توقعات برد أميركي قريب على النص الأوروبي وغانتس يزور واشنطن
نقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن رد الولايات المتحدة بشأن مسودة الاتفاق النووي مع إيران متوقع اليوم الأربعاء.
ميدل ايست نيوز: نقلت “واشنطن بوست” (Washington Post) عن مسؤولين أميركيين قولهم إن رد الولايات المتحدة بشأن مسودة الاتفاق النووي مع إيران متوقع اليوم الأربعاء، في المقابل طالبت طهران بإغلاق ملف أنشطتها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدة أنها لن تفكك برنامجها النووي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قدم الاتحاد الأوروبي اقتراح تسوية “نهائيا”، داعيا طهران وواشنطن -اللتين تتفاوضان بشكل غير مباشر- للرد عليه أملا بتتويج مباحثات بدأت قبل عام ونصف العام.
وذكرت واشنطن بوست أنه بعد رد واشنطن ستكون هناك حاجة على الأرجح للعودة إلى فيينا من أجل جولة أخرى من المفاوضات لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الاتفاق المحتمل.
من جهته، قال جون كيربي منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، إن الاتفاق مع إيران سيعيد وضع نظام تفتيش أكثر صرامة سيمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، وسيمكّن من نشر مفتشين في الميدان لرؤية ما يقوم به الإيرانيون.
وأضاف كيربي في لقاء مع شبكة “فوكس” (FOX) الأميركية أن الولايات المتحدة تتفهم مخاوف إسرائيل، لكن الرئيس جو بايدن يعتقد أن أي مشكلة في الشرق الأوسط سيصعب حلها في ظل وجود إيران مسلحة نوويا.
وأشار إلى أن واشنطن تريد عودة إيران إلى هذه الصفقة من أجل القضاء على إمكانية امتلاك إيران السلاح النووي، لافتا إلى أن الدبلوماسية هي أفضل طريق للمضي قدما لتحقيق هذه النتيجة.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس قال إن الولايات المتحدة تعمل بأسرع ما يمكن لتقديم رد مناسب على المقترحات الإيرانية بشأن الاتفاق النووي.
وبعد اتهامات إيرانية للولايات المتحدة بالمماطلة في المفاوضات النووية، أضاف برايس أن الاتفاق النووي الآن أقرب منه قبل أسبوعين، مشددا على وجود قضايا عالقة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي أنّ فجوات ما زالت قائمة بين طهران وواشنطن، وأنه ليس من الواضح هل سيتم التوصل إلى اتفاق للعودة إلى الاتفاق النووي.
وأبلغ المسؤول الأميركي رويترز أن إيران تخلت عن شروط أساسية لإحياء الاتفاق النووي منها إنهاء تحقيقات وكالة الطاقة الذرية.
تفاؤل أوروبي
من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنّ معظم الدول المعنية بالمفاوضات النووية توافق على اقتراح الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أنه من الممكن التوصل لاتفاق نووي مع إيران هذا الأسبوع.
وأضاف بوريل في تصريح لإذاعة “تي في إي” (TVE) الإسبانية، أنه لم يتلق بعد الرد الأميركي على المقترح الأوروبي، لكنه أشار إلى أنه يترقبه خلال الأسبوع الجاري.
وكان بوريل قد صرح بأن الرد الإيراني على المقترح الأوروبي يعتبر معقولا.
ويتفاوض دبلوماسيون من إيران والولايات المتحدة و5 دول (الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) منذ شهور في فيينا حول صفقة لإعادة التزام طهران بالقيود على برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
وفي مايو/أيار 2018، أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب العقوبات على طهران بعد إعلانه الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في عهد سلفه باراك أوباما.
شروط إيرانية
من جانبه، قال مستشار الوفد الإيراني المفاوض في فيينا محمد مرندي إن برنامج إيران النووي لن يفكك ولن يتم تنفيذ أي صفقة قبل أن يغلق مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملف ما وصفها بالاتهامات الكاذبة نهائيًا.
وأضاف في تغريدة له أن إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية لم تكن شرطا مسبقا لإتمام الاتفاق النووي.
بدوره، أعرب رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي عن أمله في أن يتجاهل مدير وكالة الطاقة الذرية ما وصفه بالضجيج الإسرائيلي تجاه البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف إسلامي أنه من غير المجدي استخدام ما وصفها بورقة المواقع النووية المزعومة كأداة ضغط سياسي ضد إيران.
وبشأن الوثائق التي قدمتها الوكالة حول ما سماها المواقع المزعومة، قال إسلامي إن تلك الوثائق تعد تلفيقا إسرائيليا، وقد تم الرد عليها عدة مرات.
وذكر إسلامي أن إيران لن تقبل أن تشكل ضغوط إسرائيل واتهاماتها جزءا من أجندة مدير الوكالة الدولية.
وأشار إلى أن كافة الأنشطة النووية تأتي ضمن اتفاقية الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية، كما أن تلك الأنشطة تخضع لرقابة دقيقة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفق تعبيره.
في المقابل، كشف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن الوكالة لن تنهي التحقيقات النووية في إيران.
وأضاف غروسي في مقابلة مع “سي إن إن” (CNN) أن مفتاح المسألة يكمن في تعاون إيران مع الوكالة.
اعتراض إسرائيلي
وفي سياق مواز، التقى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا في واشنطن في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء نظيره الأميركي جيك سوليفان لبحث موضوع الاتفاق النووي، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال البيت الأبيض إن سوليفان أكد التزام بايدن بالحفاظ على قدرة إسرائيل في صد أي تهديد بما في ذلك من إيران ووكلائها، كما أكد التزام واشنطن بضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي.
كما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس سيتوجه إلى واشنطن وسيلتقي مستشار الأمن القومي الأميركي.
وأكد غانتس أن إسرائيل ليست جزءا من الاتفاق النووي المرتقب بين إيران والقوى الغربية، وشدد على أن بلاده ستحافظ على حرية التحرك ضد طهران كلما تطلب الأمر.
وأوضح أن إسرائيل على تواصل دائم مع شركائها الأميركيين ومع دول أخرى تشكل إيران تهديدا لها، وفق المسؤول الإسرائيلي.