تحركات عسكرية إسرائيلية تتجاوز المناورات الروتينية… هل تقرع طبول الحرب مجددًا؟

تشير التطورات السياسية والأمنية الأخيرة في المنطقة إلى مؤشرات مقلقة على دخول مرحلة جديدة من التوتر بين إيران وإسرائيل.

ميدل ايست نيوز: تشير التطورات السياسية والأمنية الأخيرة في المنطقة إلى مؤشرات مقلقة على دخول مرحلة جديدة من التوتر بين إيران وإسرائيل. فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن بقاء 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب في إيران، في خطوة تُعد تمهيداً جديداً لاحتمال الدخول في مواجهة عسكرية، عبر تصوير القدرات النووية الإيرانية كتهديد فعّال يهدف إلى جذب انتباه الرأي العام والمحافل السياسية الدولية، خاصة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

بالتزامن، وجّه نتنياهو مجدداً خطاباً مباشراً إلى الشعب الإيراني، وهو أسلوب دأب على استخدامه خلال العام الأخير في لحظات حرجة، ضمن استراتيجية نفسية تهدف إلى إحداث انقسام داخلي في المجتمع الإيراني وممارسة ضغط غير مباشر على صناع القرار في طهران. وتشير التجارب السابقة إلى أن هذه الرسائل عادة ما تتكثف قبيل أحداث كبرى أو تحركات عسكرية جدية.

كما رُصدت تحركات عسكرية إسرائيلية جديدة تتجاوز نطاق المناورات الروتينية، لتبدو أقرب إلى استعدادات ميدانية لسيناريوهات محتملة. وفي الأدبيات الأمنية، فإن التزامن بين التصعيد النفسي وحالة التأهب العسكري يُعتبر غالباً مقدمة لدخول مرحلة صدام أو تطور جديد على الأرض.

وعند جمع هذه العناصر معاً، تتشكل صورة مسار متكامل يبدأ بإبراز التهديد، يليه تصعيد الضغط النفسي والسياسي، ثم تهيئة الظروف الميدانية لاتخاذ خطوات عملية.

وفي حال استمرار هذا المسار من دون انفراجة دبلوماسية، قد تنزلق المنطقة إلى مواجهة مباشرة، ربما تبدأ محدودة، لكنها قد تتطور سريعاً إلى حرب واسعة النطاق نظراً لتعقيد المشهد الإقليمي وتشابك أزماته، وهو ما تحذر منه المؤشرات الراهنة.

مصطفى نجفي
خبير في شؤون الصراع في الشرق الأوسط

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى