الانتخابات المحلية التركية.. أبرز الأرقام والقوانين والتحالفات

يتوجّه الناخبون الأتراك إلى صناديق الاقتراع اليوم الأحد في الانتخابات المحلية لاختيار رؤساء البلديات الكبرى، وأعضاء مجلس البلدية، ورؤساء بلديات المناطق، ومخاتير الأحياء، وأعضاء مجلس الأحياء.

ميدل ايست نيوز: وسط أجواء مشحونة بالتوقعات والآمال، يتوجّه الناخبون الأتراك إلى صناديق الاقتراع اليوم الأحد لاختيار رؤساء البلديات الكبرى، وأعضاء مجلس البلدية، ورؤساء بلديات المناطق، ومخاتير الأحياء، وأعضاء مجلس الأحياء، بعد أشهر من التنافس الانتخابي المحتدم والحملات الدعائية الشرسة.

ولفهم أوسع لآلية حسم أصوات الناخبين الأتراك التي سترسم ملامح المستقبل المحلي، استعرضت “الجزيرة” أهم المحاور المتعلقة بالانتخابات المحلية التركية.

أبرز الأرقام في الانتخابات المحلية التركية

يملك حوالي 61 مليون مواطن تركي الحق في المشاركة في الانتخابات لاختيار رؤساء 30 بلدية كبرى، و51 رئيس بلدية صغرى، و973 رئيس بلدية منطقة، و390 رئيس بلدة، و50 ألفا و336 رئيسا للأحياء في عموم البلاد، إلى جانب أعضاء المجالس المحلية.

ومن المتوقع أن يشارك نحو مليون و32 ألفا و620 شابا للمرة الأولى في الانتخابات المحلية، وتشهد الانتخابات المحلية التركية مشاركة 36 حزبا سياسيا، حسبما أفادت به الهيئة العليا للانتخابات في تركيا، إذ بلغ طول ورقة الاقتراع حوالي 100 سنتمتر بسبب طول قائمة الأحزاب المشاركة في الانتخابات.

ومن بين القائمة الرسمية للأحزاب المشاركة، يبرز حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحليفه حزب “الحركة القومية”، إلى جانب الأحزاب المعارضة الرئيسية من مثل الشعب الجمهوري، والجيد، والمستقبل، والسعادة الإسلامي، والنصر، والوطن، والرفاه من جديد.

كما شهد منصب رئاسة بلدية إسطنبول أكبر عدد من المرشحين بواقع 49 مرشحا، منهم 22 يمثلون الأحزاب السياسية، و27 هم مرشحون مستقلون، في حين تشهد رئاسة بلدية أنقرة منافسة بين 24 مرشحا، بينهم 19 ينتمون إلى أحزاب سياسية و5 مستقلين.

تحدٍ مهم

وفقا لتحليل الخبير السياسي أحمد أوزغور، الذي تحدث للجزيرة نت، تبرز أهمية الانتخابات المحلية لكل من الحكومة والمعارضة في سياق السيطرة على العمود الفقري للمدن التركية الكبرى: إسطنبول وأنقرة وإزمير.

فمن جهة، يسعى حزب العدالة والتنمية لاسترجاع زمام الأمور في إسطنبول وأنقرة، اللتين فقدهما في انتخابات 2019، معتبرا أن الفوز سيكون بمثابة تجديد للثقة الشعبية في سياساته وتوجهاته، خصوصا في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.

كما أن هناك توقعات بأن النجاح في السيطرة على المدن الكبرى قد يفتح المجال أمام تنظيم استفتاء برلماني للدعوة لانتخابات مبكرة، مما قد يمهد الطريق لترشح الرئيس أردوغان لولاية أخرى بعد أن ألمح إلى أن هذه الانتخابات المحلية ستكون الأخيرة بالنسبة له.

ومن ناحية خرى، تعقد المعارضة بقيادة حزب الشعب الجمهوري آمالا كبيرة على تثبيت أقدامها في البلديات الكبرى بوصفها فرصة لاستعادة الزخم بعد الإخفاق في الانتخابات الرئاسية، كما أن رئيس بلدية إسطنبول الحالي يعوّل على إعادة انتخابه لتعزيز فرصه في الظفر بالرئاسة في انتخابات 2028، وسط توقعات تشير إلى حظوظه الواعدة في حال نجاحه في الانتخابات البلدية.

وعلى مستوى الحزب نفسه، تمثل هذه الانتخابات المحلية أول تحدٍ كبير للرئيس الجديد للحزب أوزغور أوزيل، الذي يواجه ضغوطا لتحقيق نتائج إيجابية ودرء مخاطر الانقسامات الداخلية، خصوصاً في ظل التحديات التي يطرحها الرئيس السابق للحزب كمال كليجدار أوغلو.

أهم التحالفات في الانتخابات المحلية التركية

على خلاف ما يحدث في الدوائر الرئاسية والبرلمانية، لا تتم التحالفات بين الأطراف السياسية بصورة رسمية في الاستحقاقات المحلية، بل تتخذ شكل تعاون غير رسمي، يهدف إلى دعم مرشحين من حزب بعينه عندما يتم الاتفاق بين الجهات المعنية.

وفي هذا الإطار، تمكّن حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية من الحفاظ على ما يُعرف بـ”تحالف الشعب”، بحيث يلتزم الأخير بدعم مرشحي الأول في كل من أنقرة وإسطنبول. بالمقابل، يتعهد حزب العدالة والتنمية بدعم مرشحي الحركة القومية في مناطق مخصصة مثل مانيسا وقرقلا إيلي، أو مناطق معينة داخل إسطنبول وأنقرة.

على الجانب الآخر، لم تنجح أحزاب المعارضة في تشكيل تحالفات مماثلة لـ”تحالف الطاولة السداسية” الذي شوهد في انتخابات الرئاسة لعام 2023، وبدلاً من ذلك، اختارت هذه الأحزاب خوض غمار الانتخابات بمرشحيها الخاصين وبصورة مستقلة، مع الانفتاح على إمكانية دعم مرشحين من أحزاب أخرى بصفة اختيارية دون الدخول في أي اتفاقيات رسمية.

أبرز القوانين

تُجرى الانتخابات المحلية في تركيا من مرحلة واحدة فقط، حيث يعتبر الفائز هو من ينال أكبر عدد من الأصوات دون الحاجة إلى بلوغ نسبة مئوية محددة، وتنحصر هذه الانتخابات ضمن حدود البلاد فقط ولا تشمل المواطنين المقيمين في الخارج نظرًا لطابعها المحلي الذي يعتمد على تسجيل الناخبين في الداخل، لذلك لا يمكن للأتراك المقيمين خارج البلاد أو النزلاء في السجون المشاركة في التصويت.

تبدأ عملية الاقتراع عند الساعة السابعة صباحًا في 32 ولاية تقع شرقي البلاد، مراعاةً للفروق الجغرافية وللاستفادة القصوى من ضوء النهار، وتختتم في الساعة الرابعة مساءً، في حين تبدأ في الولايات الأخرى عند الساعة الثامنة صباحًا وتنتهي عند الساعة الخامسة مساءً، وتبدأ عملية فرز الأصوات بعد الساعة الخامسة حتى لو أدلى جميع الناخبين المدرجين في قائمة الناخبين بصناديق الاقتراع بأصواتهم قبلها.

وغالبًا ما تُعلن النتائج الأولية للانتخابات المحلية في وقت متأخر من ليلة الاقتراع أو خلال اليوم التالي، بعد ذلك يُفتح المجال لتقديم الاعتراضات، وعقب معالجتها تُعلن النتائج بشكل رسمي ونهائي.

ويُمارس الناخبون حقهم الانتخابي من خلال استخدام ثلاث بطاقات اقتراع مختلفة؛ الأولى لاختيار رئيس البلدية الكبرى، والثانية لتحديد رئيس بلدية المنطقة أو القضاء، والثالثة لانتخاب أعضاء المجلس البلدي للمدينة.

التوقعات بشأن نتايج الانتخابات المحلية التركية

فيما يتعلق بمجريات العملية الانتخابية، توحي نتائج استطلاعات الرأي بأن نسبة المشاركة في الانتخابات قد لا تصل إلى المستويات المأمولة، ويعزى ذلك جزئيًا إلى شعور الناخبين الأتراك بالإرهاق من السجالات السياسية، خصوصًا في أعقاب الانتخابات التي شهدتها البلاد العام الماضي.

كما يضاف إلى ذلك التأثير المحتمل لانعقاد الانتخابات خلال شهر رمضان، الأمر الذي قد يكون عاملًا في تقليص نسبة الإقبال، كما تتوقع التحليلات أن يسود يوم الانتخابات أجواء ديمقراطية سلمية بعيدة عن أي توترات أو مظاهر تعصب.

أما فيما يخص نتائج الانتخابات، فبحسب عدة مؤسسات بحثية نشرت استطلاعات للرأي، ورغم تباين النتائج في بعض الأحيان، فإن البيانات تشير إلى منافسة شديدة بين المرشحين، مع ملاحظة تقارب كبير في الأصوات، ومع ذلك تعطي هذه الاستطلاعات الأفضلية لمرشحي حزب الشعب الجمهوري على مرشحي تحالف الشعب في العاصمة والمدن الكبرى الأخرى.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 − ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى