أزمة منتصف العمر في إيران تنذر بوصول معدل النمو السكاني إلى الصفر بحلول عام 2040

بحسب الإحصاءات، فإن قرابة 44% من سكان إيران في الوقت الراهن يصنفون ضمن فترة "منتصف العمر"، ووفقًا لتحذيرات خبراء السكان، فقد يصل معدل النمو السكاني في البلاد إلى "الصفر" بحلول عام 2040 وحتى قبل ذلك.

ميدل ايست نيوز: بحسب الإحصاءات، فإن قرابة 44% من سكان إيران في الوقت الراهن يصنفون ضمن فترة “منتصف العمر”، ووفقًا لتحذيرات خبراء السكان، فقد يصل معدل النمو السكاني في البلاد إلى “الصفر” بحلول عام 2040 وحتى قبل ذلك.

وبحسب وكالة ايسنا للأنباء، وفقاً لخبراء السكان وعلم الديموغرافيا، فإن إيران في الوقت الحالي في المرحلة الانتقالية الثالثة للسكان، والتي تتناقص فيها معدلات الخصوبة وتعداد الولادات والوفيات، ورأى هؤلاء المختصون أن النمو الطبيعي لسكان إيران يتجه نحو الصفر، وتوقعوا بأن يصل معدل النمو السكاني في البلاد إلى “الصفر” بحلول عام 2040 وحتى قبل ذلك.

وفي التفاصيل، يقول الخبراء إن البلدان التي يكون فيها أكثر من ثلثي السكان بين 15 و 64 سنة، هم فيما يعرف بـ “النافذة الديموغرافية” أو “نافذة الفرص الديموغرافية” لأن أعلى نسبة من سكانها هم في سن العمل. بالتالي، يمكن للبلدان التي يصنف سكانها في سن العمل بشكل كامل الاستفادة من فرصة النافذة الديمغرافية هذه والوصول إلى الإنتاجية الكاملة.

وعليه، دخلت إيران مرحلة النافذة الديموغرافية هذه منذ عام 2006، ومن الطبيعي أن تبقى في هذه النافذة لمدة 30 إلى 40 عامًا ثم تدخل مرحلة الشيخوخة.

وعلى صعيد آخر، وفقاً للخبراء، فقد مر عقدين أو ثلاثة عقود منذ أن اجتازت إيران مرحلة النافذة الديموغرافية، وعلى الرغم من أن عدد سكانها تجاوز 85 مليون نسمة، فإن قرابة 44% من سكان البلاد في الوقت الراهن يصنفون ضمن فترة “منتصف العمر”.

عدد سكان إيران

وصرح الدكتور علي أكبر محزون، المدير العام لمركز الإحصاء الإيراني، أن عدد سكان إيران قد عبر حاجز الـ 85 مليون شخص في الأيام القليلة الماضية، وقال: “يتكون حوالي 24 ٪ من سكان البلاد من الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا، و 25 ٪ من سكان البلاد الشباب تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عامًا، و 44 ٪ في منتصف العمر والباقي من كبار السن فوق 65 عامًا، مما يدل على أن الهيكل الديموغرافي السائد لبلدنا هو هيكل متوسط ​​العمر”.

وبحسب هذا المسؤول: “بدأ اتجاه النمو السكاني في الثمانينيات، وحتى آخر إحصائية لعام 2016 كانت نسبته 1.24٪، ولكن منذ ذلك العام، استمر نفس الاتجاه التنازلي، حيث وصل الآن إلى أقل من واحد في المائة، حوالي 0.77 في المائة”.

وفي معرض إقراره بالتأثير الإيجابي للنمو السكاني على النمو الاقتصادي والتنمية، قال محزون: “إن عدد السكان المنتجين في البلاد أكبر من عدد السكان المستهلكين ويمكن تسميته بـ (النافذة الديموغرافية) التي مررنا بها الآن خلال عقدين أو ثلاثة عقود ويتبقى لدينا حوالي عقدين آخرين، ويظهر الاتجاه الحالي للنمو السكاني أنه سيصل إلى الصفر بل وحتى سالب”.

وأكد هذا الخبير أيضاً إلى أن سياسة الحوافز هي جزء من السياسات السكانية، وقال: “إن تمكين السكان في سن العمل وتقديم المشورة والتعليم وتعزيز الإنجاب هي أيضا من بين الأشياء التي ينبغي تنفيذها”.

ومؤخراً، قالت منظمة الأحوال المدنية في إيران، إنه في العام الإيراني الماضي ولد مليون و75 ألف و381 مولود في عموم البلاد.

وهذا وتعاني إيران من ظاهرة شيخوخة السكان حيث شهدت انخفاضا كبيرا في المواليد خلال 3 عقود الماضية.

وقبل أيام، قالت الدكتورة صالحة مرتضوي، عن حالة الشيخوخة في إيران مقارنة بالدول الأخرى: “في الثلاثين سنة القادمة، سيشكل كبار السن حوالي 20٪ من سكان العالم. حيث قدرت منظمة الصحة العالمية أنه بحلول عام 2050، سيصل عدد السكان المسنين إلى ملياري شخص في العالم. وتعتبر شيخوخة السكان ظاهرة عالمية، إذ تحتل دول مثل اليابان وألمانيا وإيطاليا قائمة أكبر دول العالم من حيث الشيخوخة.”

وأضافت: “على الرغم من أن إيران كانت دولة فتية لسنوات عديدة، إلا أنها ستواجه في أقل من 20 عام القادم ظاهرة الانفجار السكاني لكبار السن، لأن مواليد الثمانينات ــ حيث شهدت البلاد ارتفاعا شديدا في نسبة المواليد ــ سيبلغون سن الشيخوخة في حوالي عام 2040. من ناحية أخرى، تبلغ نسبة المسنين الحاليين أكثر من 10٪ من سكان البلاد، ويستهلك هؤلاء الأشخاص أكثر من 60٪ من الخدمات الطبية. فعندما تصل نسبتهم إلى أكثر من 30٪، ويبقى قطاع الرعاية الصحية كما هو اليوم دون أي تغيير، فلن نتمكن من خدمتهم وستحدث كارثة في البلاد بشأنهم.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 − ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى