خمسة أسباب رئيسية وراء تفاقم “التسرب المدرسي” في إيران
ذكر تقرير لمركز الإحصاء الإيراني أن أكثر من مليون طالب في إيران تسرّبوا من المدارس خلال عام 2022.
ميدل ايست نيوز: ذكر تقرير لمركز الإحصاء الإيراني أن أكثر من مليون طالب في إيران تسرّبوا من المدارس خلال عام 2022. هذا الانقطاع الواسع يأتي بالتزامن مع نقص يبلغ 335 ألف معلم، ما يفاقم المخاوف بشأن مستقبل التعليم والتنمية البشرية في البلاد.
ووفقاً لتقرير مركز الإحصاء، شهد عام 2022 تسرب أكثر من 175 ألف طالب في المرحلة الابتدائية، وما يقارب 198 ألفاً في المرحلة المتوسطة الأولى، ونحو 557 ألفاً في المرحلة المتوسطة الثانية. وفي مقال نشرته صحيفة «اطلاعات» اليوم بقلم محمد علي فياض بخش، أُشير إلى أن الرقم الإجمالي تجاوز حالياً المليون طالب، إلى جانب العجز الكبير في أعداد المعلمين، وهي مؤشرات واضحة على أزمة تعليمية حقيقية في البلاد.
ما أسباب التسرب المدرسي؟
ذكرت صحيفة «اطلاعات» خمسة عوامل رئيسية وراء تسرّب الطلاب من المدارس الإيرانية:
- انعدام الدافع الدراسي وغياب رؤية واضحة للمستقبل، حيث تحوّل التعليم من نشاط «ذي معنى» إلى مسار غير مثمر.
- الفقر الأسري، إذ باتت مواصلة الدراسة فوق قدرة الكثير من العائلات.
- التشدد الداخلي في المدارس، حيث تحوّل الجو المدرسي من بيئة محفزة إلى مكان يطرد الطلاب الباحثين عن مساحة للفرح.
- تأثير المظاهر المادية لبعض غير المتعلمين، الذين يدفعون الطلاب إلى رؤية آنية قصيرة بدلاً من التخطيط لمستقبلهم الدراسي.
- غياب التجهيزات والوسائل التعليمية والخدمات المناسبة، إضافة إلى الفجوات الواسعة بين المدارس الميسورة وتلك المحرومة، ما يدفع الكثير من الطلاب الضعفاء إلى ترك المدرسة.
وفي جزء آخر من المقال، يكتب فياض بخش: «لا يمر يوم إلا وأعبر في الشوارع والأحياء قرب مسجد أو حسينية أو مركز ثقافي مغلق وخامل، لكنه فخم ومجهز، فأشعر بالحسرة لأن هذه الأماكن “نصف المستغلة” ليست مدارس… أو لأن هذه الميزانيات لا تُوجَّه أولاً لتجهيز المدارس. يا ليت الحسرات تجدي نفعاً!».
ضرورة إرادة جدية لحل الأزمة
ويؤكد الكاتب أن استمرار غياب الإرادة الحقيقية لمعالجة المشكلة بشكل جذري، والاعتماد المتكرر على العبارة التقليدية «لا يمكن حل المشكلات بين ليلة وضحاها»، سيجعلنا نرى كل عام مزيداً من الأرقام المقلقة المتعلقة بالتسرّب الدراسي. فالأزمة الحالية ليست تهديداً لمستقبل الطلاب التعليمي فحسب، بل تشكل خطراً مباشراً على التنمية البشرية والاجتماعية في البلاد.
اقرأ المزيد
تقرير: 42% من أطفال المرحلة الابتدائية في إيران لا يمتلكون مهارة القراءة
