جولة خامسة من مفاوضات فيينا وطهران وواشنطن تتحدثان عن تقدم ملموس

اكد مساعد الخارجية الايرانية للشؤون السياسية عباس عراقجي بان المفاوضات لاحياء الاتفاق النووي ستستمر حتى توفير مصالح البلاد.

ميدل ايست نيوز: اختتم في العاصمة النمساوية فيينا اليوم الأول من الجولة الخامسة من مفاوضات الملف النووي الإيراني، بإشراف الاتحاد الأوروبي، وذلك وسط أجواء وصفت بالإيجابية، غداة توصل طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى اتفاق لتمديد اتفاقهما لمراقبة الأنشطة النووية.

واكد مساعد الخارجية الايرانية للشؤون السياسية عباس عراقجي بان المفاوضات لاحياء الاتفاق النووي ستستمر حتى توفير مصالح البلاد.

وقال عراقجي الذي يتولى رئاسة الوفد الايراني للمفاوضات النووية في فيينا في تصريح أفادت به وكالة إرنا الإيرانية: ان الجولة الخامسة للمفاوضات في اطار اللجنة المشتركة للاتفاق النووي بين ايران ومجموعة دول 4+1 بدات اليوم (الثلاثاء). سيستمر العمل من قبل فرق العمل في مجالي النووي ورفع الحظر وفريق العمل الثالث المتعلق بكيفية تنفيذ التوافقات.

واضاف: ان جميع الاطرف جدية كما كانت وتشارك في المفاوضات بصورة جادة وان الكثير من الوفود تامل بان تكون هذه الجولة هي الجولة الاخيرة للمفاوضات وان نصل الى خلاصة نهائية. يمكن امتلاك مثل هذا الامل ولكن ينبغي ايضا الحذر بعض الشيء.

واوضح بان القضايا التي بقيت لاتخاذ القرار بشانها هي قضايا مهمة وقد اصبح عددها اقل بطبيعة الحال وقد تقدمنا كثيرا في الجولات السابقة في مجال صياغة النصوص. يمكننا في هذه الجولة ايضا التقدم بالعمل اكثر فاكثر ولكن هنالك بعض القضايا التي مازالت باقية وهي قضايا اساسية حيث ينبغي اتخاذ القرار بشانها.

وقال عراقجي: اننا نسعى من اجل اتفاق يضمن مطالبنا ومواقفنا الحاسمة التي اعلنا عنها مرارا ونامل بان نحقق تقدما اكثر سرعة مقارنة مع الماضي.

وحول القضايا المتبقية والفترة التي ستسغرقها المفاوضات قال: لا يمكن تحديد اي موعد وحتى لا يمكنني القول بان هذه الجولة ستكون الاخيرة ام لا. هنالك قضايا متبقية ينبغي حلها بحيث توفر رضانا. هذا الامر يمكن ان يستغرق يومين او ثلاثة او اكثر. اننا لا نضحي بمطالبنا ومواقفنا من اجل الزمن. فالمهم هو توفير مصالح ايران الوطنية.

وتابع عراقجي: اننا لا نعتزم اهدار الوقت ولا نسمح للاخرين ان يفعلوا ذلك ايضا. لو تمكنا من الاسراع بالعمل والتقدم به فاننا سنفعل ذلك لكننا لن نسمح بان يؤدي ذلك الى خفض مطالبنا ومصالحنا.

وقال: ان من واجبنا ان نتقدم بالمفاوضات ونقدم التقارير حيث يتم اتخاذ القرارات في طهران من قبل المراجع المعنية ويتم ابلاغنا بكيفية التصرف.

وختم عراقجي تصريحه بالقول: اننا لن نضحي بالدقة والمصالح من اجل السرعة. لن نتسرع بلا مبرر وفي الوقت ذاته لا نقوم باطالة المفاوضات بلا دليل او منطق. الوقت ليس المعيار لنا بل توفير المصالح هو المعيار وما لم يتم توفير المصالح فان المفاوضات ستستمر.

بدوره، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي إن الجولة الأخيرة من محادثات فيينا كانت بناءة وشهدت تقدما ملموسا.

لكنه أضاف -في تغريدة على تويتر- أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، معربا عن أمله في أن تمضي الجولة الخامسة من المحادثات قُدما نحو العودة المتبادلة للامتثال للاتفاق النووي.

عودة واشنطن للاتفاق

من جهته، قال المتحدث باسم بعثة الاتحاد الأوروبي إلى المفاوضات ألان ماتون إن المشاركين في اجتماع اليوم الأول من الجولة الخامسة من المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني، رحبوا بتمديد التفاهم بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران.

وأضاف أن الخبراء سيواصلون النقاشات في مجموعات العمل، وفي نفس الوقت سيواصل الاتحاد الأوروبي -باعتباره منسقا للمحادثات- التواصل بشكل منفصل مع كل المشاركين في الاتفاق النووي ومع الولايات المتحدة، “بهدف إيجاد أرضية مشتركة لبلورة اتفاق”.

وشدد المسؤول الأوروبي على أن الهدف من المحادثات الجارية في فيينا هو عودة الولايات المتحدة للاتفاق، وضمان تنفيذه كاملا وبشكل فعال من قبل جميع الأطراف.

وعلى صعيد متصل، قال المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا إن الجولة الخامسة من المفاوضات مع إيران قد تكون الأخيرة.

ما تبقى قضايا صغيرة

وكان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، قد عبر -أمس الثلاثاء- عن تفاؤله إزاء توصل طهران إلى اتفاق قريب في محادثات مع الدول الكبرى لإحياء الاتفاق النووي.

وجاءت تصريحات ربيعي قبل بدء هذه الجولة من المحادثات، وقال في مؤتمر صحفي بثه موقع إلكتروني تديره الدولة “تم التوصل إلى توافقات عامة بشأن أوجه الخلاف الكبرى. والقضايا المتبقية فيما يتعلق برفع العقوبات بسيطة للغاية. وبالنظر إلى عملية التفاوض، فإننا متفائلون بشأن حل القضايا الصغيرة والعملية المتبقية”.

وانطلقت مفاوضات غير مباشرة بداية أبريل/نيسان الماضي في العاصمة النمساوية فيينا، بين الولايات المتحدة وإيران، يتوسط فيها الأوروبيون وبقية الموقعين على الاتفاق المبرم عام 2015 بغية منع طهران من تطوير سلاح نووي.

ويتمثل جوهر الاتفاق النووي في أن تلتزم إيران باتخاذ خطوات لتقييد برنامجها النووي، بما يجعل الحصول على المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي صعبا عليها، مقابل تخفيف العقوبات الأميركية والأوروبية وتلك التي فرضتها الأمم المتحدة، في حين تنفي طهران دائما السعي لامتلاك أسلحة نووية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الجزيرةميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى