد انخفض إلى الصفر تماماً.

سد كرج مهدّد بالنضوب خلال أيام

من جانبه، أعلن بهزاد پارسا، المدير التنفيذي لشركة المياه الإقليمية في طهران، أن مستوى المياه المخزّنة خلف سد كرج (أمير كبير) لا يتجاوز 14 مليون متر مكعب، مؤكداً أنّ هذا السد لن يكون قادراً على تزويد طهران بالمياه لأكثر من أسبوعين إضافيين.

وأشار إلى أن تدفّق المياه نحو سدود طهران انخفض بنسبة 43% مقارنة بالعام الماضي، فيما لفت أردكاني إلى أنّ استمرار الأزمة يستدعي “تعاون المواطنين في خفض استهلاكهم بنسبة إضافية تبلغ 10%” لتجاوز المرحلة الحرجة.

أما في محافظة كرج، فأوضح مهدي مقصودي، مدير شؤون المياه، أن كمية المياه في خزان السد لا تتجاوز 31 مليون متر مكعب (7% فقط من سعته البالغة 180 مليون متر مكعب)، أي بانخفاض قدره 50 مليون متر مكعب عن العام الماضي، محذراً من احتمال نفاد المياه خلال أيام.

وقال: “نحن نضخ حالياً ستة أمتار مكعبة في الثانية لتغطية مياه الشرب لكرج وطهران، بينما لا يتجاوز معدل تدفق المياه إلى السد مترين مكعبين في الثانية، ما يعني أننا نستهلك من المخزون المتبقي.”

“أسوأ موجة جفاف منذ 60 عاماً”.. 20 محافظة إيرانية لم تشهد أي تساقط للأمطار منذ بداية الخريف

مشهد على حافة الجفاف وجَدوَلة المياه

وفي مدينة مشهد، ثاني أكبر المدن الإيرانية، أعلن حسن حسيني، القائم بأعمال محافظ المدينة، أن السلطات تدرس خطة لتقنين المياه ابتداءً من مطلع الشتاء إذا استمرت الظروف الجوية الحالية.

وقال إنّ الآبار التي حُفرت مؤخراً لتأمين المياه الطارئة تجفّ تباعاً، مضيفاً أن من بين الإجراءات المطروحة قطع المياه ليلاً في بعض المناطق كخطوة مؤقتة للتعامل مع الأزمة.

من جانبه، كشف حسين إسماعيليان، المدير التنفيذي لشركة مياه مشهد، في تصريح سابق، أن المدينة “تعيش حالة توتر مائي شديد، وأن المخزون المائي وصل إلى أدنى مستوياته”، مؤكداً أن الأزمة “تفاقمت منذ عام 2022 واقتربت هذا العام من مرحلة الانهيار الكامل”.

وأشار حسيني إلى أن استكمال مشروع نقل المياه من جبال هزار مسجد إلى مشهد يتطلب 50 تريليون ريال (حوالي 454 مليون دولار)، وهي ميزانية لم تُوفَّر بعد.

ووفقاً لتقارير شركة إدارة موارد المياه الإيرانية، فقد شهدت البلاد منذ بداية العام المائي (22 سبتمبر) وحتى 3 آبان (25 أكتوبر) هطولاً قدره 2.3 ملم فقط خلال 33 يوماً، فيما لم تسجّل 21 محافظة من أصل 31 محافظة أي أمطار خلال هذه الفترة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 + 17 =

زر الذهاب إلى الأعلى