صحيفة “كيهان” الإيرانية تهاجم المفاوضات مع أوروبا وتدعو إلى إغلاق باب الحوار

هاجمت صحيفة "كيهان" الإيرانية أي محاولة لإحياء المسار الدبلوماسي، معتبرةً أن تفعيل آلية الزناد "عديم الجدوى" و"فارغ من المضمون".

ميدل ايست نيوز: في وقت بلغت فيه المفاوضات بين إيران والدول الأوروبية الثلاث في إسطنبول مرحلة حساسة، ووسط مناقشات جارية حول تمديد مهلة تفعيل “آلية الزناد”، هاجمت صحيفة “كيهان” الإيرانية، في تقرير مطوّل، أي محاولة لإحياء المسار الدبلوماسي، معتبرةً أن تفعيل آلية الزناد “عديم الجدوى” و”فارغ من المضمون”، ودعت الحكومة الإيرانية إلى إغلاق باب الحوار، حتى ولو كان الثمن العقوبات أو الحرب. ففي سردية الصحيفة، لم تُقدَّم أوروبا كشريك في التفاوض، بل كطرف متواطئ في الحرب والعقوبات.

وتزامنًا مع عقد هذه الجولة من المحادثات بين إيران والدول الأوروبية الثلاث في إسطنبول، وصفت “كيهان” هذا النهج الدبلوماسي بأنه إعادة إنتاج للمسار الذي قاد سابقًا إلى الاتفاق النووي.

وكتبت الصحيفة المحافظة: “مشاركة إيران في هذا الاجتماع، على عكس التصور المتفائل للتيار الميال للغرب، لا تنبع من الثقة بأوروبا أو الأمل في انفراج اقتصادي، بل تأتي فقط في إطار الالتزام بمسار الدبلوماسية على الساحة الدولية”.

لكن كيهان سرعان ما انحرفت عن هذا السياق، لتصف أي حوار بأنه “عديم الفائدة” ومرتبط بـ”الخيانة”. وبدلاً من طرح تساؤلات حول كيفية الخروج من مأزق العقوبات والعزلة، استخدمت تعبيرات تحقيرية، وكتبت: “تهديد آلية الزناد ليس إلا صوتًا فارغًا لسلاح صدئ”.

آلية الزناد… تهديد لم يعد مخيفًا؟

أحد المحاور الأساسية في تقرير “كيهان” كان تحليل دور “آلية الزناد” التي تحوّلت بعد سنوات إلى آخر ورقة دبلوماسية متبقية. ورأت الصحيفة المتشددة أن هذه الآلية باتت عديمة الفاعلية، لأن “كل ما كان يفترض أن يحدث، قد حدث بالفعل، من دون الحاجة إلى تفعيلها”. وأضافت: “العقوبات تضاعفت، والحرب بدأت من دون أي قرار أممي، ولم تعد أوروبا تملك أداة للتهديد”.

هذا الطرح، رغم أنه لم يُؤيَّد من قبل أي جهة دولية، ولا يستند إلى تقييم واقعي، إلا أن الصحيفة تدّعي بأن “العقوبات تخطّت بكثير ما فُرض في عهد قرار مجلس الأمن رقم 1929، ولم يتبقَّ ما يمكن إضافته”.

عندما تصبح أوروبا طرفًا فاقدًا للمشروعية

ركّز جزء آخر من تقرير الصحيفة الإيرانية على التشكيك في شرعية أوروبا لتفعيل آلية الزناد، مستندًا إلى تصريحات ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا في فيينا، الذي قال إن “الثلاثي الأوروبي، بسبب خرقه المتكرر للالتزامات، لم يعد مؤهلاً لاستخدام هذه الأداة”.

وفي استمرار لموقفها المتشدد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حذّرت “كيهان” مجددًا من أن عودة المفتشين لا تمثّل سوى “تمهيد للاغتيال”، مشيرةً إلى أن المعلومات الفنية الإيرانية تصل بشكل مباشر إلى “الموساد والسي آي إيه”. وكتبت: “أولئك الذين يطالبون اليوم بعودة المفتشين، هم أنفسهم الذين خططوا بالأمس لاغتيال الشهيد فخري زاده والهجوم على منشأة نطنز”.

يأتي هذا في وقت أعلنت فيه الحكومة الإيرانية رسميًا استعدادها لاستئناف المحادثات الفنية مع الوكالة، رغم أن المفتشين لم يعودوا إلى البلاد بعد.

لماذا نفاوض إذًا؟

وفي تناقض لافت، تقرّ “كيهان” بأن “كلا من الحرب فُرضت، والعقوبات بلغت أقصاها”، لكنها تستنتج مع ذلك أن الحل لا يكمن في التفاوض، بل في “المقاومة”. وكتبت الصحيفة: “طالما لا يوجد قرار أممي جديد، والعقوبات بالفعل في ذروتها، فممَ الخوف إذًا؟”

وأضافت: “حتى لو فُعّلت آلية الزناد، فلن تكون هناك عقوبات جديدة أو أثر عملي… إنها أداة للحرب النفسية لا أكثر”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر − 8 =

زر الذهاب إلى الأعلى