بين التصعيد والمرونة: لماذا أرجأت أوروبا تفعيل آلية الزناد ضد إيران؟

تبدو أوروبا متأرجحة بين ممارسة الضغط والسعي للتفاعل. فهي تُبقي آلية الزناد كسيفٍ مرفوع فوق إيران، لكنها لم تغلق باب الحوار.

ميدل ايست نيوز: أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن الدول الأوروبية وضعت شروطًا لتأجيل تفعيل «آلية الزناد» ضد إيران، وهي شروط قد تفتح الطريق أمام مفاوضات مع الولايات المتحدة وتعاون أوسع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وحسب تقریر لموقع “رويداد 24” الإيراني، ذكرت الصحيفة الأميركية أن الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا)، التي سبق أن هددت في يونيو الماضي بتفعيل آلية الزناد ضد إيران، قد تراجعت مؤقتًا عن هذا القرار، لكنها اشترطت أمرين أساسيين لهذا التعليق: أولًا، استئناف المفاوضات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وثانيًا، التعاون الكامل لطهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبحسب الصحيفة، فإن أوروبا فضّلت، بدلًا من التحرك السريع نحو إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، أن تُبقي على الضغط، ولكن مع الإبقاء على باب الدبلوماسية مفتوحًا.

من القرار إلى التحذير: ما الذي تخطط له أوروبا؟

في وقت سابق، كان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد اعتمد قرارًا انتقاديًا ضد إيران في يونيو، بمبادرة أوروبية. هذا القرار طالب طهران بتقديم إيضاحات بشأن مواقع غير مُعلنة وتعزيز إمكانية التحقق من التعاون القائم. وردّت إيران حينها بإعلان وقف تشغيل بعض الكاميرات الخارجة عن نطاق اتفاق الضمانات، وتقليص مستوى التعاون. وفي التطورات الأخيرة بعد الحرب بين إيران وإسرائيل، أقرّت إيران قانونًا لتعليق التعاون مع الوكالة، ما أدى إلى مغادرة المفتشين الدوليين لأراضيها.

وبعد هذه التطورات، تصاعدت الأصوات في أوروبا الداعية إلى تفعيل آلية الزناد وإعادة العقوبات الدولية تلقائيًا. لكن يبدو الآن أن أوروبا تستخدم هذه التهديدات كأداة ضغط، لا كخطوة فورية.

إسطنبول: طاولة مفاوضات أم ساحة مناورة دبلوماسية؟

تزامنًا مع نشر تقرير وول ستريت جورنال، أفادت مصادر دبلوماسية بانعقاد جولة جديدة من المباحثات بين إيران والاتحاد الأوروبي يوم الجمعة في إسطنبول. وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، فإن كاظم غريب آبادي ومجيد تخت روانجي سيمثلان طهران في هذه المفاوضات.

ويعتقد محللون أن هذا اللقاء قد يمهّد لتقليص حدة التوتر، وربما لبدء مفاوضات غير رسمية مع الولايات المتحدة، شريطة أن تستغل طهران هذه الفرصة.

جدير بالذكر أن إيران أعلنت بشكل واضح عدم وجود أي خطة راهنة للتفاوض مع واشنطن.

موقف إيران: صمود أم مناورة تكتيكية؟

لم تصدر حتى الآن أي ردود رسمية من طهران على تقرير وول ستريت جورنال، إلا أن المسؤولين الإيرانيين كرروا في الأسابيع الأخيرة استعدادهم للتفاعل “في إطار المصالح الوطنية”. ومع ذلك، تواصل إيران انتقاد الدول الأوروبية بسبب ما تعتبره “نقضًا للاتفاق النووي”، مطالبةً برفع فعلي للعقوبات قبل أي اتفاق جديد.

وفي المقابل، تؤكد طهران أن أنشطتها النووية ما تزال ضمن إطار معاهدة عدم الانتشار، وتصف ادعاءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها تفتقر إلى الأساس القانوني.

السيناريوهات المحتملة في المرحلة المقبلة

في ظل الوضع الحالي، يمكن تصور عدة سيناريوهات:

  1. نجاح مفاوضات إسطنبول، وفتح الطريق أمام استئناف المحادثات المباشرة أو غير المباشرة مع واشنطن.
  2. تفعيل آلية الزناد، ما سيزج بإيران في مواجهة جديدة مع الغرب، قد تترتب عليها تداعيات اقتصادية ودبلوماسية.
  3. استمرار الوضع الراهن، مع بقاء تعليق العقوبات، وتصاعد الغموض والضغط السياسي والإعلامي.

إيران مطالبة بنقل المواجهة إلى الساحة الدبلوماسية

تبدو أوروبا متأرجحة بين ممارسة الضغط والسعي للتفاعل. فهي تُبقي آلية الزناد كسيفٍ مرفوع فوق إيران، لكنها لم تغلق باب الحوار. والقرار النهائي يبقى بيد طهران، التي عليها أن تقرر ما إذا كانت ستفتح مسارًا جديدًا في إسطنبول أو تواصل نهج التصعيد.

اقرأ أكثر

ما المقابل الإيراني لامتناع الأوروبيين عن تفعيل آلية «سناب باك»؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 + اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى