إيران.. نقابات الفنانين توجه رسالة مفتوحة إلى وزير العلوم تنديداً بفصل أساتذة الجامعات
طالبت 12 جمعية فنية في إيران في رسالة مفتوحة موجهة إلى وزير العلوم بوقف عملية فصل الأساتذة من الجامعات وإلغاء التعليمات المتعلقة بحرمان الطلاب الجامعيين من الفصول الدراسية.
ميدل ايست نيوز: طالبت 12 جمعية فنية في إيران في رسالة مفتوحة موجهة إلى وزير العلوم بوقف عملية فصل الأساتذة من الجامعات وإلغاء التعليمات المتعلقة بحرمان الطلاب الجامعيين من الفصول الدراسية وتحسين الأجواء الأمنية وخلق مساحة آمنة للاحتجاجات داخل الحرم الجامعي.
ونقلت صحيفة اعتماد عن العلاقات العامة لدار الفنانين الإيرانيين قولها، وقّع دار المسرح، ودار السينما، ودار الموسيقى الإيراني، وجمعية الخطاطين الإيرانيين، وجمعية الشعراء الإيرانيين، وجمعية الرسامين الإيرانيين، وجمعية النحاتين الإيرانيين، وجمعية مصممي الجرافيك الإيرانيين، وجمعية المهندسين المعماريين إيران، وجمعية المصورين الإيرانيين، وجمعية الخزافين، وجمعية الأعمال التشكيلية الإيرانية، على رسالة المفتوحة موجهة إلى وزير العلوم في البلاد.
وأكدت هذه الرسالة المفتوحة المشتركة، التي نشرت مساء الجمعة، ضرورة “وقف عملية طرد الأساتذة” وإعادة الأساتذة المفصولين والموقوفين إلى الجامعات.
وفي رسالتها المفتوحة الموجهة إلى وزير العلوم، احتجت اثنتا عشرة نقابة للفنانين الإيرانيين على طرد عدد من أساتذة كلية الفنون الجميلة بجامعة طهران وجامعة هنر ومدن أخرى.
وشددت هذه الجمعيات في رسالتها على أن “أستاذ الفن هو نتاج سنوات من الدراسة والبحث والخبرة والحياة الفنية، وهو كيان لا يتم إنجازه بين عشية وضحاها بالحصص والريع والعمولات”، مضيفين أن “أساتذة الثقافة والفن ليس لهم بديل، فهم الأعضاء الأكثر تأثيرًا وأهمية في المجتمع الفني، وحماية حقوقهم هي المهمة الرئيسية للمنظمات الفنية”.
وأكدت هذه الرسالة المفتوحة الموجهة لوزير العلوم الإيراني “إلغاء التعليمات بشأن تعليق وفصل وحرمان طلاب الجامعة من التحصيل العلمي”. واعتبرت أن “طلاب الجامعات يدركون بوعي آلام مجتمعهم ويعتبرون المشاعر والعواطف الإنسانية من أهم اهتماماتهم”.
وشددت الرسالة المفتوحة على أن الجامعة تعتبر المؤسسة الأساسية للمجتمع المدني وأن جامعات الفنون يجب أن تكون ساحة لأقصى قدر من حرية التعبير، موضحةً أن تشجيع التفكير الحر واحترام التعددية والاعتراف بالآراء المختلفة والحقوق وحرية التعبير والاحتجاج المدني يجب أن تكون من بين المسائل البديهية داخل الحرم الجامعي.
ودعت هذه الرسالة المفتوحة في خطابها إلى محمد علي زلفي كل، وزير العلوم في حكومة رئيسي إلى “إعادة التفكير في طريقة إدارة الجامعات لأن إتاحة مساحة آمنة للحوار هي السبيل الوحيد لمنع العنف”.
وجاء في ختامها: نحن دور والجمعيات الأعضاء في دار الفنانيين الإيرانيين، نطالب بشدة بتحسين الوضع الأمني في الجامعات ووقف أعمال العنف وإلغاء جميع الأحكام الظالمة ورفع القيود عن الأساتذة والعمل على إعادتهم إلى الجامعة، وكذلك إزالة كافة القيود والحظر والغرامات المفروضة على طلاب الفنون.
وجاءت الرسالة المفتوحة لـ 12 جمعية فنية إيرانية بعد طرد ووقف تنفيذ عدد من أساتذة فروع الفنون والأدب والفلسفة من جامعات مختلفة، بما في ذلك جامعة “هنر” وكلية الفنون الجميلة وكلية الآداب بجامعة طهران.
ووفق ما أكدت عليه مجالس اتحاد الطلاب الإيرانية، فإن القائمين على جامعة طهران طردوا ما لا يقل عن 7 من أساتذة كلية الآداب في هذه الجامعة عن طريق حذفهم من قائمة الدروس المعروضة في منصة الجامعة.
وفي أحدث حالة، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن أستاذة في فنون المسرح في كلية الفنون الجميلة بجامعة طهران تم فصلها يوم الخميس من هذه الجامعة دون إشعار مسبق وفقط عبر مكالمة هاتفية.
وتفاعلت قضية طرد أساتذة جامعات في إيران، بدخول المزيد من المشرعين على خط السجال الدائر بشأن تغيير تركيبة الهيئات الدراسية قبل أسابيع من عودة الطلاب إلى صفوف الدراسة.
وقال عضو هيئة الرئاسة في البرلمان، أحمد نادري، إن «الموجة» التي أطلقتها وسائل إعلام حول فصل الأساتذة «لا صحة لها»، وقال: «يحاولون أن يمنحوه طابعاً أمنياً وسياسياً»، حسبما أوردت وكالة «أرنا» الرسمية.
وأضاف نادري: «لم يتم طرد أساتذة من الجامعات، إنما لم يتم تأكيد أهليتهم»، وأضاف: «أنا تلقيت تعليمي الجامعي في ألمانيا، شروط التعاون مع الأساتذة هناك على هذا النحو».
بدوره، شكك عضو لجنة الشؤون الاجتماعية، النائب علي أصغر عنابستاني، بتقرير نشرته صحيفة إيرانية عن طرد 58 أستاذاً على خلفية مواقفهم من الاحتجاجات الشعبية الأخيرة.
وقال عنابستاني لموقع «ديدبان إيران»، إنه «يجب على أساتذة الجامعات الولاء للجمهورية الإسلامية»، مضيفاً أن «الأساتذة الذين جرى فصلهم لا يتجاوز عددهم الستة أو السبعة»، مشدداً على أن ذلك «أمر روتيني».
من جانبه، قال رئيس لجنة الطاقة في البرلمان، النائب المتشدد فريدون عباسي، إن «الأساتذة يتم توظيفهم في الجامعات لكي يتقدموا بأهداف النظام». وأضاف: «على الأساتذة تعليم الطلاب وفقاً لأهداف النظام التعليمي، ومن أجل الأهداف التي يريد النظام (السياسي) تحققها».
ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن عباسي قوله: «يجب على الأساتذة والعلماء احترام حدودهم»، وأضاف: «عندما وافقوا على النشاط في جامعة ونظام بعقائد وآيديولوجية خاصة، يجب أن يقبلوا بالشرط والإطار الموجود».
وأضاف النائب أن «مؤامرات الأعداء تصبح أكثر تنظيماً وشدةً مع اقتراب موعد افتتاح الجامعات».
كان عباسي رئيساً لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية في زمن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ونجا من محاولة اغتيال.
وکانت وزارة الداخلية قد أصدرت بياناً زادت فيه من شبهات «الدوافع السياسية» لعملية فصل أساتذة الجامعات. وقالت الوزارة في البيان: «ما قامت به وزارة التعليم العالي ضد عدد من الأساتذة الذين عانوا من تراجع مستواهم العلمي، لكنهم لعبوا دوراً مهماً في العروض الإعلامية، يستند إلى المعايير القانونية وبالطبع المهمة الثورية للوزارة».