تكهنات حول سعي “علي لاريجاني” لرئاسة إيران عبر نافذة الانتخابات التشريعية

رأى العديد من المراقبون أنه في حال قرر لاريجاني دعم بعض المرشحين عبر تقديم قائمة انتخابية، فإنه سيمهد عملياً ظروف دخوله الانتخابات الرئاسية في العامين المقبلين.

ميدل ايست نيوز: مع بدء عملية تسجيل المرشحين للدورة الثانية عشرة لانتخابات البرلمان الإيراني، لم يعد أمام الشخصيات السياسية في البلاد متسع من الوقت لحجز مقعد في الانتخابات.

علي لاريجاني هو أحد الشخصيات السياسية البارزة الذي تترقب الأوساط الإيرانية منذ فترة طويلة خبر التحاقه بالحملة الانتخابية. لكن يبدو أن الأنباء تشير إلى أن لاريجاني قرر تقديم قائمة انتخابية بدلاً من المشاركة المباشرة في الانتخابات.

ووفقاً لهذه الأنباء، فقد ازداد عدد الزيارات لمكتب هذه الشخصية السياسية خلال الأسابيع الماضية، بمعنى أوضح، يبدو أن الأشخاص الذين يترددون إلى مكتبه يطالبون بطريقة ما بدعم من قبله لترشحهم للانتخابات البرلمانية. لذلك من المحتمل أن يقدم علي لاريجاني قائمة انتخابية في طهران ومدن أخرى.

وآنفاً، تكهنت وسائل الإعلام بأن علي لاريجاني يفضل إعداد قائمة انتخابية لشخصيات قريبة منه بدلاً من الدخول المباشر في الانتخابات وتمهيد الطريق لهم لكسب مقاعد في مجلس الشورى الإسلامي.

ويتضح من هذا السيناريو، أن علي لاريجاني والذي يشغل حالياً منصباً في مجلس تشخيص مصلحة النظام، سوف يعد نفسه “للانتخابات الرئاسية الإيرانية” لعام 2025، لأنه في حال فاز بمنصب الرئاسة، سيحتاج إلى جزء كبير من المقربين منه في البرلمان الإيراني بغرض مرافقته في مسيرة توليه حكم البلاد.

وأكد العديد من المراقبون صحة هذه النظرية، ورأوا أنه في حال قرر لاريجاني دعم بعض المرشحين عبر تقديم قائمة انتخابية، فإنه سيمهد عملياً ظروف دخوله الانتخابات الرئاسية في العامين المقبلين.

صحيحٌ أن الجميع ينتظر تأكيد هذه التكهنات، إلا أنه يمكن الإشارة إلى التصريحات الأخيرة لـ “محمود واعظي”، رئيس مكتب الحكومة الثانية عشر (حسن روحاني)، الذي رغم أنه نفى الشائعات بأن روحاني ولاريجاني قد يقدمان قائمة للانتخابات البرلمانية الثانية عشرة، إلا أنه أعلن في الوقت نفسه أن الحضور الانتخابي وأنشطة الأحزاب والشخصيات السياسية في الانتخابات مرهونة بالسياسات الانتخابية.

وعلى ضوء هذا، لا تزال الأنظار تترقب تقديم علي لاريجاني للقائمة الانتخابية كشحصية من أصحاب الثقل السياسي في البلاد. في غضون ذلك، ترتبط إحدى النقاط المهمة في مشاركة علي لاريجاني غير المباشرة في الانتخابات بعلاقاتها الوثيقة بـ “مجلس وحدة الأصوليين” ودعم هذا المجلس لمرشحي لاريجاني المعنيين.

وقام مجلس تحالف القوى الثورية، المعروف أيضًا باسم مجلس وحدة الأصوليين، في انتخابات 2021 الرئاسية، قام بطريقة ما بإخلاء الصفوف الخلفية لعلي لاريجاني كواحد من الشخصيات الرئيسية في التيار الأصولي، ودعم إبراهيم رئيسي، ما أدى لتغيير نتيجة الانتخابات بالكامل.

لذلك، رغم دور مجلس وحدة الأصوليين في إنعاش الانتخابات البرلمانية، إلا أنه لم يحدد بعد علاقته بعلي لاريجاني كشخصية أصولية بارزة، ولم يتضح إلى الآن ما إذا سيكون لاريجاني مكان في هذا المجلس أم لا.

لذلك يرى الكثيرون أنه إذا دخل لاريجاني الانتخابات البرلمانية بشكل غير مباشر، فإن هذا المجلس، أي تحالف القوى الثورية، سيسعى إلى تكرار أحداث 2021 مرة أخرى، ولهذا السبب يتوجب على لاريجاني في حال اتخذ قراره الانتخابي أن يوضح علاقته بهذا المجلس حتى لا تتكرر أحداث تلك العام.

واعتبرت صحيفة خراسان الإيرانية أن علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي السابق، يعتبر الشخصية الأكثر جدية في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، نظراً لترشحه في عام 2021 للانتخابات الإيرانية.

واكتشف لاريجاني عدم أهليته في رئاسة البرلمان الإيراني بعد نزاع جاد خاضه مع مجلس صيانة الدستور في البلاد.

وولد علي لاريجاني، عام 1957 في مدينة النجف الأشرف في العراق، منحدراً من التيار الأصولي، ويحمل شهادة الدكتوراه في الفلسفة الغربية من جامعة طهران، وهو صهر منظر الثورة الإسلامية ورجل الدين المعروف مرتضى مطهري الذي اغتيل في عام 1980 على يد مجموعة “فرقان” المعارضة.

إقرأ أكثر

الإعلام الإيراني يسلط الضوء على علي لاريجاني كشخصية مرتقبة لرئاسة إيران

 

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 + سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى