ماذا تخفي خطوة أوروبا بتصنيف الحرس الثوري جماعة إرهابية؟

يرى محلل سياسي إيراني أنه في حال تم إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب، فإن إيران في المقابل ستقوم بإدراج الجيوش الأوروبية في قائمتها الإرهابية، الأمر الذي يودي بأزمة عسكرية وأمنية كبيرة في المنطقة.

ميدل ايست نيوز: يرى محلل سياسي إيراني أنه في حال تم إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب، فإن إيران في المقابل ستقوم بإدراج الجيوش الأوروبية في قائمتها الإرهابية، الأمر الذي يودي بأزمة عسكرية وأمنية كبيرة في المنطقة.

وفي مقابلة مع موقع فرارو، قال عبد الرضا فرجي راد، سفير إيران السابق لدى المجر رداً على سؤال عن ما إذا قد وصلت العلاقات بين إيران وأوروبا إلى طريق مسدود: “تراجعت برأيي حدة الموقف الضبابي في العلاقات بين إيران وأوروبا بشكل ملحوظ في الأيام القليلة الماضية بعد إقرار اسم الحرس الثوري في قائمة الإرهاب. حيث كانت العلاقة في السابق تتخذ اتجاهاً غامضاً ومتوتراً من الجانب الأوروبي وكانت تحمل في طياتها تأكيدات حول الوصول إلى طريق مسدود، لكن بعد القرار الأخير للاتحاد الأوروبي، الذي قرر إحالة هذا القرار إلى المجلس ودراسته هناك، تباطأت سرعة الأوروبيين، الأمر الذي اشتمل على عدة قضايا.”

وأضاف فرجي راد: “أدرك الأوروبيون أنه في حال ذهبت إيران إلى محكمة العدل الدولية ولم تؤيد هذا القرار فسيكون ذلك وصمة عار كبيرة لأوروبا، والسبب عدم امتلاك الجهة المدعية أي مستندات وإثباتات واقعية في هذا الصدد. حيث يريدون على سبيل المثال الإشارة إلى أفعال وإجراءات الحرس الثوري الإيراني في سوريا والمنطقة، وهذا ليس دليلاً على الإطلاق تقبله المحكمة.”

وأردف: “بالإضافة إلى ذلك، يمكن لإيران أن تشير إلى ما يفعله الأوروبيون في العراق والسعودية وغيرها لكي تدعم موقفها. لقد درس المجلس الأوروبي كل جوانب هذه القصة ويعرف أنه على الأرجح لن يحقق لهم أي شيء سوى الفشل ولن يتحملوا عبء هذه المخاطر.”

من الصحافة الإيرانية: كيف أوقعت روسيا إيران في فخ الحرب الأوكرانية؟

رفض أمريكي

وبشأن المسألة الأخرى، قال فرجي راد: “الأمر التالي هو إعلان وزير الخارجية البريطاني ذهابه إلى واشنطن للحصول على دعم الولايات المتحدة في هذا الصدد، لكن يبدو أن الأمريكيين منعوا الجانب البريطاني من اتخاذ هذه الخطوة ورفضوا تقديم أي دعم له، والدليل على هذا أنه بعد هذه الرحلة بالضبط، لم يعد يسمع أي صوت أو تصريح خاص من قبل السلطات البريطانية حول هذه القضية.”

وتابع: “الشيء المثير للاهتمام هو أنه بعد هذه الحادثة تبنت سلطات بقية الدول الأوروبية مواقف لا تتماشى مع رغباتها السابقة. هذا يعني أن الجانب الأمريكي قد نجح بالفعل في تغيير رأي البريطانيين. والسبب هو أن الساسة في واشنطن مروا بتجربة مماثلة مع هذه القضية في عهد دونالد ترامب وهم يعلمون أنها لن تحقق شيئًا يذكر، سوى زيادة التوترات في المنطقة، وخصوصاً أن كل هذه الدول تمتلك قواعد عسكرية في جميع الدول العربية تقريبًا، وفي حال تم إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب، فإن إيران في المقابل ستقوم بإدراج الجيوش الأوروبية في قائمتها الإرهابية، الأمر الذي يودي بأزمة عسكرية وأمنية كبيرة.”

وأوضح هذا الاستاذ الجامعي: “كل ما سبق وذكرته يؤدي إلى حقيقة مفادها أن الأوربيين قرروا الموافقة على هذه القضية في الاتحاد الأوروبي بهدف تخفيف ضغط الرأي العام على أوروبا، إذ أن قرارات هذا الاتحاد بشكل عام لا تمتلك ضمان تنفيذي، والتي قد يعارضها المجلس الأوروبي في حال تمت إحالة هذه القضية إليه.”

ويرى فرجي راد، أن هذا المجلس سيقوم بعمل شيء واحد فقط، وهو الإجراءات التي اتخذها مسبقاً بحق إيران، أي فرض عقوبات على كيانات وأشخاص في البلاد لا أكثر. بالتالي، سيتم استبعاد قصة إدراج اسم الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية لا محال.

إيران والاتجاه شرقاً بين الواقع والمرجو: نقاش حول نوايا الصين

إجراء سياسي لا أكثر

وأكد سفير إيران السابق لدى المجر: “أنه في حال وافق المجلس على قرار البرلمان، فإن تبعات هذا القرار ستلقي بظلها على الاقتصاد الإيراني، والقصة في الأصل، هي أن الإجراءات الأخيرة سياسية فقط ولن تصل إلى عتبة التطبيق القانوني. من ناحية أخرى، يمكن لإيران أيضًا أن تتهم أفراد الجيش البريطاني بناءً على ما فعلوه في أفغانستان بالإرهابيين، والدلائل على هذا القول واضحة في كتاب الأمير هاري عندما كتب أنه قتل 25 شخصًا أثناء عمله العسكري في تلك البلاد. لذلك، إن هذا الأمر برمته سياسي بحت ولن يتم تنفيذه بالتأكيد.”

وفي نهاية حديثه، قال فرجي راد: “رغم كل هذا أعتقد أن الأزمة بين إيران وأوروبا ستستمر. وهناك ثلاثة أسباب لذلك. أولها هو أن الأوروبيين لن يتخلوا عن قضية حقوق الإنسان داخل إيران. وكلما ازداد الوضع سوءًا داخل بلادنا، ازدادت التوترات مع أوروبا. فإذا تمكنا من تهدئة الأجواء الداخلية وحل قضية السجون والسجناء، فيمكن أن يكون لذلك تأثير إيجابي على العلاقة بين إيران وأوروبا.”

وأضاف: “العامل الآخر، والذي برأيي أهم مسبب لهذه التوترات، هو موضوع تعاون إيران مع روسيا في الشؤون العسكرية. فإذا كانت إيران تتطلع إلى حل التوتر مع أوروبا، فعليها أن تأخذ هذه المسألة بعين الاعتبار بجدية. والموضوع الأخير هو المفاوضات النووية. فإن تمكنت إيران من تسريع ملف هذه القضية، فقد يكون له تأثير إيجابي على علاقتنا مع أوروبا.”

وقال: “إن عدم الموافقة على قرار الاتحاد الاوروبي في المجلس يمكن أن يقلل من حدة الموقف الضبابي في العلاقات بين إيران وأوروبا إلى حد ما. وإذا وضعنا سياسة خارجية ذكية ومعقولة على جدول الأعمال واتخذنا بعض الإجراءات الإيجابية بشأن المسألتين الأوليتين، فسيتم حل المشكلة الثالثة تلقائيًا.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى