قصف وإطلاق نار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
هدوءا حذراً يسود حاليًا المنطقة عقب توقف القصف المدفعي الإسرائيلي على منطقة العرقوب وكفرشوبا وفي محيط منطقة رويسات العلم في مزارع شبعا.
ميدل ايست نيوز: قال مراسل الجزيرة في لبنان إن المدفعية الإسرائيلية قصفت تلال قرية كفرشوبا ومحيط مزارع شبعا المحتلة، وذلك بعدما تحدث الإعلام الإسرائيلي عن تبادل إطلاق نار على الحدود، فسرته مصادر بأنه عملية لحزب الله.
من جهتها، أعلنت السلطات الإسرائيلية أن “حادثا أمنيا غير بسيط” وقع على الحدود الشمالية مع لبنان اليوم الاثنين، وأمر الجيش سكان المنطقة بالتزام منازلهم.
وقالت مراسلة الجزيرة إن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس غادر على عجل اجتماعا لحزبه.
في الوقت نفسه، قالت القناة 12 بالتلفزيون الإسرائيلي إن تبادلا لإطلاق النار وقع بين قوات إسرائيلية ومسلحين، وإن انفجارات سمعت في المنطقة.
ذكر مراسل “العربي الجديد” في جنوب لبنان، أن قصفاً إسرائيلياً استهدف عدّة مواقع في جنوب لبنان، وسط تبادل لإطلاق النار بين عناصر المقاومة التابعين لحزب الله اللبناني، وجنود الاحتلال الإسرائيلي. وجاء ذلك عقب عملية لحزب الله اللبناني نفذها في مزارع شبعا.
وأشار مصدرٌ في “حزب الله” اللبناني فضل عدم نشر اسمه لـ”العربي الجديد” الى أنّ العملية الأمنية التي نفذها “حزب الله” في مزارع شبعا الجنوبية تأتي في معرض الردّ على مقتل علي كامل محسن وهو قيادي بارز في الحزب ينحدر من بلدة عيتيت الجنوبية بغارة جوية إسرائيلية الأسبوع الماضي.
وعلم “العربي الجديد” أنّ بياناً سيصدر عن “حزب الله” يروي تفاصيل العملية الأمنية التي حصلت، في وقت استنفر فيه الجانب اللبناني صفوفه، بحيث قطع رئيس الحكومة حسان دياب اجتماعاته وأجرى اتصالات بالرؤساء الثلاث ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب، ووزيرة الدفاع زينة عكر وقائد الجيش جوزاف عون لمتابعة التطورات الأمنية على الحدود كما تكثفت الاتصالات بين الجيش اللبناني الموجود في الجنوب وقوات اليونيفيل في محاول لضبط الحدود.
وبحسب المصادر الميدانية، فأنّ هدوءا حذراً يسود حاليًا المنطقة عقب توقف القصف المدفعي الإسرائيلي على منطقة العرقوب وكفرشوبا وفي محيط منطقة رويسات العلم في مزارع شبعا. وقال مراسل “العربي الجديد” في المنطقة أنّ القصف طاول منزل فوزي أبو علوان في منطقة الهبارية، مشيرًا إلى أنّ المنطقة تشهد حاليًا تحليقًا مكثفُا لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية.
وتحدث نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم أمس في حديث تلفزيوني عن إمكانية ردّ الحزب على الغارة الإسرائيلية، إذ شدد على أنّ معادلة الرد قائمة دائماً مع العدو الإسرائيلي ولسنا بوارد تعديل هذه المعادلة كما لا تغيير في قواعد الاشتباك، وأشار الى ان “ما حصل في سورية هو عدوان أدى الى استشهاد علي كامل محسن وليحسب الإسرائيلي ما يشاء”. وقال قاسم، أنّ “إسرائيل لم تخرج من لبنان الا بالمقاومة ومنع اعتداءاتها وخروقاتها لا يكون إلا بالقوة”.
بدوره، أعلن الناطق باسم اليونيفيل اندريا تيننتي أن رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال مع الطرفين لتقييم الوضع ولجم التوتر ويواصل حث الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس بحسب ما “أفادت الوكالة الوطنية للاعلام”.
وفي السياق نفسه، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، بأن أصوات انفجارات دوّت في المنطقة الحدودية مع لبنان، وأنه سمع تبادل إطلاق نار عند السفوح الغربية لجبل الشيخ قرب مزارع شبعا.
وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال أوعز إلى سكان المستوطنات اليهودية الحدودية مع لبنان بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج منها.
بدورها، أكدت صحيفة “يسرائيل هيوم”، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن بني غانتس، أبلغا بالتطورات الجارية، فيما يقوم الجيش بفحص ما يحدث. ونقلت “يسرائيل هيوم” عن جيش الاحتلال إعلانه “منع أي نشاط في المنطقة الحدودية مع لبنان، بما في ذلك الأعمال الزراعية، ومواقع السياحة والاستجمام، كذلك فإن الطرقات الرئيسية ستغلق”.
وجاء في تعليمات جيش الاحتلال أنه “يجب الامتناع عن السفر في تلك المناطق، واستمرار متابعة التعليمات التي يصدرها الجيش عبر وسائل الإعلام والتزام تعليمات قوات الأمن الناشطة في الميدان”.