فنزويلا توقف استيراد مكثفات الغاز من إيران بعد اتفاق مع شيفرون الأمريكي

يبدو أن فنزويلا الحليف الأكبر لإيران خلال فترة العقوبات تتحضر لهجر طهران بعد تلميحات أمريكية اعتبرتها بشرة سارة لاقتصادها.

ميدل ايست نيوز: بعد أن أصدرت الخزانة الأمريكية ترخيصاً لشركة شيفرون لإنتاج النفط الخام في فنزويلا وتصديره إلى الولايات المتحدة، يبدو أن فنزويلا الحليف الأكبر لإيران خلال فترة العقوبات تتحضر لهجر طهران بعد تلميحات أمريكية اعتبرتها بشرة سارة لاقتصادها، فقد أوقفت استيراد مكثفات الغاز الإيرانية إلى كراكاس منذ صدور ذلك القرار، لترسل بذلك رسالة مباشرة إلى طهران مفادها أن أيام استبعاد إيران من سوق وارداتها خلال فترة العقوبات قد أتت.

وقالت صحيفة هم ميهن في مقال لها، إن شركة شيفرون الأمريكية الخاصة، والتي نشطت لعدة سنوات في مشروع بترومنغاس في فنزويلا وكانت تنتج ما يصل إلى 200 ألف برميل من النفط يوميا في فنزويلا وتصدره إلى شركات خاصة أمريكية ومصافي أمريكية، واجهت تحديات بعد فرض واشنطن عقوبات على فنزويلا.

بعد الحظر النفطي الفنزويلي في عهد ترامب، لم تعد شركة شيفرون قادرة على تصدير نفطها المنتج إلى الولايات المتحدة، مما تسبب في تراجع إنتاجها وانخفاض إنتاج فنزويلا النفطي الذي وصل في عام 2016 إلى 500-600 ألف برميل يومياً بعد أن كان حوالي 2.1 مليون برميل.

وآنفاً، عاود إنتاج النفط الخام في فنزويلا إلى الارتفاع مجدداً، بعد أن منحت الولايات المتحدة شركة شيفرون إعفاء لمواصلة أنشطتها في هذا البلد، ليصل إنتاج مشروع بترومنغاس في نهاية العام الماضي إلى 700-750 ألف برميل يومياً.

لا يسمح عادةً للشركة الوطنية الفنزويلية أن تحصل على أي عائدات من هذا المشروع، غير أنها تسعى بشكل غير مباشر وراء “شيفرون” كي تحقق المزيد من الأرباح وهذا يعني دفع المزيد من الضرائب للحكومة الفنزويلية.

ونظراً لكون النفط الذي تنتجه بترومنغاس وفنزويلا ثقيل جداً، يتعين على الأخيرة استيراد النفط الخفيف أو مكثفات الغاز والنفط الممزوج بالنفط الثقيل للغاية حتى يتمتع النفط المنتج بجودة أعلى ويمكن تصديره بسهولة أكبر أو استخدامه في مصافيها الخاصة.

في العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، دخلت إيران السوق  الفنزويلية وصدرت له البنزين للاستهلاك المحلي، وذلك بعد أن تعرضت المصفاة الفنزويلية للأعطال الذي سبب في تراجع إنتاجها من المحروقات. من ناحية أخرى، قامت إيران بتصدير مكثفات الغاز إلى فنزويلا، ليتم خلطها مع النفط الفنزويلي الثقيل للغاية، حتى تتمكن من إنتاج وتصدير النفط بسهولة أكبر.

وبحسب إحصاءات شركة كبلر التي تتعقب شحنات النفط العالمية، وصلت واردات النفط الخفيف للغاية ومكثفات الغاز والبنزين من إيران إلى فنزويلا إلى ذروتها في عام 2022. ووفق هذه الشركة، لم يكن لإيران أي صادرات إلى فنزويلا في الأشهر الستة الماضية، فشحنات مكثفات الغاز تلك وصلت إلى فنزويلا في مارس وأبريل كانت إيران قد أرسلتها قبل هذين الشهرين، ما يعني أن الأخيرة لم ترسل أي شحنة إلى فنزويلا منذ مارس.

جدير بالذكر أن فنزويلا استوردت في الأشهر الستة الماضية نحو مليون و370 ألف برميل من النفط من الولايات المتحدة، وتستورد شركة شيفرون كل هذه الكمية لأنشطتها الخاصة.

إذن، تمكنت واردات النفط التي تستوردها شركة شيفرون من أمريكا من الاستحواذ على حصة إيران في السوق الفنزويلية، لأن معظم صادراتها كانت في الغالب عبارة عن مكثفات الغاز، فالنفط الأمريكي في سوق فنزويلا يقوم بدور ما كانت تفعله مكثفات الغاز الإيرانية.

إقرأ أكثر

تصريح صادم: إيران لا تتلقى أي شيء مقابل صادراتها إلى فنزويلا

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد + 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى