مسؤول إيراني: أسباب خمسة تسببت باندلاع الاحتجاجات في إيران

كشف رئيس مركز أبحاث مجلس الشورى الإسلامي في إيران، بابك نغاهداري، عن عوامل خمسة تسببت بحالة عدم الرضى في إيران ما تمثل في الاحتجاجات الأخيرة في البلاد.

ميدل ايست نيوز: كشف رئيس مركز أبحاث مجلس الشورى الإسلامي في إيران، بابك نغاهداري، عن عوامل خمسة تسببت بحالة عدم الرضى في إيران ما تمثل في الاحتجاجات الأخيرة في البلاد.

ورأى رئيس مركز أبحاث مجلس الشورى الإسلامي في إيران، بابك نغاهداري في تصريح أفادت به صحيفة “دنياي اقتصاد“، أن حالة عدم الرضى متعدد الأبعاد ويشمل خمسة مجالات: اقتصادية وسياسية وثقافية وبيئية ودولية.

وعن المجال الاقتصادي قال نغاهداري: “تعاني إيران من أزمة كبيرة غير معهودة في المجال الاقتصادي منذ مطلع 2011 إلى يومنا هذا. وهذه حقيقة تظهرها جميع المؤشرات الاقتصادية، بما فيها الكمية والنوعية. وعلى مدار سنوات تجازوت الـ 11 عاماً، ازدادت فجوة الفقر بشكل ملحوظ في المجتمع الإيراني، ووصلت إلى أعلى قيمة لها في عام 2021”.

وأضاف: “وفقًا لاستطلاع رأي أُجري في مايو 2022 في مركز الأبحاث التابع للمجلس الإسلامي، للأسف؛ لم يزد أمل المواطن الإيراني في تحسن الوضع الاقتصادي والخروج من الأزمة”.

وأردف: “كذلك، في مجال الإسكان، ارتفعت نسبة الأشخاص الذين يعتقدون أن سعر شراء المساكن سيرتفع في الأشهر الثلاثة المقبلة بشكل ملحوظ مع مرور الوقت. وقد زادت هذه النسبة من 37.6٪ في نوفمبر 2021 و 41٪ في فبراير 2021، إلى 55.5٪ في مايو 2022”.

وحول موضوع “الحجاب” وأهمية دور المجال الفكري في الاحتجاجات، قال رئيس مركز أبحاث المجلس: “الفعاليات الثقافية القائمة في مجال الحجاب الإسلامي لم تؤتي أكلها ولم تحمل أي نتيجة جيدة ومنسجمة على الإطلاق”.

وأضاف: “لسوء الحظ، لم تستطع المؤسسات الثقافية في البلاد التأثير على الأجيال الجديدة وأسلوب الحياة الحديث السائد في المجتمع الإيراني، والتي حدثت بفعل الشبكات الافتراضية، وخاصة تطبيق انستاغرام”.

وتابع أن الجفاف وتلوث الهواء والغبار وانقراض بعض الأنواع الحية، أدت إلى الشعور بعدم الرضا، وقال: “على الساحة الدولية، تعد قضية الاتفاق النووي من المتغيرات المهمة في هذا المجال. وبغض النظر عن مدى التأثير الفعلي لخطة هذه المباحثات، فالرأي العام حساس لمصير المفاوضات النووية وغير متأكد من نتائجها، التي قد لا تعود بالخير على اقتصاد البلاد وحياة الناس”.

وشدد نغاهداري على أن الاستماع إلى مطالب المحتجين والقدرة على إصلاح الإجراءات أمران ضروريان لكل حكومة، موضحًا: “فن الحوكمة هو القدرة على التواصل مع جميع شرائح المجتمع والاستماع إلى المتحجين وتلبية مطالبهم”.

تصورات مختلفة لوضع البلاد

وفي تحليله للأحداث الأخيرة في البلاد، ذكر نغاهداري أن هناك نظرتان تحكمان الأجواء الحالية للبلاد، قائلاً: “هاتان النظرتان تشملان رواية (الاحتجاجات الشعبية)، وأخرى تشمل (أعمال شغب)، حيث يحاول كلاهما رواية الواقع وفقًا لتصوره”.

وأردف: ” ولا شك فيه، إن استخدام مصطلح الاحتجاجات الشعبية يعطي الانطباع بأن ملايين الأشخاص يتظاهرون ويطلقون الشعارات في جميع أنحاء البلاد وأن الأزمات أغرقت البلد”.

واستناداً إلى الأبحاث العلمية التي أجراها مركز أبحاث المجلس، قال نغاهداري : “إن نتائج هذه الأبحاث تدل على وجوب فهم هذين التصورين معًا وارتباطهما الوثيق ببعضهما البعض. بالتالي نحن نواجه وضعا معقدا وليس بسيطا، لذلك يجب القول أننا نواجه احتجاجات وأعمال شغب في الوقت ذاته”.

معارضة جديدة تلوح بالأفق

وفي ثوب هذا، قسّم نغاهداري التدخل الأجنبي المسبب للأضطرابات الأخيرة في البلاد إلى ثلاثة أصناف: فكري وإعلامي، وتدخل أجنبي وأنشطة الإيرانيين في الخارج.

وقال: “لا يخفى على أحد، الدور المهم والهجمة الشرسة التي تقودها وسائل الإعلام الأجنبي الناطقة باللغة الفارسية، يضاف إليها: قنوات ومجموعات على تطبيق تلجرام وحسابات لا حصر لها على منصتي تويتر وانستجرام”.

ووصف رئيس مركز ابحاث مجلس الشورى الإسلامي، الصنف الآخر للتدخل الأجنبي بأنه مستوى مقتدر وصعب المواجهة، حيث يقوم بلعب دور أساسي عن بُعد بافتعال هذه الاحتجاجات في الشوارع، قائلا: “هذا الصنف يتعلق بنشاط الايرانيين في الخارج وهو معارضة مستحدثة تضاف للقائمة، لكن ما يبدو أنه غريبا بالنسبة لنا، هو اختلاف هذا النشاط وتضافره عن سابقه من السنوات الماضية”.

وأختتم بابك نغاهداري حديثه قائلا: “قبل هذه الاحتجاجات، كان قادة المعارضة الإيرانية في الخارج ينقسمون إلى فئتين: حركة مجاهدي خلق وأنصار نظام بهلوي. لكن خلال فترة ليست بالقصيرة، ظهرت وجوه جديدة في جبهة المعارضة الإيرانية في الخارج، وذلك بسبب عدم امتلاك تلك الجماعات المذكورة أعلاه مكانة في الرأي العام الإيراني، وعدم تمكنهم من إقامة علاقة عاطفية صادقة مع المجتمع الإيراني”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى