من الصحافة الإيرانية: هل يكون التفاوض المباشر مع أمريكا الحل الوحيد للعودة للاتفاق النووي؟
قال محلل إيراني في السياسة الخارجية أن الغربيين والدول المجاورة يسعون لوضع إيران تحت ضغوط قصوى وغير مسبوقة ويستعدون لذلك بشتى الوسائل والطرق.
ميدل ايست نيوز: قال محلل إيراني في السياسة الخارجية أن الغربيين والدول المجاورة يسعون لوضع إيران تحت ضغوط قصوى وغير مسبوقة ويستعدون لذلك بشتى الوسائل والطرق، من قطع علاقتهم مع إيران بعد حادثة السفارة الأذربيجانية وتقديمهم شكوى ضد البلاد في هذا الصدد، إلى الهجوم الأخير للطائرات المسيرة الذي استهدف منشآت وزارة الدفاع في أصفهان وغيرها من الأحداث.
وفي مقابلة مع موقع فرارو، قال عبد الرضا فرجي راد، أستاذ الجغرافيا السياسية: “لقد حدث تطوران مهمان للغاية في الوقت الحالي. الأول، أن الغربيين وبعض جيراننا توصلوا إلى استنتاج مفاده أن مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران وصل إلى مرحلة العتبة، إذ تعتبر هذه المرحلة من وجهة نظرهم وضعاً خطيراً للغاية.”
وأردف: “في ظل هذه المعطيات، يُعتبر وصول نتنياهو إلى السلطة أيضًا علامة تحذير لإيران. لأنه من الواضح أن الأوروبيين يسعون للتقرب من إسرائيل، وربما يتم تكوين تعاون استخباراتي قوي للغاية بينهم فيما يتعلق بطهران حتى يتمكنوا، كما يدّعون، من التحكم في تخصيب اليورانيوم الإيراني.”
وفي نفس السياق، تابع: الأمر الثاني، إن قضية أوكرانيا ومزاعم السلطات الأوكرانية بأن الروس استخدموا طائرات إيرانية بدون طيار في هذه الحرب مهمة جدًا للأوروبيين وحتى الأمريكيين. وقد أدى مجموع هاتين الحالتين إلى حقيقة أنهما يبرمان اتفاقات فيما بينهما لتشكيل تعاون قوي للغاية في مجال الأمن والاستخبارات، وإذا استمرت المسألة على هذا المنوال، فلنكن على جهوزية للخطوة التالية وحلول الغرب الأخرى لمواجهة إيران.”
وأكد هذا الدبلوماسي الإيراني السابق: “هناك بعض الدول داخل المنطقة، وخاصة منطقة الخليج، في وئام تام ومثالي مع الأوروبيين. أي أنه من الخطأ تماماً الاعتقاد بأن إسرائيل تعمل فقط على تحسين العلاقات مع الدول الغربية، إذ أن نتنياهو بلا شك لديه تعاون معين مع الإمارات والسعودية والبحرين وما شابه ذلك. لذلك، فإن الخطة التي لديهم لإيران واسعة جدًا وتلعب العديد من الدول دورًا مركزياً فيها.”
هل بدأت واشنطن بتنفيذ الخطة البديلة للاتفاق النووي الإيراني؟
وأوضح: “بالإضافة إلى كل ذلك، يجب أيضًا مراعاة الأحداث الأخيرة في البلاد. لأن ما حدث داخل إيران في الأشهر الأخيرة كان له تأثير سلبي للغاية على الرأي العام في العالم، وخاصة أوروبا. فمن أهم أسباب عدم رغبة الأطراف الغربية في العودة إلى طاولة المفاوضات النووية، أحداث الأشهر القليلة الماضية والاحتجاجات التي جابت البلاد. وبالرغم من إعلان السيد باقري في الآونة الأخيرة، استعداد إيران الجاد للعودة إلى طاولة المفاوضات، إلا أنه لم يتلق بعد أي رد من الجانبين الأوروبي والأمريكي.”
وقال: مع كل هذا، في رأيي، فإن أفضل شيء يمكن القيام به في هذه الحالة هو التفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة. بالطبع، ليس من الضروري أن تكون المفاوضات علنية وإعلامية بالكامل، إذ يمكن أن يتم ذلك في بيئة مناسبة وفي النهاية ستكون النتيجة فقط متاحة لوسائل الإعلام. لأنه بالرغم من أن جوزيف بوريل نأى بنفسه خلال هذه الفترة إلى حد ما عن وجهات النظر المتطرفة والمتشددة لفرنسا وألمانيا ضد إيران وأصبح أقرب إلى إنجلترا وأمريكا، إلا أنه يبدو أن شروط التفاوض مع الأوروبيين ليست متاحة وغير فعالة، بالتالي، علينا أن نتفاوض مباشرة مع أمريكا.”
وفي الختام، قال فرجي راد: “إن الغربيين والدول المجاورة يسعون لوضع إيران تحت ضغوط قصوى وغير مسبوقة ويستعدون لذلك بشتى الوسائل والطرق، من قطع علاقتهم مع إيران بعد حادثة السفارة الأذربيجانية وتقديمهم شكوى ضد البلاد في هذا الصدد، إلى الهجوم الأخير للطائرات المسيرة الذي استهدف منشآت وزارة الدفاع في أصفهان وغيرها من الأحداث.”
وأضاف: “لا ينبغي النظر إلى أي من الأحداث الأخيرة بشكل منفصل عن المسألة، إذ يجب علينا فحصها وتحليلها جميعًا في حزمة واحدة؛ وعليه، إذا لم ندخل في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، فإن الوضع سيكون أسوأ بكثير وأكثر خطورة. لأن الأمريكيين ما زالوا مستعدين للتحدث، على عكس الإسرائيليين، إلا هذا الاستعداد قد يكون مشروطاً بعد أمور، وما جرى في أوكرانيا كان سبب هذا التشدد من الجانب الأمريكي.”