صحيفة عراقية: بغداد تهيئ لاجتماع مهم يعلن عودة العلاقات بين السعودية وإيران

يؤكد مراقبون أن الوساطة العراقية أسهمت إلى حد كبير في ترطيب الأجواء وتجاوز الخلافات التي عانت منها المنطقة كثيراً.

ميدل ايست نيوز: تعتزم بغداد استضافة اجتماع مهم بين السعودية وإيران متوقع أن يتم فيه إعلان عودة العلاقات بين البلدين بعد سنوات من القطيعة، ويؤكد مراقبون أن الوساطة العراقية أسهمت إلى حد كبير في ترطيب الأجواء وتجاوز الخلافات التي عانت منها المنطقة كثيراً.

وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب عامر الفايز، في تصريح إلى صحيفة “المدى” العراقية، إن “الوساطة التي يقوم بها العراق بين السعودية وإيران، تأتي ضمن منطلق تقريب وجهات النظر بينهما وإرسال رسائل إيجابية إلى العالم”.

وأضاف الفايز، أن “العراق نجح بتقريب وجهات النظر وتوطيد العلاقة السعودية الإيرانية”، مشيراً إلى قرب “عقد لقاء مباشر رفيع المستوى بين طهران والرياض على الأراضي العراقية”.

وأشار، إلى أن “تهدئة الأوضاع بين إيران والسعودية يؤثر إيجابيا على المنطقة”، مبيناً أن “الجميع يعلم أن العراق بات منطقة لتصفية الحسابات، وهو عانى من سوء العلاقة بين السعودية وإيران”.

يشار إلى أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أكد الشهر الماضي، سعي بلاده للتهدئة في المنطقة، وذلك في زيارة لإيران بعد يوم من زيارته للسعودية.

وبحسب مصادر سياسية، فإن العراق استضاف خمس جولات من المفاوضات بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين في الأشهر الأخيرة بهدف تطبيع البلدين لعلاقتهما المقطوعة منذ العام 2016.

وذكر مصدر حكومي، أن “مرحلة الاجتماعات الأمنية قد انتهت، وتحولنا اليوم من أجل عقد اجتماعات ذات طابع دبلوماسي ومن المتوقع أن يحضر إلى بغداد وزيرا الخارجية لكل من إيران والسعودية لإعلان إعادة العلاقات مجدداً”.

من جانبه، ذكر المحلل السياسي علي البيدر)، أن “التقارب في العلاقات بين السعودية وإيران لم يكن وليد اللحظة، بل هناك جهود عراقية مبذولة استمرت أكثر من عام تمثلت بوساطة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ووزير الخارجية فؤاد حسين”.

وأضاف البيدر، أن “الوساطة أفضت إلى هذه النتائج، وهذا التقارب يعدّ ايجابياً بالنسبة للعراق بأن يكون تدخل هاتين الدولتين بنحو إيجابي ولا تكون ارضنا ساحة للحرب والصراع”.

ولفت، إلى أن “العراق يمكن له استثمار قضايا أيديولوجية تتعلق بارتباطاته القومية مع السعودية وقربه المذهبي من إيران، إذا ما أحسنت مراكز صنع القرار هذا الدور”.

وأوضح البيدر، أن “نجاح هذه الوساطة يعني دعم التجربة الديمقراطية في العراق والنظام السياسي والحكومة ومؤسساتها ومن ثم نستطيع التحرر والتحرك منفرداً بعيداً عن الضغوط والضغوط المتبادلة الذي كانت تحصل في المراحل السابقة”.

لكن أستاذ العلاقات الدولية سعدون الساعدي يرى، أن “عودة العلاقات السعودية الإيرانية أمر ما زال سابقا لأوانه كون الملفات العالقة في المنطقة كثيرة جداً”.

وتابع الساعدي، أن “المعرقل الأول لهذه العلاقات عدم وجود مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن الملف النووي الإيراني”.

ولفت، إلى أن “إيران في عداء دائم مع الولايات المتحدة الأميركية التي هي حليف ستراتيجي للسعودية والمشكلات ما زالت عالقة”.

وزاد الساعدي، أن “حواراً يجري في الوقت ذاته تحتضنه الحكومة العراقية بين البلدين على مدد متباينة، من أجل ترطيب العلاقات وإذابة الجليد بين الطرفين”.

ورأى، أن “التوصل لاتفاق بين البلدين ستكون له آثار إيجابية على العراق في أن يكون حاضراً بهذا الاتفاق”.

وانتهى الساعدي، إلى “إمكانية أن تستضيف بغداد قريباً وفدين الأول من السعودية والآخر إيراني للإعلان عن إعادة العلاقات بين البلدين، رغم عدم وجود تأكيد على ذلك لغاية الوقت الحالي”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى