وول ستريت جورنال: زيارة بايدن تدفع لعلاقات عربية إسرائيلية “أكثر علانية وعمقا”

حتى قبل جولة بايدن التي سوف تستمر لمدة أربعة، كانت إسرائيل بشكل وثيق أكثر من أي وقت مضى مع الدول العربية في جهد مشترك.

ميدل ايست نيوز: أوضح مسؤولون أميركيون أن زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الشرق الأوسط تهدف إلى الضغط من أجل شراكات أمنية شراكات أمنية أعمق وأكثر علنية بين إسرائيل ودول عربية وذلك وفق لما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال“.

وحتى قبل جولة بايدن التي سوف تستمر لمدة أربعة، كانت إسرائيل بشكل وثيق أكثر من أي وقت مضى مع الدول العربية في جهد مشترك لاحتواء ما يسمى بـ”تهديدات إيران”، ففي البحرين يعمل ضابط بحري إسرائيلي مع مسؤولين بحرينين وأميركيين لمواجهة طموحات إيران العسكرية.

وفي المغرب، لعب الجنود الإسرائيليون مؤخرًا دورًا في أكبر مناورة عسكرية منتظمة للولايات المتحدة في إفريقيا، في حين أجرى البحرية الإسرائيلية مناورات في البحر الأحمر بمشاركة قوات بحرية من دول عربية عدة.

وفي أكثر الجهود حساسية حتى الآن، اجتمع المسؤولون العسكريون الإسرائيليون والعرب معًا في مقر القيادة المركزية الأمريكية بالشرق الأوسط في سعي لتطوير اتفاقية دفاع جوي جديدة لحماية إسرائيل وبلدان الخليج من “التهديدات التي تشكلها إيران وحلفاؤها”.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان للصحفيين إن بايدن سيسعى إلى زيادة اندماج إسرائيل في المنطقة خلال الرحلة والتنسيق حول مواجهة التهديد الإيراني.

وأوضح جوناثان شانزر، نائب الرئيس الأول للأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة فكرية في واشنطن مختصة بالشأن الإيراني إن الزيارة سوف تشكل “فصلا جديدا في أمن الشرق الأوسط”.

وأضاف: “المفتاح الآن لهذه الجهات الفاعلة لإضفاء الطابع المؤسسي على هذه المكاسب”.

تحاول إدارة بايدن الجمع بين إسرائيل وجيرانها العرب في شراكة دفاع جوي إقليمية تهدف في المقام الأول إلى حماية الدول مما تسميها واشنطن “تهديدات إيران وحلفائها”.

وقد تعرقلت الجهود المبذولة للقيام بذلك بسبب علاقة الإدارة الأميركية المتوترة مع المملكة العربية السعودية، التي قاومت ضغوطًا من واشنطن لتغيير مسارها بشأن القضايا الرئيسية، بما في ذلك إنتاج النفط وحقوق الإنسان.

في غضون ذلك، أصبحت العلاقات الدافئة بين إسرائيل وخصومها الإقليميين نعمة لمقاولي الدفاع الإسرائيليين، الذين يخططون للاستفادة من الأسواق الجديدة المحتملة.

وفيما يتعلق بالدفاع الجوي، عرضت إسرائيل بالفعل تقديم مساعدة مباشرة للإمارات التي واجهت سلسلة من الضربات الصاروخية من ميليشيات الحوثي في اليمن في وقت سابق من هذا العام.

ولكن بناء نظام دفاع جوي متكامل يمتد من إسرائيل إلى الإمارات العربية المتحدة، يعد تحد شاق وصعب، فحسب خبراء، فإن الدول المختلفة المشاركة في المحادثات لها مصالح متنوعة وغالبا متضاربة، كما أن بعض للاعبين الرئيسيين مثل المملكة العربية السعودية وقطر ليس لديهم علاقات رسمية مع إسرائيل.

من جانبها أعلنت إيران إن التعاون في مجال الدفاع الجوي من شأنه أن يزعزع الاستقرار، وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن “محاولة خلق مخاوف أمنية جديدة في المنطقة لن يكون لها سوى إضعاف الأمن الإقليمي المشترك وخدمة المصالح الأمنية للنظام الصهيوني”.

