هنية: صفقة القرن تهدف لبناء تحالف إقليمي يسمح لإسرائيل باختراق المنطقة العربية عبر التطبيع

شدد رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، على أن "عملية التطبيع هي استخفاف بشعب يقاتل منذ عشرات السنين".

ميدل ايست نيوز: دعا رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، الخميس، إلى استعادة الوحدة الوطنية وبناء برنامج سياسي ينهي العلاقة مع اتفاقية “أوسلو”، الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.

جاء ذلك في كلمة له خلال اجتماع للأمناء العامين للفصائل، يعقد حاليا بمدينتي رام الله والعاصمة اللبنانية بيروت بشكل متزامن، بمشاركة الرئيس محمود عباس، لمناقشة تحديات القضية الفلسطينية، بحسب ما نقل تلفزيون “فلسطين”.

وقال هنية: “يجب إعادة ترتيب البيت الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية وبناء برنامج سياسي ينهي العلاقة مع أوسلو”.

وأضاف هنية: “نمر بمرحلة تحمل مخاطر غير مسبوقة وتهديدا استراتيجيا لقضيتنا الفلسطينية والمنطقة”.

وتابع: “يتحرك تهديد ثلاثي يحاول ضرب التاريخ وتغيير الجغرافيا، وهي صفقة القرن وخطة الضم والتطبيع مع إسرائيل من قبل بعض الدول العربية”.

وحذر هنية، من أن “صفقة القرن تهدف لبناء تحالف إقليمي يسمح للكيان الصهيوني باختراق الإقليم والمنطقة العربية عبر التطبيع”.

واعتبر أن الولايات المتحدة “تحاول إعادة ترتيب مصفوفة الأعداء والأصدقاء، حيث تصبح إسرائيل صديقة لدول المنطقة وجارة، وتصبح بعض دول المنطقة وفصائل المقاومة عدوة للمنطقة”.

وشدد رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، على أن “عملية التطبيع هي استخفاف بشعب يقاتل منذ عشرات السنين”.

هذا وقد انطلق اجتماع الأمناء العامين لكافة الفصائل الفلسطينية بين العاصمة اللبنانية بيروت ورام الله عبر الفيديو، برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومشاركة 12 فصيلاً تابعاً لمنظمة “التحرير” بالإضافة إلى حركتي “حماس” و “الجهاد الإسلامي”.

واعتبر عضو قيادة حركة “فتح” في لبنان اللواء منير المقدح في حديث لـ”سبوتنيك”، أن “هناك هجمة كبيرة على القضية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني، وهو التوقيت المناسب للتأكيد على الوحدة في وجه الضم والتطبيع وما يجري في المنطقة”.

وشدد المقدح على “أهمية هذا اللقاء الوطني الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة”، لافتاً إلى أن “الرئيس الفلسطيني سيكون له كلمة افتتاحية ثم 6 كلمات للأمناء العامين، وسيصدر في الختام موقف فلسطيني موحد وواضح وصريح لكافة القضايا”.

من جهته، قال عضو المكتب السياسي لـ”الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” علي فيصل لـ”سبوتنيك”: “إن اللقاء الذي سينعقد بالتزامن بين رام الله وبيروت للأمناء العامين لكافة الفصائل الفلسطينية يكتسب أهميته من السياق السياسي التي تمر به القضية الفلسطينية جراء التحالف الأمريكي الإسرائيلي التطبيعي العربي الذي يستهدف تمرير صفقة ترامب نتنياهو، صفقة القرن، وسياسة الضم الإسرائيلية وبناء تحالف إقليمي في المنطقة تحت شعار مواجهة إيران وإنما هو بالجوهر لمواجهة المقاومة الفلسطينية والمقاومة في لبنان وتصفية الحقوق والقضية الفلسطينية”.

وأضاف “ولذلك ينبغي أن يكون هذا اللقاء على مستوى هذا التحدي بالعمل بكل الوسائل  لإنجاحه وإنجاح الأهداف التي سيعقد من أجلها، وأولى هذه الأهداف استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وبناء شراكة حقيقية في صناعة القرار وتقرير مصير الشعب الفلسطيني من خلال تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل اللجنة التنفيذية وضم الأخوة في حركتي “حماس” و”الجهاد” إلى عضويتها وتوحيد مؤسسات السلطة بين الضفة الفلسطينية وقطاع غزة حتى لا يتعمق الإنقسام، والهدف الثاني الذي يجب أن يؤسس لبرنامج وطني فلسطيني يكون على مستوى الحدث”.

وتابع فيصل “تأسيس المقاومة الشعبية الشاملة والانتفاضة الشعبية كعنصرين أساسيين من عناصر القوة الفلسطينية وبقيادة وطنية موحدة ميدانية، تدير عمل هذه الانتفاضة وصولاً إلى العصيان الوطني الشامل للاحتلال الإسرائيلي ثم مقاطعته اقتصادياً ومقاضاته قانونياً وسحب الاعتراف بدولة إسرائيل وتفعيل دور اللاجئين الفلسطينيين كونهم جزء من المعركة الوطنية، هذا ما نقترحه كبرنامج وطني ونأمل أن نصل إلى بيان سياسي عام مشترك يشمل كل هذه العناصر، ولجنة لمتابعة المقررات التي ستصدر عن هذا اللقاء وأن تتابع الحوار لتوحيد الجهد وللوصول إلى وحدة وطنية شاملة”.

بدوره، يقول المسؤول الإعلامي لحركة “حماس” في لبنان وليد كيلاني لـ”سبوتنيك”: إن “هذا اللقاء الجامع الشامل لكل الفصائل الفلسطينية يأتي بمرحلة تمر فيها القضية الفلسطينية بحساسية عالية ضمن تردي الوضع العربي والهرولة نحو التطبيع”.

ولفت إلى أن هذا اللقاء يأتي في هذا الظرف الحساس بين بيروت ورام الله لنقول برسالة واضحة “نحن الكل الفلسطيني نرفض كل أشكال التطبيع وكل أشكال التفريط بقضيتنا الفلسطينية، ونرفض الوطن البديل والتوطين والتهجير”، مشيراً إلى أن “هذا اللقاء يعبر عن صورة واضحة أن الفلسطينيين قد توحدوا في إطار واحد ويرفضون كل الإتفاقيات التي تحصل ضد القضية الفلسطينية من عمليات ضم الأراضي الفلسطينية وعمليات التطبيع وغيره”.

وشدد الكيلاني أن “اليوم تاريخي بالنسبة للقضية الفلسطينية وبالمقلب الثاني هذا اللقاء يأتي رسالة لأهلنا وشعبنا بالداخل والخارج لنقول أن قيادة الشعب الفلسطينية موحدة في إطار واحد ونرفض كل أشكال التنازل عن حقنا بالعودة”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى