تواصل حرائق الغابات غرب إيران وسط حديث عن “عوامل بشرية”

تستمر حرائق الغابات في غرب إيران بعد مرور عدة أيام على اندلاعها، الأمر الذي يثير العديد من المخاوف إزاء النطاق الواسع الذي تنتشر فيه والضرر الهائل الذي يلحق بالطبيعة الإيرانية.

ميدل ايست نيوز: تستمر حرائق الغابات في غرب إيران بعد مرور عدة أيام على اندلاعها، الأمر الذي يثير العديد من المخاوف إزاء النطاق الواسع الذي تنتشر فيه والضرر الهائل الذي يلحق بالطبيعة الإيرانية، لا سيما بعد أن شبه بعض المتطوعين المحليين الحرائق بالقرب من غابات مريوان بـ “نار الجحيم”.

وتقوم العديد من السلطات والجهات بعمليات الإطفاء، بما فيها فريق إدارات الموارد الطبيعية المحلية، والمنظمات الأعضاء في مقر إدارة الأزمات، وقوات الجيش، وعناصر من الحرس الثوري والباسيج وحرس الحدود، إلى جانب اللجان الشعبية والمتطوعين.

جمعية شيا الخضراء (انجمن سبز چیا) وهي إحدى المنظمات غير الحكومية التي تسعى جاهدة لإخماد الحرائق، حذرت في بيان طارئ يوم السبت: “على الجميع ألا يترددوا في المساعدة بقدر ما يستطيعون، لا تجعلوا هذا اليوم يومًا لحسرتنا”.

وأضافت هذه الجمعية أيضًا أنه في بعض الحالات كانت الجهات العاملة تسيطر على الحرائق في بداية اندلاعها، إلا أنها عاودت الاندلاع مرة أخرى. وقالت السلطات المحلية أيضا إنه بعد السيطرة على بعض الحرائق في إحدى المراحل، أدى ارتفاع المنحدر وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق والرياح إلى اندلاعها مرة أخرى.

وكان بعض المسؤولون في الجمهورية الإسلامية قد نفوا حجم الكارثة، حيث قال المدير العام للموارد الطبيعية في محافظة كردستان، بهزاد شريفي بور، لوكالة مهر للأنباء: “أن 70% من حرائق مريوان سطحية وحوالي 15٪ منها لم تتخطى جذوع الأشجار”.

وأضاف: “جرت السيطرة على حرائق اندلعت في غابات قرية غوماره لنج، لكنها مستمرة في مناطق أخرى. والمتطوعون من الناس والناشطين في العمل البيئي يبذلون قصارى جهودهم لإخمادها”، مرجحاً اندلاعها إلى “عوامل بشرية”.

وأكدت وكالة الأنباء “ركنا” في تقرير لها أن حرائق مريوان “عميقة” وغطّت أكثر من 200 هكتار من أراضي المنطقة حتى الآن. وبحسب هذه الوكالة، فقد اندلعت الحرائق في الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس في غابات عدة قرى حدودية في مدينة مريوان بمحافظة كردستان (غوماره لنج وآسن آباد ودره وران) ولا تزال مستمرة إلى الآن.

وخلال إشارته إلى “أن عمليات الإطفاء بطيئة بسبب وجود ألغام من مخلفات الحرب الإيرانية العراقية”، صرح شريفي بور: “تواجه عمليات إطفاء الحرائق عراقيل الوصول إلى مناطق ذات طبيعة جغرافية وعرة، لذا تنفذ عبر الجو”.

وقال المدير العام لإدارة الأزمات في محافظة كردستان، سعيد كريمي، الجمعة، إن “الحريق لا يزال مشتعلا بغابات ثلاث قرى حدودية في مريوان. نطاق الحريق واسع جدًا، والمنطقة جبلية وشديدة الانحدار، ويصعب عبورها”.

واعتبر رضا أكبري، المدير العام للأزمات في محافظة كوردستان ونائب مدير هيئة المرور والطرق، أن 95٪ من الحرائق كانت متعمدة، قائلاً إن الحرائق بغرض استنزاف الأراضي تندلع منذ سنوات في البلاد.

وأشار أكبري إلى العوامل المسببة لهذه الحرائق، وقال: اندلاع هذه الحرائق يعزا لأسباب بشرية، لكننا نحقق في ما إذا كان ذلك عرضيًا أم متعمدًا. منوهاً أنه بغض النظر عن درجة حرارة الطقس، فالحرائق لا تحدث إذا لم يتم إشعال النار وعدم وجود أنشطة بشرية بالقرب من الحرائق.

وأضاف: صحيح أن درجات الحرارة وانخفاض معدلات الرطوبة تؤدي لاندلاع الحرائق في بعض الأحيان، إلا أن العوامل البشرية لها تأثير كبير على حدوث هذه الكوارث. وأكد “لقد أصدرنا الأوامر اللازمة للتحقيق فيما إذا كانت هذه الحرائق متعمدة أو عرضية”.

هذا، وحذرت بعض الجهات في جيلان من اندلاع حرائق غابات في هذه المحافظة مع ارتفاع درجات الحرارة. وبحسب نادي الصحفيين الشباب، طلب سرخوش كرمزاده، المدير العام للموارد الطبيعية وإدارة مستجمعات المياه في جيلان، من سكان هذه المحافظة الشمالية عدم إشعال النار في مناطق الغابات والأجزاء الخضراء والأراضي الزراعية.

وشدد المسؤول الإيراني على أنه “نظراً لتوقعات الطقس بارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الرطوبة في جيلان، يتعين على المواطنين والسياح الامتناع عن إشعال النار لتفادي اندلاع الحرائق في هذه المناطق”. مرجحاً سبب اندلاع الحرائق في غرب إيران بشكل أساسي إلى “العوامل البشرية”.

وكانت صحيفة “اعتماد” قد أفادت الأسبوع الماضي بوقوع 623 حريقًا في الأشهر الأربعة الأولى من “العام الجاري”، ما أدى إلى تدمير 4 آلاف هكتار من الطبيعة الإيرانية. وأكدت هذه الصحيفة أن هذا رقم قياسي جديد، خاصة عند مقارنته بالإحصاءات السابقة: مقارنة هذه الإحصائيات مع نفس الحالات العام الماضي تخلق صورة أكثر دقة، حيث بلغ عدد الحرائق في الأشهر الأربعة الأولى من العام الماضي نحو 274 حريق بمساحة 896 هكتارا.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى