العواصف الغبارية تصل إلى شمال إيران وناشطون يصفون الأمر “بغير المسبوق”

كشفت وسائل إعلام إيرانية أن 60% من مساحة إيران معرضة لظواهر العجاج والغبار بدرجات متفاوتة واصفةً الأمر بأنه "حدث غير مسبوق".

ميدل ايست نيوز: كشفت وسائل إعلام إيرانية أن 60% من مساحة إيران معرضة لظواهر العجاج والغبار بدرجات متفاوتة واصفةً الأمر بأنه “حدث غير مسبوق”.

وقالت صحيفة هم ميهن، إنه عقب اجتياح الغبار الناعم لبعض مناطق الشمال وشمال شرق إيران، والذي بدأ يوم الجمعة الماضي، أعلن بعض المسؤولين الحكوميين أن مصدره هو “صحراء تركمانستان”، إلا أن بعض الخبراء رفضوا هذه التصريحات وخلصوا إلى أن جفاف الأراضي الرطبة الداخلية (المستنقعات) هو السبب وراء هذا.

ونشرت وسائل إعلام محلية ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، في الأيام الماضية، لقطات للعاصفة الترابية التي شهدتها المنطقة الشرقية من مازندران وجرجان والمناطق الشمالية من خراسان. ووصف بعض المواطنين هذه الظاهرة بأنها “غير مسبوقة” في هذه المناطق، فيما اعتبرها آخرون بأنها تشبه إلى حد كبير تلك العواصف في محافظة سيستان وبلوشستان.

وأعلن مدير عام الأرصاد الجوية في غلستان أن مصدر الغبار الناعم هو “صحراء تركمانستان”، وقال إن “مدن بندر تركمان وبندرغاز وجرجان وأجزاء من المناطق الشمالية عانت من هذه الظاهرة.

بدوره، أكد علي محمد طهماسبي بيرجاني، مستشار رئيس منظمة حماية البيئة وأمين مقر الغبار الوطني في إيران، أن مصدر الغبار الناعم هو تركمانستان، مضيفاً أنه “في تلك الأثناء تشكلت ظاهرة أخرى منشأها سمنان في تلك المحافظة (ويقصد مازندران) وقم وجنوب طهران، فضلاً عن تشكّل كتلة أخرى قادمة من العراق لتصيب أجزاء من الجنوب الغربي مثل سهل آزادكان وشوش وبعض مناطق محافظة إيلام.

وتختلف هذه الظواهر عن عواصف الغبار الواسع الذي غطى محافظة سيستان وبلوشستان وأجزاء من خراسان في الأسابيع الماضية. مع ذلك، يرى العديد من الخبراء والناشطين في مجال البيئة أن السبب الرئيسي لظاهرة الغبار والعجاج في إيران هو جفاف البحيرات الداخلية والمستنقعات والدول المجاورة، الأمر الذي أصبح أحد الأزمات البيئية الخطيرة في إيران في السنوات الأخيرة.

وقال الناشط البيئي محمد درويش: تتسبب عوامل مختلفة في تفاقم ظاهرة العجاج والغبار الناعم، بما في ذلك تغيير المسار الطبيعي للأنهار، مما يجعل مجاري الأنهار، وهي تحتضن معظمها مستنقعات وبحيرات صحراوية، مصدراً للغبار والعواصف الترابية”.

وإلى جانب جفاف بحيرة أرومية والتحذيرات من تحولها إلى “مستنقع كبير” نهاية سبتمبر الجاري، حذر الناشط البيئي محمد كهنسال في وقت سابق من أنه إذا استمر “فيضان مياه الصرف الصحي في المناطق الحضرية وازدياد الرواسب الناجمة عن تآكل التربة بسبب إزالة الغابات على نطاق واسع في السنوات الماضية، ستتحول منطقة أنزلي الرطبة إلى بركة معزولة وضحلة خلال خمس سنوات”.

وبالإضافة إلى التقارير الواردة عن الأوضاع الحرجة للغاية لمستنقع جاوخوني في أصفهان وهور العظيم في خوزستان، فإن المستنقعات الأصغر حجماً ليست في حالة جيدة أيضاً، إذ قال المدير العام لحماية البيئة في كرمانشاه منذ أيام، إن “المستنقعات في هشيلان في هذه المحافظة سوف تجف تماماً في غضون أيام قليلة”.

وعلى وقع هذا، دقت تقارير رسمية ناقوس الخطر من تقلص بحر قزوين وانخفاض منسوب المياه فيه في المستقبل القريب.

وأصبحت قضية جفاف البحيرات والأراضي الرطبة في إيران إحدى الأزمات البيئية الخطيرة في إيران في السنوات الأخيرة، وتصدرت عناوين الوكالات والصحف المحلية التي حذرت من تفاقم الأزمة ووصولها إلى مراحل لا يمكن السيطرة عليها.

ورداً على التحذيرات الجادة بشأن حالة تآكل التربة والآثار البيئية الناجمة عن جفاف البحيرات والمستنقعات، كثيراً ما يعلن المسؤولون في إيران أن مصدر التلوث الغباري هو عوامل أجنبية ودول مجاورة.

وفي هذا الصدد، يقول الناشط البيئي عباس محمدي: إن المشاكل البيئية في بلادنا أخطر مما نريد أن نعزوها ببساطة خارج الحدود.

ووصف هذا الخبير “سوء الإدارة” بأنه السبب الرئيسي لظاهرة الغبار وعواصف العجاج التي امتدت إلى أطراف البلاد الأربع، وأضاف: “سواء في مجال السياسة الداخلية أو في مجال السياسة الخارجية، فقد قمنا بإقحام أنفسنا في قضايا وملفات ليست وطنية في المقام الأول، وليس في مقدورنا وإرادتنا حلها ثانياً.

ومنذ أيام، احتج أهالي زابل شمال محافظة سيستان وبلوشستان على فشل سياسات الحكومة الإيرانية في التعامل مع أزمة الجفاف والعواصف الرملية والترابية و “عدم الوفاء في استيفاء حق البلاد في حصص المياه من هلمند”، وقالوا خلال تجمع لهم، إن ندرة المياه في هذه المنطقة دخلت مرحلة “حرجة للغاية”.

واحتج العديد من أهالي هامون ونشطاء البيئة وممثلين عن شمال سيستان وبلوشستان في البرلمان الإيراني في أبريل الماضي على “تقاعس وزارة الخارجية في إيران” والأجهزة الحكومية الأخرى فيما يتعلق باستيفاء حق البلاد في حصص المياه من هلمند.

وتواجه محافظة سيستان وبلوشستان وخاصة المدن الواقعة في شمالها مثل زابل وزهك وهامون وهلمند ونيمروز، أزمة مياه حادة، إلى جانب العواصف الترابية والغبار الناعم والرياح الموسمية التي تستمر 120 يوماً في هذه المنطقة.

إقرأ أكثر

العواصف الغبارية تفسد حلاوة الربيع في إيران على مدى عامين متتاليين

 

 

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − ثلاثة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى