ما وراء الكواليس… كيف غيّر التوجه الاقتصادي السياسات وترك إيران في حيرة؟

رغم مرور أيام على زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية وإصدار تصريحات مثيرة للجدل ضد إيران، إلا أن القضية لا تزال تطرح على وسائل الإعلام في إيران.

ميدل ايست نيوز: رغم مرور أيام على زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية وإصدار تصريحات مثيرة للجدل ضد إيران، إلا أن القضية لا تزال تطرح على وسائل الإعلام في إيران. في غضون هذا، يروي بعض المحللين عن تغيير قد يطرأ على السياسة الصينية الإيرانية، ويعتقد آخرون أن سياسة بكين لم تكن أبدًا لصالح طهران.

في هذا الصدد، أشار خبير الشؤون الدولية وسفير إيران السابق لدى النرويج والمجر، عبد الرضا فرجي راد، إلى البيان المعادي لإيران الصادر عن الصين وأعضاء مجلس التعاون: “في الوقت الذي تخضع فيه إيران للعقوبات الغربية، تعتبر الصين هي المشتري الأول للنفط الإيراني، في حين تستورد إيران البضائع والسلع المختلفة من عائدات هذا النفط. وعليه، لن يحدث أي شيء خاص مقابل تلك التصريحات، وطهران ليست مستعدة للرد على الصينيين بطريقة عملية”.

وبحسب موقع اكوايران، قال فرجي راد: “رأى الجميع كيف حظرت إيران أي تعاون مع شركات السيارات الفرنسية، الشهر الماضي، بعد أن اتخذ الفرنسيون إجراءً سياسيًا ضد طهران”.

لا جديد في موقف الصين الأخير تجاه إيران لكن البعض يسعى لتجاهل ذلك

وذكر هذا الخبير، أن إيران ليس لديها تبادلات وصفقات مع فرنسا وقد لا يسبب هذا الاجراء أي مشاكل، خاصة على المدى القصير، وقال: “أما بخصوص مسألة الصين، فيجب على إيران بيع نفطها واستيراد البضائع من بكين مقابله، وإذا لم تفعل ستخلق مشاكل خطيرة في البلاد. بالتالي، لا يمكن اتخاذ سوى الإجراءات السياسية في الوقت الحاضر”.

ومضى فرجي راد يقول: “في الواقع، يجب تذكير الصينيين بأننا حساسون لوحدة أراضينا. لكن على المدى المتوسط ​، نحتاج إلى التوصل بسرعة إلى اتفاق نووي، لأن الوضع سيصبح أكثر صعوبة في حال فرض الأوروبيون مزيداً من العقوبات الصارمة على البلاد”.

التساهل في الملف النووي قد يحل العقدة

ولفت إنه إذا عدنا إلى مفاوضات الاتفاق النووي، فسيتم فتح بوابة الجغرافيا السياسية والاقتصاد الإيراني، وقال: “قد يقال إن الغربيين يعطون نقاطًا أقل في المسألة النووية، لكن لا يجب أن نكون صارمين في مقابل ذلك، لأن تكلفة الأضرار والخسائر التي تقدمها البلاد باهظة للغاية. وإذا أردنا مواصلة هذه العملية على هذا النحو، فربما تفعل روسيا نفس الشيء الذي تفعله الصين، وإذا أرادت تقديم تنازل بشأن أوكرانيا، فإنها ستقدمه للغرب”.

قال الصينيون رسمياً إن السعودية لها أولوية

وفي إشارة إلى تحليل تحول سياسة الصين ضد إيران، قال: “إن السياسة الخارجية للصين ذات توجه اقتصادي، وقد قررت تبني هذه السياسة لثلاثة أسباب؛ ظل الصينيون يعلنون للإيرانيين رسمياً منذ عدة سنوات أن السعودية هي أولوية ويجب التقرب منها. حيث لا يخفى لا أحد، أن الصينيين يفكرون في طاقتهم المستقبلية ويريدون أيضًا المشاركة في الإيرادات التي تمتلكها الدول العربية. وأيضًا في باكستان، تقوم بكين بالتخطيط الاستراتيجي للمستقبل، وتسعى لربط منطقة الخليج وبحر عمان بها”.

وقال: “في الواقع، تعد هذه المسألة نوع من المنافسة الجيوسياسية مع أمريكا لتضعها تحت الضغط. من طرف آخر، يعمل الساسة في الدول العربية عن طيب خاطر مع الصين، حيث بدورها أكدت على هذا من أجل بناء ثقة عميقة وطمأنة العرب، لأنهم يشعرون أن إيران بحاجة إليهم ولا يمكنهم فعل أي شيء خاص ضد الصين”.

مفاجأة روسيا لإيران

وعن احتمال قيام الروس بمفاجأة شبيهة بالصين لإيران، أوضح فرجي راد: “إن العلاقات الإيرانية الصينية لا يمكن أن تؤثر على الروابط الإيرانية الروسية، لكن في الوقت نفسه قد يفاجئنا الروس بعدة أمور، لأن بلادهم محاصرة وتعاني من انخفاض في دخلها من العملات الأجنبية”.

وأضاف: “تنفق موسكو الدخل المتراكم من النقد الأجنبي، وبالكاد تستطيع أن تغطي تكاليف الحرب. بالتالي، قد تبحث روسيا عن صفقة مع الغرب، لأن أولوية الغربيين الأولى هي وقف إطلاق النار وانتهاء الحرب في أوكرانيا، فهم مستعدون للتضحية بأي دولة صديقة لروسيا من أجل الحصول على وقف إطلاق النار ورفع العقوبات. وأكد: “صحيح أننا ودودون مع روسيا، لكن أولوية موسكو هي الخروج من المأزق وإنهاء التحديات التي تواجه بلادها”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − أربعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى