مسؤول أمريكي: إيران ليس مشتبها بها في الهجوم على أبو ظبي

طلبت الإمارات من الولايات المتحدة إعادة تصنيف جماعة الحوثيين اليمنية ضمن قائمة الإرهاب.

ميدل ايست نيوز: طلبت الإمارات من الولايات المتحدة إعادة تصنيف جماعة الحوثيين اليمنية ضمن قائمة الإرهاب، وذلك بعدما تبنّت الجماعة هجمات على عدد من المناطق في إمارة أبو ظبي أمس الاثنين، أسفرت عن مقتل 3 أشخاص، في حين هدد الحوثيون بتوسيع بنك الأهداف داخل الأراضي الإماراتية في المرحلة المقبلة.

ونقل موقع “أكسيوس” (Axios) الإخباري الأميركي عن مسؤول إماراتي قوله إن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد طلب من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في مكالمة هاتفية، أمس الاثنين، إعادة إدراج جماعة الحوثيين على قائمة الإرهاب، وذلك في ضوء الأحداث الأخيرة.

وسبق لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن ألغت بعد شهر من تولي الرئيس السلطة في يناير/كانون الثاني 2021 قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بتصنيف جماعة الحوثيين ضمن قائمة الإرهاب.

وبررت إدارة بايدن قرارها بأن هذا التصنيف يعرقل وصول المعونات الإنسانية للشعب اليمني.

تصريحات سوليفان

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قد أعرب في وقت سابق، أمس الاثنين، عن إدانته الشديدة للهجوم الذي وصفه بالإرهابي على أبو ظبي، وقال إن واشنطن ستتعاون مع الإماراتيين ومع شركائها الدوليين لمحاسبة الحوثيين.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) عن مسؤول أميركي قوله إن إيران ليس مشتبها بها في الهجوم على أبو ظبي، “فالحوثيون يعملون بمفردهم”.

وقالت السلطات الإماراتية إنها تحتفظ بحق الرد على ما وصفتها بالهجمات الإرهابية التي شنّتها جماعة الحوثي على أبو ظبي، وقالت وزارة الخارجية في بيان “ندين استهداف مليشيا الحوثي الإرهابية لمناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية اليوم.. هذا الاستهداف الآثم لن يمر من دون عقاب”.

وأضافت “دولة الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية، وهذا التصعيد الإجرامي”.

وفي السياق نفسه، قال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات في تغريدة على تويتر “عبث المليشيات الإرهابية باستقرار المنطقة أضعف من أن يؤثر في مسيرة الأمن والأمان التي نعيشها”.

وقد حاولت الجزيرة التواصل مع مسؤولين وشخصيات إماراتية للتعليق على الهجوم، لكنها لم تتمكن من استضافة أي منهم.

اتصال بن سلمان

وفي سياق متصل، ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أجرى اتصالا هاتفيا بولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، أكدا فيه ضرورة وقوف المجتمع الدولي في وجه ما سمّياها الانتهاكات الصارخة للقوانين والأعراف الدولية، في إشارة إلى هجمات الحوثيين.

وقال الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي، عبر حسابه في تويتر، إن ما وصفه باعتداء المليشيات الحوثية على السعودية والإمارات يمثل تهديدًا لأمن المنطقة بأكملها، وإن الحوثيين اختاروا مسارا تصعيديا وسيتحملون نتيجة عبثهم بمستقبل اليمن، حسب تعبيره.

وذكر بيان لوزارة الخارجية السعودية صباح اليوم الثلاثاء أن المملكة “سترد بكل حزم وقوة على جميع الممارسات والأعمال الإرهابية الجبانة التي تتعرض لها من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وتستهدف الأبرياء والأعيان المدنية والمنشآت الحيوية على أراضيها، وتهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي”.

وأعلنت السلطات في إمارة أبو ظبي وقوع انفجار في صهاريج لنقل المواد النفطية أدى إلى مقتل 3 أشخاص، كما أفادت باندلاع حريق قرب مطار أبو ظبي، وقالت إنها تشتبه في طائرات مسيّرة.

وقالت شرطة أبو ظبي إن حريقا أدى إلى انفجار 3 صهاريج لنقل المواد النفطية في منطقة مصفح الصناعية قرب خزانات شركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك)، كما وقع حريق “بسيط” في منطقة الإنشاءات الجديدة بمطار أبو ظبي الدولي.

ولم تعلن السلطات الإماراتية عن وقوع أي حادث في إمارة دبي، عكس ما تحدث عنه الناطق العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع من أن مطار دبي كان ضمن الأهداف التي ضربت أمس الاثنين.

ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن الشرطة قولها إن التحقيقات الأولية تشير إلى “رصد أجسام طائرة صغيرة يحتمل أن تكون لطائرات من دون طيار (درون) وقعت في المنطقتين قد تكون السبب في الانفجار والحريق”، وأضافت أنها تقوم حاليا بتحقيق موسع.

وأكدت الشرطة أن انفجار صهاريج المواد النفطية “أسفر عن وفاة شخص من الجنسية الباكستانية وشخصين من الجنسية الهندية، وإصابة 6 آخرين إصاباتهم بين البسيطة والمتوسطة”.

من جهتها، قالت شركة أدنوك، أمس الاثنين، في بيان، “في نحو الساعة العاشرة من صباح اليوم، اندلع حريق في محطة تحميل المنتجات المكررة في منطقة مصفح بأبو ظبي”.

وأضافت أنها تعرب عن أسفها لوفاة 3 من العاملين جراء الحادث، وإصابة 6 آخرين بإصابات طفيفة إلى متوسطة “تلقوا العلاج اللازم”.

تأمين الإمدادات

وقالت الشركة النفطية الإماراتية إنها فعّلت الخطط الضرورية “لاستمرار الأعمال لضمان توفير إمدادات موثوقة من المنتجات لعملائها في الإمارات، وفي أنحاء العالم”.

وقال متحدث باسم شركة الاتحاد للطيران إن عددا صغيرا من الرحلات الجوية تعطل فترة وجيزة في مطار أبو ظبي بسبب إجراءات احترازية، لكن سرعان ما استؤنفت العمليات الطبيعية.

وقد أظهرت بيانات ملاحية تعطل حركة الطائرات القادمة إلى مطار أبو ظبي نحو ساعة.

وتزامنت هذه التطورات مع زيارة رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن للإمارات. وقال مسؤول بقصر الرئاسة في كوريا الجنوبية إنه تم إلغاء قمة كان من المقرر أن تنعقد بين مون وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد بسبب تطورات عاجلة غير متوقعة.

وأوردت وكالة الأنباء الإماراتية مساء أمس الاثنين أن ولي عهد أبو ظبي أجرى محادثات هاتفية مع رئيس كوريا الجنوبية، “تناولت مسارات التعاون وسبل دعمها”.

وكانت وكالة أنباء “يونهاب” الرسمية بكوريا الجنوبية أفادت بإلغاء اللقاء المقرر بين الرئيس الكوري الجنوبي وولي عهد أبو ظبي في العاصمة الإماراتية، وذلك بسبب مشكلة غير متوقعة من الجانب الإماراتي.

قال مسؤول بقصر الرئاسة في كوريا الجنوبية إنه تم إلغاء قمة كان من المقرر أن تنعقد بين مون وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد بسبب تطورات عاجلة غير متوقعة.

وأضافت الوكالة أن الجانب الإماراتي لم يذكر سببا محددا لإلغاء الاجتماع.

تحذيرات الحوثيين

في المقابل، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين -في بيان متلفز مساء أمس الاثنين- أنهم نفذوا عملية عسكرية ضد الإمارات بـ5 صواريخ باليستية ومجنحة، وعدد كبير من الطائرات المسيّرة، وأضاف أن هذه العملية التي وصفها بالنوعية استهدفت مطاري دبي وأبو ظبي ومصفاة نفط وأهدافا أخرى.

وتابع المتحدث “نجدد تحذيرنا لدول العدوان بأنها ستتلقى مزيدا من الضربات المؤلمة”، مؤكدا أنهم سيعدّون الإمارات دولة غير آمنة ما دامت ماضية في عدوانها على اليمن، وفق تعبيره.

وأكد سريع أنهم لن يترددوا في “توسيع بنك الأهداف ليشمل مواقع ومنشآت أكثر أهمية في المرحلة المقبلة”، ودعا الشركات الأجنبية والمواطنين والمقيمين في الإمارات للابتعاد عن المواقع والمنشآت الحيوية حفاظا على سلامتهم.

وتزامنا مع الأحداث كشفت قناة “الميادين” أن رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام أجرى لقاءات مع المسؤولين في طهران اليوم الاثنين حيث التقى بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

وأكدت القناة أن عبد السلام التقى أيضا بأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في طهران.

ولم يصدر تصريحات رسمية عن إيران حول هذه اللقاءات.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المستشار السياسي في حكومة الحوثيين عبد الإله حجر قوله “سبق أن وجّهنا رسائل إنذار للإمارات أنها إذا لم تتوقف عن دعمها للمرتزقة (..) والذين يحشدون في مأرب والبيضاء وشبوة فسيكون لنا رد. يبدو أن الإمارات لم تفهم هذه الرسالة التحذيرية، فأرسلنا لهم رسالة تنبيه واضحة”.

وأضاف حجر “إذا استمرت الإمارات في عدائها لليمن، لن تستطيع في المستقبل أن تتحمل الضربات الموجعة، ولن تستطيع أن تصمد أمام دفاعنا عن أنفسنا ودفاعنا عن اليمن”.

وعقب الهجمات الحوثية على الإمارات، صدرت كثير من المواقف العربية والدولية المندّدة باستهداف أبو ظبي، كما دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم، ودعا جميع الأطراف إلى “التحلي بأقصى قدر من ضبط النفس”، وفق ما أعلنه المتحدث باسمه.

يذكر أنه عام 2019 بث الحوثيون مقطع فيديو قالوا إنه يعود لاستهدافهم منشآت في مطار أبو ظبي الدولي عام 2018 بطائرة مسيّرة، بيد أن الإمارات نفت تعرض المطار لأي هجوم، وقالت إن الحادث الذي وقع بالمطار تسببت فيه مركبة إمدادات.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى