تزامنا مع تنفيذ المرحلة الأولى لشمروع ميناء الفاو.. تحضيرات عراقية لإنشاء سكة حديدية تربط بصرة بتركيا
وزارة النقل بدأت تحضيراتها الاولية لإنشاء مشروع "طريق الحرير" الذي يربط موانئ محافظة البصرة بتركيا بطول يصل إلى اكثر من 1000 كيلو متر.
ميدل ايست نيوز: كشفت لجنة الإعمار والخدمات في البرلمان العراقي أن وزارة النقل بدأت تحضيراتها الاولية لإنشاء مشروع “طريق الحرير” الذي يربط موانئ محافظة البصرة بتركيا بطول يصل إلى اكثر من 1000 كيلو متر، مؤكدة أن العمل بمد هذه السكة الحديدية سيكون متزامنا مع تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع ميناء الفاو الكبير.
وبدأ فريق فني من وزارة النقل العراقي مؤخرا بعملية مسح واستطلاع لناحية ربيعة والمناطق المجاورة لها التابعة لمحافظة نينوى من اجل تحديد مسارات هذه السكة ولاستملاك بعض الأراضي قبل إحالة المشروع للتنفيذ.
ومن المؤمل أن تباشر احدى الشركات العالمية بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع ميناء الفاو الكبير والمكونة من خمسة مشاريع من ضمنها بناء خمسة ارصف خلال شهر تشرين الاول الجاري تحضيرا لافتتاح الميناء في العام 2024.
ويقول مضر السلمان، عضو لجنة الخدمات البرلمانية العراقية في تصريح لـ(المدى) إنه “بعد انجاز كاسر الأمواج الغربي والشرقي تجري الاستعدادات الحكومية في الوقت الحاضر للبدء بتنفيذ المرحلة الاولى لبناء مشروع ميناء الفاو الكبير والتي ستكون عبر عدة مراحل تنتهي الأخيرة منها في العام 2030”.
وتشمل المرحلة الاولى من مشروع ميناء الفاو الكبير المقرر دخوله الخدمة في 2024 إنشاء خمسة أرصفة من أصل 90 رصيفا، وتعميق وكري القناة الشراعية التي تصل الميناء بالبحر، وإنشاء ممر أو نفق مائي بعرض 30 مترا يربط الميناء بأم قصر، وطريق رابط بين الفاو والبصرة مع ساحات عمل لتفريغ وتحميل الحاويات.
ويضيف السلمان أن “شركة دايو الكورية الجنوبية التي نفذت كاسر الأمواج الغربي لديها قرار سابق من مجلس الوزراء (قبل خمس سنوات) يمنحها الأحقية أو الأولوية وتنفيذ المرحلة الثانية من الميناء”، موضحا أن “مدة انجاز المرحلة الاولى محددة بثلاث سنوات تنتهي في العام 2024”.
ويبين السلمان وهو ممثل لجنة الخدمات البرلمانية في لجنة التفاوض في ميناء الفاو الكبير أن “وزارة النقل تتفاوض مع الشركة الكورية الجنوبية بشأن الأموال المطلوبة لتنفيذ المرحلة الثانية”، مبينا أن “شركة دايو طلبت ملياري ونصف المليار دولار أمريكي لتنفيذ المرحلة الثانية”.
وصممت شركة ايطالية متخصصة مشروع الفاو الكبير ليستوعب 99 مليون طن من الشحن سنويًا بكلفة 46 مليون يورو ليربط الخليج العربي بأوروبا بواسطة شبكة حديدية وصولًا إلى القارة الأميركية.
ويتابع أن “المفاوضات مازالت مستمرة بين الجانبين وستحسم بشكل نهائي خلال شهر تشرين الأول الجاري، أما بإحالة تنفيذ المرحلة الاولى للشركة الكورية أو التعاون والاتفاق مع شركة أخرى”، مؤكدا أن “هناك شركات رصينة ستكون منافسة للشركة الكورية الجنوبية”.
وفي سياق متصل، يشير السلمان إلى أن “وزارة النقل ستعمل بمد خط السكك الحديدية (طريق الحرير) من البصرة إلى تركيا بشكل مواز لتنفيذ المرحلة الثانية من المشروع”، مبينا أن “طول القناة الجافة سيتجاوز ألف كيلو متر من البصرة مرورا بمحافظة دهوك إلى تركيا”.
كان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قال في تصريحات نشرت قبل أيام إن هناك مشكلة حقيقية اسمها ميناء الفاو، وقد تمت المتاجرة به طوال 17 سنة، مشيرا إلى وجود دول مجاورة للعراق تعمل على تأسيس بنى تحتية لبناء موانئ قد تهدد الوضع العراقي.
وأكد الكاظمي أن حكومته ستنطلق بميناء الفاو خلال أشهر قريبة جدا من خلال العمل بجدية لإنجاز المشروع الذي وصفه بالسيادي.
ويقع الميناء في منطقة رأس البيشة بشبه جزيرة الفاو في محافظة البصرة، وتبلغ تكلفة المشروع حوالي 4.6 مليارات يورو، وتقدر طاقته المخطط لها بـ99 مليون طن سنويا، ليكون واحدا من أكبر الموانئ المطلة على الخليج والعاشر على مستوى العالم، وتم وضع حجر الأساس لهذا المشروع يوم 5 نيسان 2010.
ويضيف النائب عن محافظة ميسان أن “وزارة النقل بدأت باستطلاع المكان في ناحية ربيعة في محافظة نينوى لتحديد مسار مد الخط السككي وتشمل استملاكات للأراضي من اجل إحالة الموضوع إلى شركة منفذة”.
ونظرا لأهمية ميناء الفاو الكبير وتأثيره على التجارة العالمية ما جعل منه “هدفا” إقليميا من خلال وضع العراقيل أمام إكمال هذا المشروع وإعاقة عملية البناء.
ويؤكد وائل عبد اللطيف النائب السابق في البرلمان عن محافظة البصرة ان “هناك ضغوطات كويتية وإيرانية ومصرية وامارتية لعرقلة مشروع ميناء الفاو”، مبينا أن “موانئ هذه الدول ستتضرر كثيرا في حال انجاز المشروع”.
وتعود فكرة إنشاء هذا المشروع إلى الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية، وأعيد طرحه مرة أخرى في سبعينيات القرن الماضي، وبدأت الخطوة الأولى للعمل منذ الثمانينيات إذ تم إنشاء الطريق السريع باتجاه بغداد والذي كان من المقرر ان يصل إلى تركيا إلا انه أجهض بسبب اندلاع الحرب العراقية الإيرانية حتى إعادة طرحه من جديد بعد العام 2003.
ويتابع عبد اللطيف حديثه مع (المدى) قائلا إن “موانئ هذه الدول ستتضرر كونها بعيدة عن حركة السفن والبواخر التي تستغرق فترة 12 ساعة حتى تدخل إلى هذه الموانئ”، مبينا أن “ميناء الفاو فيه عمق ومساحات واسعة تسهل من عملية حركة هذه البواخر والسفن بسبب موقعه”.
ويلفت إلى أن “الكويت تحاول من خلال ضغوطها السياسية الحصول على مد خط سككي لتشغيل ميناء مبارك المخالف للقوانين والاتفاقيات الدولية وربطه بمنطقة المعقل ومن ثم ربطه بـ(طريق الحرير) التي ستصل إلى المانيا”، لافتا إلى أن “القناة الجافة مخطط لها المرور بـ(162) دولة”.
ويضيف أن “إيران أيضا تريد ربطا سككيا لموانئها وربطها بطريق الحرير (القناة الجافة)”، مستبعدا “حصول ايران والكويت على ربط سككي”.
واكدت وزارة النقل في وقت سابق ان مشروع الربط السككي مع إيران سيكون لنقل المسافرين فقط كي لا يؤثر سلبا على الموانئ العراقية، مؤكدةً أن “المشروع لن يستخدم تجاريًا، وهناك دراسات بشأن مدى تأثير هذا الربط على الموانئ العراقية، ومدى انتعاش الموانئ الإيرانية، وستدرس هذا المشروع وزارات التجارة والتخطيط والنقل والخارجية، ومن ثم يُتخذ قرار بشأن الاستخدام التجاري”.
ويضيف القاضي عبد اللطيف أن “إيرادات مشروع ميناء الفاو الكبير بعد دخول (90) رصيفا للعمل ستكون أكثر من (12) مليار دولار سنويا وسيتمكن المشروع من تشغيل قرابة (200) الف فرصة عمل بين مهندس وعامل”.