ما وراء الكواليس… ماذا تخفي الصين في إعادة العلاقات بين إيران والسعودية؟

قال خبير إيراني في الشؤون الدولية، إن الصينيين يحاولون أن يظهروا أمام العالم كدعاة للسلام، فإن الخطوات والإجراءات التي اتخذوها في الأشهر القليلة الماضية، تمثل تماماً هذا النهج.

ميدل ايست نيوز: قال خبير إيراني في الشؤون الدولية، إن الصينيين يحاولون أن يظهروا أمام العالم كدعاة للسلام، فإن الخطوات والإجراءات التي اتخذوها في الأشهر القليلة الماضية، تمثل تماماً هذا النهج. وعليه، لن تتهاون بكين في الدخول في أي وساطة إقليمية تدعم نهجها هذا.

وفي مقابلة مع وكالة ايسنا للأنباء، قال الرئيس السابق للجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه، حول رغبة الصين وتحركها في حل القضايا والمشاكل الإقليمية، بما في ذلك الوساطة بين إيران والسعودية: “أعتقد أن الصين من خلال خطوتها الأخيرة تلعب دور المهيمن، وهي تفعل ذلك بنفس الطريقة التي كانت عليها أمريكا في العالم منذ مائة عام. فعندما رأى الأمريكيون بعد الحرب العالمية الثانية، أن العالم يعاني من العديد من الصراعات والتحديات، خاصةً من الناحية الاقتصادية، دخلوا الساحة بالسياسات النقدية والاقتصادية وقدموا أنفسهم كمنقذين اقتصاديين وفرضوا ميثاق الأطلسي ووفروا بيئة الكومنولث وأصبحوا أحد أكبر القوى في العالم.”

وأضاف: “تعد أمريكا اليوم الوصي على التوترات القديمة في العالم، وقد أظهر الصينيون نفس السياسة مؤخراً على أنهم دعاة للسلام وللصلح، والنتيجة هي مقدمة للأعمال والاقتصاد والرأسمالية في الصين. عندما طرح الصينيون خطة طريق الحرير الجديد، التي كانت قائمة على الاقتصاد، دخلوا في مفاوضات مع جميع البلدان ولم يتركوا أي دولة خارج القائمة. واليوم، تم تخصيص أكثر من 330 مليار دولار للتعاون السنوي مع الدول العربية، منها 80 مليار دولار مع السعودية. لذا، من البديهي أن تدخل بكين في مجال حل الصراعات الإقليمية لأنها لا تقبل أي توتر يضر بمصالحها في المنطقة.”

وأكد البرلماني السابق: “الأمريكيون هم الأوصياء على التوترات القديمة في المنطقة بشأن الاتفاق النووي والملف اليمني، فقد توصلت السعودية إلى استنتاج مفاده أن بإمكانها تحقيق استقرار أفضل في المواقف والظروف من خلال تعاونها مع التنين الصيني عوضاً عن البيت الأبيض. فيما يتعلق بالاتفاق النووي، نفذت إيران أعلى مستوى من التعاون الدبلوماسي مع الولايات المتحدة منذ قيام الثورة الإسلامية، إلا أننا شهدنا انسحابها من هذه الاتفاقية بمجرد تولي حكومة جديدة سدة الحكم، فالصراع بين إيران والولايات المتحدة مبني على عدم الثقة، مما يعني أن إيران توصلت إلى نتيجة مفادها أن أي اتفاق توقعه مع الولايات المتحدة لن يكون له أي ضمانات.”

فلاحت بيشه، قال رداً على ما إذا كان من الممكن أن نأمل أن تصل التفاعلات بين إيران والصين أيضا إلى المجال الاقتصادي؟ “أعتقد أن الصين والسعودية تحصيان إنجازات الاتفاقية الثلاثية هذه، إلا أن طهران للأسف، لم تحقق إنجازات تذكر ضمن إطار هذه الاتفاقية. فقد زادت أرباح أسهم الشركات السعودية الكبرى بشكل غير معهود بعد الإعلان عن استئناف العلاقات ورأب الصدوع بين دول الجوار، وقد تصرف السعوديون بشكل براغماتي للغاية وتحركوا نحو إنهاء قضية اليمن، فالسبب في ضعف الاتفاقات السياسية بالنسبة لبلد مثل إيران هو أنها لا تحظى بدعم وتبعات اقتصادية.”

وأردف هذا الخبير: “أعتقد أنه الآن بعد أن اتفقت إيران والسعودية على التخلي عن عمق المواجهة الاستراتيجي، فإن الخطوة التالية هي التحرك نحو تفاعل مؤثر وقوي في المنطقة، ويمكن تطبيق نفس النهج على التفاعل بين إيران والصين.”

ما وراء الكواليس… كيف غيّر التوجه الاقتصادي السياسات وترك إيران في حيرة؟

ورأى فلاحت بيشه، أن العالم أصبح عمليًا للغاية. فقد دفع التحدي بين إيران والغرب قوى أخرى إلى إظهار نفسها بمظهر المنقذ، وظهرت الاتفاقية بين إيران والسعودية والصين في مناخ سياسي مناسب حيث لإيران والصين أدوار ومصالح مشتركة، وقد أتت هذه الاتفاقية على طبق من ذهب لهم (ويقصد الصينيين) إذ كانت خطوة عملية ومثيرة للاهتمام وقد أظهرت الأمريكيين أنهم يفقدون قوتهم المهيمنة في التوترات التي بدأوها ولم يقدروا على غلق ملفاتها.

وقال هذا الخبير في الشؤون الدولية: “إذا استطاعت إيران أن تخفف حدة التوتر في المنطقة، فإنها ستقلل من حاجتها للدول الغربية يوماً وراء يوم، بالطبع، هذا لا يعني بتاتاً أن علينا تجاهل الغرب.”

ورداً على حقيقة أن الصين مستعدة للدخول في كل القضايا والصراعات في الشرق الأوسط والمنطقة قال: “مما لا شك فيه، أن الصين ستحاول جاهدة على تغيير الصورة النمطية القاسية للحزب الشيوعي كلما أمكنها ذلك. فعندما دخلت الولايات المتحدة في مواجهة مع الصين قالت إن الأسلوب الصيني عنيف ولا يمكن أن يصبح قوة مهيمنة، لكن ما حصل، هو امتلاك بكين لأسلوب السلام الممثل بأفعالهم في الأشهر القليلة الماضية.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى