“مهاجر- 6” الإيرانية قد تغير مسار الحرب في أوكرانيا

اعتماد موسكو على الطائرات الإيرانية بدون طيار من طراز "مهاجر-6" يمكن أن يرجح كفة ميزان القوة لصالح روسيا.

ميدل ايست نيوز: اعتبرت سين أوزكاراساهين، المحللة المختصة بالشؤون الأمنية والدفاعية، أن اعتماد موسكو على الطائرات الإيرانية بدون طيار من طراز “مهاجر-6” (طراز Mohajer-6) يمكن أن يرجح كفة ميزان القوة لصالح روسيا في ساحة المعركة المتواصلة ضد جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

وأضافت “سين”، في تحليل بمؤسسة “جيمس تاون” الأمريكية للأبحاث (The Jamestown)، أنه بينما لا يزال الغرب يفكر في إرسال طائرات بدون طيار متطورة لدعم أوكرانيا، مثل “Reaper” و”Predator”، تتطور شراكة طهران وموسكو بسرعة إلى تهديد يمكن أن يصبح “عنصرا ثابتا في الفناء الخلفي لحلف (شمال الأطلسي) الناتو”.

وأوضحت أن طائرات مهاجر-6 “تتمتع بقدرات هجومية جو-أرض وبميزات أكثر تعقيدا من طائرات كاميكازي (الانتحارية) الإيرانية، ويمكنها أن تصبح بسرعة كبيرة من الأصول الفتاكة في أيدي الجيش الروسي؛ مما قد يغير بشكل كبير مسار الحرب في أوكرانيا لصالح روسيا”.

و”مهاجر-6، التي تنتجها شركة القدس لصناعة الطيران المملوكة للدولة، هي طائرة بدون طيار قتالية متوسطة المدى (1200 ميل)، ومزودة بقدرات استخبارات ومراقبة واستطلاع، ويمكن أن تحمل ذخائر موجهة بالليزر وتوفر لمشغلها قدرات هجوم جو-أرض متطورة”، كما أضافت “سين”.

واستطردت: “وعلى عكس طائرات شاهد-136 الإيرانية أحادية الهجوم التي تستخدمها القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا، فإن مهاجر-6 يمكن أن تعود إلى قاعدتها بعد كل ضربة؛ ما يوفر عمليات أكثر استدامة ومرونة، وهي طائرة رخيصة وعالية الأداء”.

طريقان للتسليم

“ومن المرجح، وفقا لمعلومات استخباراتية، أن يتم تسليم طائرات مهاجر-6 عبر طريقين، أولهما المسار الجوي باستخدام شركات الطيران المدنية لتغطية عمليات نقل الأسلحة المشبوهة، أما الطريق الثاني فهو “المسار المائي الذي يمر عبر بحر قزوين”، بحسب “سين”.

وبينت أن “إيران لجأت في الماضي إلى شركات الطيران المدنية التابعة لها لنقل الأسلحة والعسكريين إلى مناطق الصراع، ففي سوريا أبقت طهران شريان حياة لدعم نظام بشار الأسد مفتوحا من خلال توفير الأسلحة باستخدام شركتي طيران ماهان إير وإيران إير، المعروفتين بتقديم الدعم المالي والتقني للحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس (الذراع الخارجية للحرس)”.

وأردفت “سين”: “كما وفرت ماهان جسرا جويا بين إيران واليمن لنقل الأسلحة إلى الحوثيين” في حربهم ضد القوات الموالية للحكومة الشرعية، المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية.

وقالت إن “وكالات الاستخبارات الأمريكية تقول إن إيران قامت بحوالي 70 رحلة جوية سرية إلى مجمعات عسكرية في المطارات الروسية. وفي ظل فرض الغرب عقوبات على تلك الخطوط الجوية عدة مرات، فإن عودة ظهور هذا التكتيك في أوكرانيا يثبت وجود ثغرات في السياسة الغربية الحالية”.

عبر بحر قزوين

والمسار الثاني لنقل الأسلحة الإيرانية بما فيها “مهاجر-6″، وفقا لـ”سين”، يمر عبر منطقة لا يملك فيها الغرب سيطرة تذكر، وهي بحر قزوين، التي أصبحت مركزا رئيسيا لنقل الإمدادات الإيرانية.

وأوضحت أن “قناة الفولجا تربط بحر قزوين ببحر آزوف، والأولى تخضع لسيطرة إيرانية شديدة، بينما الأخيرة في الوقت الحالي بحيرة روسية فعليا، وهذا يوفر وضعا يسمح لطهران وموسكو بإنشاء طريق نقل آمن في منطقة خارج سيطرة الغرب”.

ورجحت “سين” أن “استخدام روسيا لطائرات مهاجر-6 سيضع ضغطا شديدا على الدفاعات الجوية والعسكريين الأوكرانيين، ويزيد بشكل كبير من عدوان موسكو على الأهداف الأوكرانية، بما فيها البنية التحتية المدنية”.

وتابعت: “مع ذلك، لا ينبغي قراءة هذا التطور على أنه نجاح إيراني فحسب، بل كمؤشر على ضعف الغرب في النقاط الساخنة الجيوسياسية المتنازع عليها”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
الخليج الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين + 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى