من الصحافة الإيرانية: ما هي عقدة صادرات الغاز الإيرانية؟

بدلاً من تسليم سوق الغاز لدول أخرى، يجب على إيران تمهيد الطريق لأن تصبح مركزاً إقليمياً لتجارة الغاز.

ميدل ايست نيوز: قال المدير السابق للشؤون الدولية في وزارة النفط الإيرانية إنه بدلاً من تسليم سوق الغاز لدول أخرى، يجب على إيران تمهيد الطريق لأن تصبح مركزاً إقليمياً لتجارة الغاز، مشدداً على أن إيران لا ينبغي لها أن ترتكب خطأ التفريط بأسواق مهمة مثل الهند وباكستان لصالح بيع الغاز الروسي.

وفي تصريح لوكالة إيلنا العمالية، قيّم مهدي حسيني مشروع إنشاء ممر غاز بين إيران والهند وروسيا عبر بحر عمان، مشيراً إلى أنه “منذ فترة طويلة، قبل امتلاكنا حقل بارس الجنوبي أو أي موارد غازية أساساً، طُرحت عدة مقترحات، منها إدخال الغاز القطري عبر اليابسة إلى إيران ثم نقله إلى باكستان وصولاً إلى الهند مقابل الحصول على رسوم ترانزيت. كما طُرح أن يتم تزويد باكستان بالغاز من الحقول الإيرانية، أو بناء خط أنابيب بحري في المياه الضحلة لنقل الغاز القطري مباشرة إلى الهند”.

وأوضح أن دراسات أجريت حول شاطئ إيران، وجرى اقتراح نقل الخط عبر السواحل المنبسطة، لكن الجانب الإيراني رفض المقترح.

وأضاف المدير السابق للشؤون الدولية في وزارة النفط الإيرانية: “فيما بعد، أصبحت إيران من الدول المالكة لاحتياطيات الغاز، وطُرح مشروع خط أنابيب السلام لنقل الغاز الإيراني إلى باكستان ومنها إلى الهند، لكن هذا المشروع لم يُنفّذ. خلال فترة حكم بنازير بوتو، تقرر أن الجيش الباكستاني هو من يقرر ما إذا كان الغاز سيصل إلى الهند أم لا، ونتيجة لذلك لم يصل الغاز لا إلى الهند ولا إلى باكستان، على الرغم من أن إيران كان يمكنها بسهولة أن تتحول إلى مركز إقليمي لتجارة الغاز جنوب شرقي البلاد”.

وأوضح حسيني أن إيران أنفقت مليارات الدولارات لمدّ خط أنابيب الغاز حتى حدود باكستان، لكنها ظلت تواجه خلافات بشأن السعر. وأكد أن “أسعار الغاز حول العالم تُحدد إقليمياً، خلافاً للنفط الذي تُسعره البورصات العالمية. فمثلاً، إذا كان سعر الغاز في أمريكا 4 دولارات، فإنه يصل إلى 8 دولارات في أوروبا، و14 دولاراً في اليابان. أما في منطقة الخليج والهند وباكستان، فلا توجد تسعيرة محددة، وغالباً ما تبدأ نقاشات الأسعار بصادرات إيران إلى تركيا.

وأشار إلى أن باكستان كانت تطالب بأن يُحتسب سعر الغاز الإيراني بناء على سعر زيت الوقود، وهو ما كان منطقياً من ناحية اقتصادية وتسويقية. وأضاف: “رغم بناء خط الأنابيب حتى حدود باكستان، فإن المشروع لا يزال معلقاً، ولا يمكن لأحد حتى الآن تحديد سعر الغاز المخصص لهذا البلد”.

وأكد حسيني أن “الاختلالات الحالية في توازن الغاز، رغم كونها مصطنعة وناجمة عن العقوبات وسوء الإدارة، لا تلغي حقيقة أن إيران تمتلك أكبر احتياطي غاز في العالم، وإذا كنا نخطط لتصدير الغاز، فيجب أن نركز على تصدير غازنا نحن، لا أن نتحول إلى ممر لتصدير غاز دول أخرى منافسة كروسيا”. وأضاف: “بإمكاننا، كما نستورد من تركمانستان، أن نستورد من روسيا لاستخدامه في شمال البلاد، ونصدر غاز الجنوب إلى زبائننا”.

وشدد في ختام حديثه على أن “عقود الغاز طويلة الأمد، أي لا يجوز أن نُفرّط بسوق مثل الهند وباكستان لصالح بيع الغاز الروسي، لأننا بذلك نُعزز مركز روسيا كمحور لتجارة الغاز، بينما علينا أن نُهيئ نحن الأرضية لنصبح مركز الغاز في المنطقة”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 + 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى