مسؤول إيراني يدق ناقوس الخطر من عجز المحروقات في البلاد

أدى تزايد أعداد السيارات في إيران وكثرة السفر داخل وخارج المدن، وعدم التطوير الكافي لأسطول النقل العام، والتسعير غير المتوازن للمحروقات، إلى زيادة استهلاك الوقود في البلاد.

ميدل ايست نيوز: أدى تزايد أعداد السيارات في إيران وكثرة السفر داخل وخارج المدن، وعدم التطوير الكافي لأسطول النقل العام، والأهم من ذلك، التسعير غير المتوازن للمحروقات، أدى إلى زيادة استهلاك الوقود في البلاد، الأمر الذي يدق ناقوس خطر من العجز في موارد الطاقة التي تنتظر إيران في الفترة المقبلة.

وقال محمد صادق محبي نظر، رئيس لجنة الطاقة بالجمعية الاستشارية لمنظومة شؤون البلاد، خلال تصريح صحفي أفادت به إيلنا: ارتفع استهلاك الوقود السائل في البلاد بنحو 10% في المتوسط، وإن الدعم المخصص للمحروقات البالغ 80 مليار دولار هو مؤشر واضح على الوضع الحرج في اتخاذ القرارات في هذا المجال.

وتابع: إن ظروف إنتاج وتوزيع البنزين والديزل تجعل مسار هذه الدورة غير متوازن في أي لحظة، وإذا لم يكن هناك حل عاجل فسيكون لهذا الأمر عواقب كثيرة.

يضيف هذا المسوؤل: يبلغ الاستهلاك اليومي للبنزين في البلاد نحو 110 ملايين لتر، وقد وصل إلى 117 مليون لتر منذ بداية العام الحالي، لا سيما بعد أن مررنا بعدة فترات ذروة للاستهلاك.

وأردف: في المقابل، يتوقع الخبراء أن يصل هذه الاستهلاك إلى 150 مليون لتر يومياً في الفترة المقبلة. بالتالي فإن العجز في المحروقات، وخاصة البنزين، أقرب إلينا مما نعتقد، وإذا لم تتم إدارة هذا القطاع بشكل صحيح فسنصبح بالتأكيد بلداً مستورداً للبنزين.

وذكر رئيس لجنة الطاقة بالجمعية الاستشارية لمنظومة شؤون البلاد أن “هناك العديد من الفرص المطروحة في الخطط على المدى المتوسط والطويل لتفادي عجز الطاقة والتي لم يعمل بأي منها إطلاقاً”، قائلاً إن “عملية تنفيذ خطط مصافي النفط لم تتقدم بشكل جيد ولا تتفق مع الجدول الزمني، إذ كان من المفترض أن تبدأ عملية بناء مصفاة الشهيد سليماني النفطية في بداية هذا العام، إلا أنها لم يتم تنفيذها بعد”.

وأكد محبي نظر أن حل العجز في المحروقات يكمن في مختلف أقسام الإنتاج والنقل والتخصيص والتوزيع، كما أن تطبيق السياسات الأحادية لا يؤدي إلى حل المشكلة فحسب، بل يضع عبئا مضاعفا على أجزاء أخرى من دورة الوقود.

وأضاف: هناك العديد من العوامل التي تدخل في عملية تخصيص وتسعير البنزين والديزل، حيث يمكن أن يلعب التسعير العادل والمناسب دوراً فعالاً في الاستهلاك الأمثل للوقود، وربما يؤدي القرار الخاطئ إلى خروج الاستهلاك عن قناة التوازن وخلق نوع من الخلل.

وأشار إلى دور المؤسسات المتخصصة بالشؤون الثقافية والتعليم العام، وتابع: إن عملية خلق ثقافة الاستهلاك الأمثل للبنزين لدى العائلات الإيرانية يجب أن تكون مؤسسية، فعندما يتم توزيع المحروقات بشكل مجاني نسبياً، فلن تتشكل إرادة لدى الناس لترشيد الاستهلاك.

وشدد المسؤول الإيراني أن البلاد في وضع يتجاوز فيه الاستهلاك اليومي للبنزين عتبة الـ 110 مليون لتر بنمو أكثر من 12.5% ​​مقارنة بالعام الماضي، لدرجة يكاد فيها الاستهلاك والإنتاج يلتقيان في نقطة واحدة.

وأكد محبي نظر أنه لا ينبغي اعتبار وزارة النفط الوصي الرئيسي على تحسين استهلاك المحروقات وإنما هناك العديد من الجهات الوصية في البلاد.

وكانت إيران قد أعلنت نيتها زيادة الإنتاج النفطي بنحو 250 ألف برميل يومياً، ليصل إلى 3.5 ملايين برميل بحلول نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، في اتجاه معاكس لجهود تحالف “أوبك بلس” لخفض الإمدادات لتعزيز الأسعار عالمياً.

وقال محسن خجسته مهر، إنّ إنتاج النفط في إيران سيزداد بمقدار 150 ألف برميل يومياً في غضون أسبوع من الآن، كما أنه سيزداد بمقدار 100 ألف برميل آخر في أواخر الشهر المقبل ليقترب من 3.5 ملايين برميل يومياً.

وكان تحالف “أوبك+” المكون من دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والحلفاء من خارجها في مقدمتهم روسيا، قد أعاد في أغسطس/آب الجاري، التأكيد على التزام الدول الأعضاء بالخفض الطوعي لإنتاج النفط حتى نهاية العام المقبل 2024، وفق ما تم الاتفاق عليه باجتماع وزراء التحالف في يونيو/حزيران الماضي.

إقرأ أكثر

إيران تخطط لاستثمار 50 مليار دولار لتعويض “عجز الغاز” في البلاد

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر − 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى