الانتحار في إيران يتخطى المعدل العالمي

يقول رئيس جمعية الأطباء النفسيين في إيران إن الحكومة تُصغّر أزمة الانتحار عبر التعتيم على الأرقام.

ميدل ايست نيوز: يقول رئيس جمعية الأطباء النفسيين في إيران إن الحكومة تُصغّر أزمة الانتحار عبر التعتيم على الأرقام، في حين أن معدل الانتحار في البلاد خلال السنوات الأخيرة ارتفع إلى مستوى يلامس المعدل العالمي بل يتخطاه أحياناً.

وكتب موقع رويداد 24 في تقرير له، إن البيانات في إيران تعامل كمعلومات أمنية، ولذلك يكاد الوصول إلى أرقام دقيقة، بما في ذلك المتعلقة بالانتحار، يكون مستحيلاً. ففي حين تعلن منظمة الصحة العالمية أن المعدل العالمي يقارب 10 حالات لكل 100 ألف شخص، قال جواد حسيني، رئيس منظمة الرعاية الاجتماعية، في مؤتمر صحافي حديث، إن معدل الانتحار في إيران أقل من المعدل العالمي ويبلغ نحو 6 إلى 7 حالات، متعهداً بخفضه إلى النصف عبر خطط جديدة.

الانتحار في إيران؛ أرقام غائبة ومسار مهمل

حميد يعقوبي، رئيس جمعية الوقاية من الانتحار في إيران، أعلن العام الماضي أن آخر الإحصاءات الرسمية تعود إلى ما قبل عام 2022. ووفقاً لما قاله، فإن بيانات عام 2022 تشير إلى أن ترتيب إيران عالمياً كان في المرتبة 160.

كما أشار يعقوبي إلى أنه في عام 2016 سجّل أكثر من 79 ألف شخص محاولات انتحار، وأن هذا الرقم ازداد بنحو 51 بالمئة حتى عام 2022. ووفق تقديراته، ارتفعت الوفيات الناتجة عن الانتحار بنسبة تناهز 10 بالمئة سنوياً بين 2020 و2024؛ وبذلك ارتفع المعدل من 4.7 لكل 100 ألف في عام 2011 إلى 8.1 في عام 2022، ثم إلى 8.9 في عام 2023، ويرجّح أن يكون قد وصل في عام 2024 إلى نحو 9.7.

وتشير البيانات الدولية أيضاً إلى أن معدل الانتحار في إيران عام 2023 بلغ نحو 7 حالات لكل 100 ألف شخص، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بعام 2011 (4.7 حالات)، ليضع إيران في المرتبة 140 عالمياً. كما أفادت تقارير محلية بوجود نحو 7 آلاف حالة وفاة بسبب الانتحار في عام 2024، مقارنة بنحو 6 آلاف حالة في عام 2023. وعلى هذا الأساس، ورغم أن ترتيب إيران عالمياً لا يقع ضمن الفئات الأكثر خطورة، إلا أن وتيرة ارتفاع الانتحار داخل البلاد مثيرة للقلق.

بجانبه، قال وحيد شريعت، رئيس جمعية الأطباء النفسيين في إيران، في حديث لرويداد 24، إن الأرقام الرسمية التي أعلنها رئيس منظمة الرعاية الاجتماعية غير صحيحة، موضحاً: «معدل الانتحار في إيران وصل تقريباً إلى المعدل العالمي؛ الرقم 6 إلى 7 يعود لعدة سنوات مضت. منذ عام 2022 توقّف نشر الإحصاءات، بينما نعرف أن الاتجاه خلال هذه السنوات كان تصاعدياً بشكل حاد».

وأضاف: «وفق التقديرات المتوافرة، من المحتمل أن إيران تجاوزت المعدل العالمي أو على الأقل وصلت إليه. الأهم من ذلك هو الزيادة الكبيرة في معدلات الانتحار خلال العقد الأخير. التقليل من خطورة الوضع لا يساعد على رؤية حجم الأزمة».

وشدد شريعت على أن منظمة الطب الشرعي تمتلك بيانات أدق، قائلاً إنها «تعلن أحياناً في الجلسات المغلقة أرقاماً غير رسمية تظهر زيادة ملحوظة».

سرية الأرقام لا تحلّ الأزمة

وانتقد شريعت سرية الأرقام قائلاً: «هذه السرية لا تستند إلى أي أساس علمي. نشر الإحصاءات لا يؤدي إلى زيادة حالات الانتحار؛ ما هو خطير فعلاً هو التناول الخاطئ للموضوع في الإعلام. أمّا التعتيم، فلا يساهم إلا في تعطيل السياسات الوقائية».

وفي تعليقه على تعهّد رئيس منظمة الرعاية الاجتماعية بخفض معدلات الانتحار بنسبة 50 بالمئة، قال شريعت: «بالإجراءات الصحيحة يمكن إبطاء الزيادة، لكن خفضاً مفاجئاً بنسبة 50 بالمئة أمر غير واقعي. في أفضل الأحوال يمكن لنا أن نبطئ وتيرة الارتفاع».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 + إحدى عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى