تنشر للمرة الأولى.. كيف أقنع قاسم سليماني بوتين بإرسال قواته لسوريا؟

تعين على اللواء قاسم سليماني في فترة ما طلب المساعدة والعون بسبب حدث طارئ اعترض طريقه أثناء عمله العسكري في سوريا، ما دفعه للتحدث مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين وتحذيره بشأن بعض القضايا وعرض بعض الإرشادات عليه.

ميدل ايست نيوز: تعين على اللواء قاسم سليماني في فترة ما طلب المساعدة والعون بسبب حدث طارئ اعترض طريقه أثناء عمله العسكري في سوريا، ما دفعه للتحدث مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين وتحذيره بشأن بعض القضايا وعرض بعض الإرشادات عليه.

وبحسب وكالة برنا للأنباء الإيرانية، بمناسبة الذكرى الثالثة لاغتيال الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، أشار اللواء محمود جهار باغي، من قيادات الحرس الثوري الإيراني، إلى بعض الذكريات التي لم تذكر إلى الآن عن اللواء سليماني خلال فترة عمله في سوريا والأثر القيادي البارز له، الذي كان يلفت انتباه الجميع، وبالأخص القادة العسكريين الروس.

وفي منتصف عام 2015، وأثناء توجه القوات العسكرية لتحرير مناطق ريف حلب الجنوبي من الجماعات الإرهابية المسلحة، اتخذ الجنرال سليماني قراراً ظهر فيه جانبه الدبلوماسي القوي بشكل كبير؛ قرار دفع بوتين للتعاون معه وإرسال قواته لسوريا.

ذكرى اغتيال الفريق سليماني… السلطة القضائية في إيران تفرج عن 3 آلاف سجین

وعن تفاصيل هذا القرار وجزئيات الحوار الذي دار بين الجنرال سليماني والرئيس الروسي بوتين، قال اللواء جهار باغي: “لم يكن عملنا في سوريا، سهلا على الإطلاق، بل كان مليئاً بالصعاب والتحديات. وعندما اشتدت وتيرة المجريات وازداد الضغط علينا، رأى الحاج قاسم أنه يجب إشراك الروس في هذه العملية والاستعانة بهم، لأن العالم كله (أميركيون وأوروبيون وتركيا وعرب) تآمر على بشار الأسد، الذي كان نظامه على وشك السقوط حينها.”

وأضاف: “تحدث الجنرال سليماني مع بوتين وأبلغه قائلاً: صحيحٌ أن المصالح الإيرانية في سوريا كثيرة، إلا أن مصالحكم هنا أعظم، وإذا استولى الأمريكيون على سوريا ونصّبوا رئيسًا تابعاً لهم، فإن مصالحكم ستصبح في خبر كان.”

ووفقاً لقول جهار باغي، بعد أن فكر بوتين ملياً بالنصائح التي قدمها له الجنرال، رأى أن كلامه يتطابق تماماً مع الواقع، فحفظ مكانته في العالم كانت تتطلب الاستجابة لهذه الإرشادات، التي أثمرت فيما بعد وساعدت في تخطي الموقف الذي اعترض طريق الجنرال سليماني.

وحول سؤاله عن آلية العمل مع الروس، وهل كان التعاون معهم يشمل ملف المدفعية، أجاب جهار باغي: “أخبرني الحاج قاسم ذات مرة، أن قائد المدفعية الروسية أراد مقابلة قائد المدفعية الإيرانية؛ قال له أن يلتقي به في مطار حلب، وبالفعل ذهب لهناك ورأى الجنرال ألكسندر ينتظرنه، سأله هل سمعت بقذائف “كراس نابل”؟ أجاب نعم، قال من أين لكم أن تسمعون بها؟ قال إننا نصنع منها في إيران. وعندما سمع القائد الروسي بهذا أصابه الذهول وقال متعجباً تصنعون منها؟ قال نعم ولم لا. قال هذا يعني أنكم تستطيعون العمل معنا في هذا المجال، سنعطيكم بعض القذائف للتجربة قبل الشروع في العمل.”

وتابع جهار باغي حديثه: “في ذلك الوقت كانت معظم مناطق محافظة حلب تحت سيطرة العدو، وكان الجنرال ألكسندر نفسه شخصًا شجاعًا. يقول حاج قاسم: شاورني، ومد يده وأشار إلى صهريج مياه فوق مبنى وقال أضرب هذا الهدف. أجرى رجالنا التعديلات اللازمة وأطلقوا القذيفة الأولى التي أصابت منتصف صهريج المياه. بعدها، أشار لنا بأن نضرب هدف ثاني وثالث وهكذا. تمالكه الذهول ولم يصدق أن الإيرانيين يمكن أن يصيبوا الأهداف بهذه الدقة. فيما بعد، قال للمترجم الذي كان معه أن يحضر ورقة، كتب عليها رسالة موجهة إلى مقرهم في محافظة طرطوس، جاء فيها: أعط 300 قذيفة من طراز كراس نابل لممثل القوات الإيرانية في سوريا. قطع حديثه الحاج قاسم قائلا: أخبرهم أيضاً أننا نريد أجهزة ليزر برفقتها.”

جدير بالذكر، إن قذائف كراس نابل هي في الواقع قذائف ذكية تعمل في إصابة الأهداف بالليزر وبالتالي فهي تتمتع بدقة عالية.

في هذا السياق قال جهار باغي: القذائف الذكية هذه، كانت تكلفتها ذلك الوقت تصل لـ 200 مليون تومان لكل واحدة. وبالفعل، طلب الحاج قاسم من قواته الذهاب إلى طرطوس في تلك الليلة لاستلامها. حيث كتب لنا 3 أجهزة ليزر، لكن نظرًا لعدم توفر هذه الكمية في المقر الروسي، أخذنا واحداً فقط وقالوا بأنهم سيعطوننا الاثنين الآخرين لاحقًا، وقد استفادت قواتنا كثيرا من هذه القذائف حينها.”

وأضاف أيضا: “بينما كنا نستعد لعملية عسكرية كبرى في جنوب حلب، باغتنا عناصر داعش فجأة وأغلقوا الطريق من خناصر إلى أثريا. مما أدى إلى فرض حصار مطبق علينا وعلى القائد سليماني.”

وعن مهمة الجنرال سليماني في ذلك الوقت، ذكر جهار باغي: “كان الحاج قاسم يتولى القيادة في حلب، بينما ذهب ابو احمد (أحد قادة حزب الله) إلى حماة. استمر هذا الحصار 18 يومًا. لم تكن هناك ذخيرة ولا وقود ولا شيء. وأثناء الحصار، كان علينا القتال والتخطيط والهجوم والحفاظ على الخطوط الأمامية كي لا تضيع من أيدينا. وخلال هذه المدة، لم يترك الحاج قاسم حلب، وبقي يخطط ويعمل حتى فتح طريق خناصر – أثريا.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى