ظریف: عهد أميركا كقوة كبرى بلغ نهاية مطافه
اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن فشل واشنطن في تمرير مشروع قرارها لتمديد حظر الأسلحة ضد إيران في مجلس الأمن الدولي، خير دليل على أن "عصر أمريكا كقوة عظمى قد انتهى.

ميدل ايست نيوز: اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن عهد أميركا كقوة كبرى قد بلغ نهاية مطافه.
وفي حوار مع التلفزيون الإيراني مساء الإثنين، أشار ظريف إلى محاولات أميركا لتمديد الحظر التسليحي على إيران وقال، إن أميركا واجهت الفشل في هذا المجال والسبب الأساس في ذلك يعود إلى سياساتها الخاطئة التي بدأت في عهد ترامب بالخروج من الاتفاق النووي.
وأضاف، أن الأميركيين أصبحوا في ورطة بعد عدم المصادقة على مشروع قرارهم في مجلس الأمن في حين أنهم لم يفهموا بأن الظروف العالمية قد تغيرت كثيرا وهم سعوا على الدوام للتحرك خلافا للمجتمع العالمي.
ولفت إلى أن اقتدار الأميركيين في العالم قد انتهى وأضاف، أن الأميركيين تصوروا بأنهم يمكنهم كسب المصادقة على القرار في مجلس الأمن إلا أنهم فشلوا في هذا المسار حتى أن الأوروبيين لم يصوتوا لصالح مشروع القرار.
وأشار إلى أن أميركا لم تستطع فرض رأيها سوى على دولة واحدة واكبتها بالتصويت إيجابا على مشروع القرار فيما رفضته اثنتان وامتنعت 11 عن التصويت ولم تكن هنالك حاجة إلى فيتو لأن المشروع لم يحصل على الأصوات التسعة اللازمة، معتبرا هذا الفشل الذي منيت به أميركا بأنه لا سابق له في تاريخ مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة.
وأوضح بأن عهد أميركا كقوة كبرى قد انتهى وأنها ارتكبت خطأ في الحسابات وأضاف، أن الأميركيين بطبيعة الحال ارتكبوا أخطاء كثيرة في القضايا الدولية ومنها تواجدهم في العراق وأفغانستان حيث إن التداعيات المعقدة لهذا الأمر واضحة للجميع وأدت إلى تصعيد حالة التطرف في المنطقة.
وتابع وزير الخارجية، إن هذا التصويت قد أثبت بأن جنازة الاتفاق النووي قد هزمت أميركا لأن الدول تشعر بأن أميركا تقف أمام المجتمع العالمي بتقويضها للاتفاق النووي والقرار 2231 (الصادر عن مجلس الأمن).
ليست لإيران أنشطة نووية سرية
وفي الإشارة إلى ملف إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية قال ظريف، إن إيران ليست لها أي أنشطة سرية في المجال النووي إلا أن الوكالة بدأت أخيرا بطرح أسئلة وادعت بأنها وصلتها معلومات جديدة.
وتابع وزير الخارجية، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتعاونها الشامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثبتت لغاية الآن بأن أكثر عمليات التفتيش للوكالة جرت في إيران ونحن ليس لنا ما نقوم بإخفائه وحتى أن شفافية المعلومات التي تقدمها إيران قد سلبت الذريعة من يد أميركا والكيان الصهيوني.
ولفت إلى أن الأميركيين يسعون دوما للإيحاء بأن إيران تشكل تهديدا أمنيا في العالم في حين أن انفاقهم العسكري يبلغ أكثر من 600 مليار دولار سنويا وأضاف، أن الكيان الصهيوني يمتلك الآن 200 رأس نووي، ولكن هل تمكن المواطن في هذا الكيان من النوم براحة البال لغاية الآن.
وأكد ظريف بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووفق عقيدتها وفتوى سماحة قائد الثورة الاسلامية تعارض أي إنتاج لأسلحة الدمار الشامل ومنها الأسلحة النووية وأضاف، أن إيران سوف لن تستسلم أبدا لابتزازات أميركا والكيان الصهيوني لأنها أعلنت عن جميع أنشطتها النووية بصورة شفافة وبدون أي تستر وسوف لن نسمح لفتح الملف النووي الإيراني مرة أخرى في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد أن كان قد أغلق فيها.
عملية الاغتيال الجبانة للشهيد سليماني
وأشار ظريف إلى عملية الاغتيال الجبانة التي قام بها الأميركوين للشهيد قاسم سليماني تحت جنح الظلام قرب مطار بغداد في 3 كانون الثاني /يناير الماضي وأضاف، أنهم فشلوا في دحر القائد سليماني نهارا أو في الجبهة لذا اضطروا للقيام بذلك بعملية اغتيال جبانة استهدفته مع مرافقيه تحت جنح الظلام.
واعتبر الأميركيين الإرهابيين بأنهم كتنظيم داعش وقال، إن عملية الاغتيال الإرهابية هذه لم يكن لها تبرير دولي وأثبتت بأن الأميركيين لا يتبعون ولا يلتزمون بأي قوانين دولية.
ولفت إلى أن مقررة منظمة الأمم المتحدة أدانت عملية اغتيال الشهيد سليماني واعتبر أن هذا العمل الإرهابي قد جعل أميركا في ظروف سيئة، وأشار إلى إجراء التنسيقات القانونية اللازمة مع رئيس السلطة القضائية العراقية لمتابعة القضية على الصعيد الدولي والتي ستظهر نتائجها مستقبلا.
متابعة قضية تعرض المقاتلات الأميركية لطائرة الركاب الإيرانية
وأشار وزير الخارجية إلى متابعة قضية تعرض المقاتلات الأميركية لطائرة الركاب الإيرانية في الأجواء السورية قبل فترة، وذلك عن طريق الأمم المتحدة ومنظمة “ايكاو” وقال، إن من الضروري جدا مواجهة غطرسة أميركا وانتهاكها للقانون ولو لم يتم الوقوف أمامها فإنها تستمر في بلطجيتها.