صحيفة شرق الإيرانية تعتذر من “المرشد الأعلى” وتوقف نشرها لمدة يومين

أعلنت صحيفة شرق توقفها عن النشر لمدة يومين، بعد تقديمها اعتذارا رسميا لمكتب المرشد الأعلى الإيراني على نشرها مقالًا يتعلق بالمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.

ميدل ايست نيوز: أعلنت صحيفة شرق توقفها عن النشر لمدة يومين، بعد تقديمها اعتذارا رسميا لمكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية على نشرها مقالًا يتعلق بالمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة التي تُنشر في طهران إن سبب توقف النشر في يومي الثلاثاء والأربعاء هو “إجراء تغييرات فنية وبنية تحتية واسعة” تشمل النسخة المطبوعة والنسخة الإلكترونية.

وفي تقرير يوم الأحد، أفادت صحيفة شرق عن “مزاعم بعض المصادر” بشأن لقاء سري مع قائد الثورة الإسلامية الإيرانية، وقالت إن “في اجتماع سري صباح يوم الجمعة بين قاليباف وحاجي بابايي مع قائد الثورة، تم التأكيد على موضوع المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتم تقديم ثلاثة وجوه سياسية، منهم علي لاريجاني، محمد فروزنده ومحمد جواد ظريف، كممثلين منتخبين لهذه المهمة.”

ونشرت صحيفة شرق وكذلك وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” نص الاعتذار. واعتذر مسؤولو الصحيفة عن نشر هذا المقال قائلين: “نعتبر من واجبنا أن نعتذر من مكتب المرشد الأعلى ومن جمهورنا الكريم عن نشر هذا الجزء من التقرير وما ترتب عليه من تبعات غير مرغوب فيها.”

وأوضح مسؤولو الصحيفة أن الخبر “غير صحيح وغير مبرر”، وأضافوا: “صحيفة شرق تتحمل مسؤوليتها الإعلامية في هذا الصدد وتعلن بصراحة أن الدخول في مثل هذا المجال الحساس دون الاعتماد الكافي على مصادر موثوقة كان خطأ مهنيًا لا يتماشى مع المعايير المعتادة للصحيفة.”

قيود إعلامية حول المفاوضات في إيران

على الرغم من مرور حوالي شهر على رسالة الرئيس الأمريكي إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، كانت المعلومات حول كيفية إجراء المفاوضات بين البلدين في وسائل الإعلام الإيرانية محدودة ومتضاربة.

كتب حسن نمك دوست، أستاذ الصحافة والعلاقات، على إكس: “أسلوب التواصل المعتاد لدى السادة المسؤولين هو أن الشعب يُطلع على الموضوع بعد إنجاز الجزء الأكبر من الأعمال. لذا أعتقد أن الموضوع الرئيسي قد تم حله في الأسابيع الماضية ومن المتوقع أن يتم الكشف عن نتائجه في الأسابيع القادمة في شكل سلوكيات رسمية.”

وقبل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عقد مفاوضات “مباشرة” يوم السبت المقبل على مستوى عالٍ، لم يصدر أي إعلان رسمي من المسؤولين الإيرانيين. بعد ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على إكس أن المفاوضات ستكون “غير مباشرة”.

تحذير لصحيفة كيهان

لم تكن صحيفة شرق الصحيفة الوحيدة التي أحدثت ضجة بسبب نشر مقال عن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة. حيث تلقت صحيفة كيهان، التي يديرها حسين شريعتمداري ويُعتبر مقربًا من المرشد الأعلى الإيراني، تحذيرًا من الهيئة المشرفة على الصحافة في إيران.

ففي يومين متتاليين، هددت صحيفة كيهان في عمود “حوار” الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانتقام لمقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، بالتهديد بالاغتيال، مما أثار ردود فعل واسعة.

وأصدرت الهيئة المشرفة على الصحافة تحذيرًا للصحيفة استنادًا إلى المادة السادسة من قانون الصحافة حول “حظر نشر مواد ضد الأمن والكرامة والمصالح الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية سواء داخل البلاد أو خارجها”.

وقالت الهيئة المشرفة على الصحافة: “الموقف المبدئي للنظام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه الاغتيال الجبان للشهيد قاسم سليماني هو محاكمة الجناة في هذه الجريمة، خاصة الرئيس الأمريكي الأسبق في محكمة عادلة ودولية.”

ومع ذلك، لم تتراجع الصحيفة، بل هاجمت الهيئة المشرفة على الصحافة قائلة: “هذا التحذير من الهيئة المشرفة هو رسالة ضعف إلى أمريكا وكأنهم يقولون لترامب: افعل ما تشاء! واطمئن بأننا لن نسمح لأحد حتى بالسخرية منك أو الدفاع عن دم الشهيد سليماني.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − 16 =

زر الذهاب إلى الأعلى