كما هددت طهران بضرب الإمارات. والبحرين إذا سمحوا لإسرائيل بوضع منشآت عسكرية في بلادهم، ولكن جوزيف فوتيل، الجنرال المتقاعد الذي شغل منصب رئيس القيادة المركزية الأمريكية حتى عام 2019، يرى أن “لدى إسرائيل القدرة على رفع مستوى التعاون مع جميع شركاء الخليج العربي بحكم جديتهم وكفاءتهم”.

وفي الوقت الحالي، يحدث جزء كبير من التعاون على جبهات ثنائية، ففي الأشهر الأخيرة، عملت البحرين مع أجهزة الأمن الإسرائيلية (الموساد والشين بيت) لتدريب ضباط استخباراتها، وفقًا لمسؤول بحريني رفيع.

وأوضح ذلك المسؤول أن إسرائيل وافقت أيضًا على تزويد البحرين بطائرات مسيرة وأنظمة مضادة للطائرات.

ويقول المسؤولون الإقليميون إن التحول نحو مزيد من التعاون مع إسرائيل ينبع جزئياً من المخاوف بشأن استعداد الولايات المتحدة للتدخل عسكرياً في المنطقة، لا سيما بعد انسحابها المفاجئ من أفغانستان ورغبة بايدن المعلنة في توجيه الموارد الأمنية الأميركية نحو الصين.

تعاون مضطرد

ووفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال” فإن ذلك التعاون هو أيضًا ثمرة لاتفاقات السلام الأخيرة التي عقدتها إسرائيل مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، والتي شكلت تحولا كبيرا في الديناميكيات الإقليمية.

فمنذ تأسيس إسرائيل في عام 1948، رفضت معظم الدول العربية تطوير العلاقات الرسمية معها ما لم وإلى أن تساعد في إقامة دولة فلسطينية على حدودها. لكن إسرائيل طورت بهدوء علاقات عسكرية واستخباراتية مع لاعبين عرب رئيسيين، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، مما ساعد على تمهيد الطريق للاتفاقات مع تهميش القضية الفلسطينية، وخاصة في منطقة الخليج العربي.

ومنذ توقيع الاتفاقات اسرائيل قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الأسبوع الماضي إن مسؤولي الدفاع عقدوا 150 اجتماعا مع نظرائهم في دول الخليج.

وقال غانتس إن إسرائيل باعت أكثر من 3 مليارات دولار من الأسلحة لدول الخليج. في عام 2021، ذهبت 7٪ من المبيعات العسكرية لإسرائيل إلى “دول اتفاقيات إبراهيم”، وفقًا لوزارة الدفاع.

ولفت غانتس إلى أن التعاون مع الولايات المتحدة وبعض الجيران الإقليميين جار بالفعل. وقال مؤخرًا: “هذه الخطة قيد التنفيذ بالفعل وقد أحبطت بالفعل محاولات إيرانية لتحدي إسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط”.

تتطلع إسرائيل أيضًا إلى دمج دفاعاتها الإلكترونية مع حلفائها الجدد، فوفقًا لمسؤول إسرائيلي فقد التقى أباطرة الإنترنت في إسرائيل عشرات المرات مع نظرائهم الإماراتيين منذ توقيع اتفاقيات إبراهيم.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن البلدين يتبادلان المعلومات الاستخباراتية والتهديدات المحتملة لكل منهما والدروس التي تعلموها أثناء التعامل مع التهديدات الإلكترونية.

وأوضح المسؤول الإسرائيلي إنه في حالات قليلة، وجد مسؤولون إسرائيليون وإماراتيون تهديدات لم يكن الآخر على علم بها، ففي إحدى الحوادث التي وقعت عام 2021، اكتشفت شركة إسرائيلية مدنية هجومًا إلكترونيًا مصدره وكيل لجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة التي اخترقت خوادم في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة.

وفي يوليو 2021، وقعت إسرائيل أيضًا اتفاقية للأمن السيبراني مع المغرب، علما أن من ضمن أهدافها هو إنشاء فرق عمل وأدوات عمل سحابية يمكن لإسرائيل وشركائها مشاركتها والتعاون من خلالها.

وقال المسؤول إن هذا يتطلب مستوى عاليًا من الثقة يحتاج إلى البناء بمرور الوقت.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى