من الصحافة الإيرانية: زيارة عراقجي إلى البحرين.. خفض التصعيد بعيدا عن إسرائيل

تظهر زيارة عراقجي إلى البحرين أنه بينما تحاول إيران إيصال العلاقات المترددة مع البحرين إلى نقطة معينة، فإنها في الوقت نفسه تنقل استمرار دبلوماسية الحرب والسلام إلى عواصم أخرى في المنطقة.

ميدل ايست نيوز: كانت البحرين والكويت المحطتين العاشرة والحادية عشرة من جولة عباس عراقجي الدبلوماسية ضمن برنامج إيران الدبلوماسي المكثف والشامل.

وكتبت صحيفة دنياي اقتصاد، أنه في إطار هذه الزيارة الإقليمية التي أتت ضمن حملة وقف إسرائيل، فإن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والمنامة ستكون أيضًا خطوة أقرب، وبذلك تدخل الحلقة الأخيرة الباقية من علاقات إيران الصعبة مع المعقل الإقليمي لمجلس التعاون الخليجي حيزاً جديداً من سياسة الجوار.

وتظهر الزيارة إلى البحرين في هذه المرحلة وفي ظل قطع العلاقات بين طهران والمنامة، أنه بينما تحاول إيران إيصال العلاقات المترددة مع البحرين إلى نقطة معينة، فإنها في الوقت نفسه تنقل استمرار دبلوماسية الحرب والسلام إلى عواصم أخرى في المنطقة، بما في ذلك جنوب مياه الخليج.

ولطالما اتهمت البحرين إيران بدعم الشيعة، الذين يشكلون أكبر عدد من السكان في هذه المملكة الخليجية الصغيرة. لذلك فإن موقف تطبيع العلاقات مع البحرين، الذي كان في مقدمة التوترات مع إيران في السنوات الماضية وجزء من حملة الضغط الأقصى التي يمارسها ترامب، يمكن أن تتضمن قيمة مضافة لإيران في ظل تصاعد الأزمة وزيادة مستوى التوترات الإقليمية في الوضع الراهن.

وبدأت الاتصالات بين إيران والبحرين منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية في 10 مارس 2023، وتعود ذروتها عندما زار وزير الخارجية البحريني للمشاركة في مراسم تشييع رئيس الجمهورية السابق إيران وأيضا حضوره في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد في يوليو الماضي. وخلال تلك الزيارة توصل الجانبان البحريني والإيراني إلى خارطة طريق أولية لاستعادة العلاقات.

ثم توالت هذه اللقاءات، والتقى عبد اللطيف الزياني وعباس عراقجي في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويبدو أنه عندما يعود عراقجي من جولته الإقليمية إلى الكويت والبحرين، سنشهد إعادة فتح السفارات وتبادل السفراء بين البلدين. وهي خطوة مهمة يمكنها أن تجعل سياسة الجوار التي اتبعتها إيران خلال السنوات الثلاث الماضية إنجازا مهما آخر.

وعلى الرغم من تعقد القضايا مثل الجزر الإيرانية الثلاث وحقل آرش (الدرة) الغازي وتواجد إسرائيل في مياه الخليج بعد تطبيع العلاقات مع البحرين والإمارات في سبتمبر 2020، إلا أن إيران ومجلس التعاون حريصان على اتخاذ خطوات نحو مجتمعات آمنة، ولكنهما يديران علاقاتهما بحيث تكون أقل عرضة للضغوط والتحديات الإقليمية.

وتُظهر تجربة التهدئة بين إيران والمملكة العربية السعودية على مدى العامين الماضيين أن الطرفين توصلا إلى تقييم مشترك لوجود علاقة ثنائية مستقرة مع الحفاظ على التوترات والمنافسات الإقليمية.

بالنسبة لدول مجلس التعاون، تعتبر الجهود الدبلوماسية المبذولة لتطبيع العلاقات مع إيران إجراءً استراتيجيًا مهمًا للغاية يمكنه حماية هذه الجهات الفاعلة من العواقب المحتملة لتصعيد الصراع بين إسرائيل وإيران.

ويضع هذا التحول الدبلوماسي الجهات الفاعلة في مجلس التعاون في وضع يمكنها من مضاعفة جهودها لمنع انتشار التوترات بين إيران وإسرائيل، وتوفير طبقة من الأمن وسط التوترات الإقليمية المتزايدة.

بعد مرور عام على 7 أكتوبر، تخضع الرواية السائدة في العواصم العربية لدول الخليج لتصورات جديدة للاتجاهات التي ربطت عملية الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة بالمصالح الإقليمية لكتلة مجلس التعاون وجعلت منها عرضة للتغيرات بسبب ظهور تهديدات جديدة.

وتشهد حاليا دول مجلس التعاون تقلبات في القرارات، لأن هذا الصراع من الممكن أن يتحول إلى مواجهة إقليمية ذات عواقب بعيدة المدى على اقتصادها وأمنها. ولهذه القضية أهمية استراتيجية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالقضية المفتوحة للتطبيع مع إسرائيل في مرحلة ما بعد غزة. إذن، إن أهداف التهدئة في الجولة الجديدة من زيارات عراقجي، وخصوصاً وجوده في البحرين، ستحدث صدى في المنطقة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى