هل تتأزم العلاقات الإيرانية السعودية باحتمال التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين؟
رأى خبير في الشؤون الدولية أن احتمالية وقوع حرب في البحر الأحمر ضئيلة نوعا ما، وما يحدث هو أن الولايات المتحدة وحلفائها يتطلعون إلى إنشاء تحالف دولي لتأمين الممرات الملاحية.
ميدل ايست نيوز: أثار احتمال القيام بعمل عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك في البحر الأحمر ضد اليمن العديد من المخاوف بين الدول العربية، لا سيما السعودية وقطر والإمارات. إلا أن النصيب الأكبر للمخاوف كان للسعودية، فهي تخشى أن يؤدي الهجوم على الحوثيين إلى خرق وقف إطلاق النار والتعطيل الجزئي للعلاقات مع إيران.
وقال رحمان قهرمان بور، الخبير في الشؤون الدولية، في مقابلة مع صحيفة انتخاب، حول احتمالية ازدياد التوترات في البحر الأحمر: منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، أصبحت المنافسة بين قطر والإمارات السعودية في البحر الأحمر تزيد يوما وراء يوم. فهذه الدول لا تتنافس فقط في منطقة البحر الأحمر، بل في أفريقيا أيضاً. فالإمارات والسعودية رغم العلاقات المتينة فيما بينهما إلا أنهما يختلفان في قضية اليمن، الأمر الذي ألقى بظلاله على سلامة الملاحة في بحر عمان والبحر الأحمر.
وأضاف: في السنوات القليلة الماضية، شكلت الإمارات أسطولاً بحرياً قوياً إلى حد ما لضمان أمن خطوط الشحن، وهي إجراءات شكلت فيما بعد أحد مبادئ السياسة الخارجية لدولة الإمارات. والآن أصبح لهذه الدولة وجود عسكري في جزيرة سقطرى لضمان أمن خطوط الشحن والتجارة في هذه المنطقة. كما تعد شركة ميناء دبي إحدى الشركات الرئيسية الموجودة في جيبوتي، حيث نفذت الإمارات أيضًا جزءًا من عملياتها ضد اليمن من هذه المنطقة. وعلى الرغم من ذلك فإن الدول العربية الثلاث لديها إجماع على ضمان الأمن في البحر الأحمر، لأن التهديد الأمني في تلك المرحلة من شأنه أن يقلل من دخل الدول الثلاث.
وحول مواقف كل من الدول الثلاث الإمارات وقطر والسعودية بشأن التوترات في البحر الأحمر، قال هذا الخبير: قطر بالتأكيد ضد أي عمل عسكري ضد الحوثيين. فهي تتمتع بعلاقات وثيقة مع إيران وحماس، وبما أن جماعة أنصار الله اتخذت هذه الإجراءات لدعم فلسطين، فمن غير المرجح أن توافق قطر على عمل عسكري ضدهم.
وأكد قهرمان بور، أنه بعد استئناف العلاقات الإيرانية السعودية، قامت الأخيرة نفسها بعقد سلام مع الحوثيين، ما يعني أن أي حرب أمريكية إسرائيلية تستهدف هذه الجماعة قد تعطل وقف إطلاق النار. وعليه، فإن الرياض لا ترغب في حدوث حرب بين أنصار الله وأمريكا.
وأكمل في نفس السياق: يرى الأميركيون أن مهاجمة أنصار الله لا تضر باتفاقية وقف إطلاق النار مع السعودية. الإماراتيون لديهم مواقف مبهمة. وعلى صعيد المعادلات الداخلية في اليمن، فإن الإمارات تؤيد إضعاف أنصار الله، بينما هي أيضاً تؤيد إضعاف السعودية هناك، لكنها تعلم أنها خارج اللعبة. قد لا يدعم الإماراتيون العمل العسكري ظاهرياً، لكنهم خلف الكواليس يدعمون أي عمل يضعف أنصار الله.
وتحدث الخبير في الشؤون الدولية عن وضع البحر الأحمر وأفريقيا بعد العمل العسكري الأمريكي المحتمل: الضلع الغربي من البحر الأحمر يعتبر منطقة هشة. ففي العقود الماضية، كثر الحديث عن الانتشار الكثيف للقراصنة في هذه المنطق. والآن هناك حكومتان في الصومال. وفي إثيوبيا، تخوض الحكومة المركزية حرباً مع مقاتلي التيغاري. الخلافات بين إريتريا وإثيوبيا في أوجها، أما جيبوتي فهي تحتضن الكثير من القواعد العسكرية للدول الغربية نظرا لموقعها المؤثر في الأمن البحري. وأخيرا يشهد السودان أيضًا حربًا أهلية في الشمال ويختلف مع مصر بعدة قضايا.
وتابع: لسوء الحظ، فإن هذه المنطقة هشة للغاية من حيث الأمن ولديها القدرة على خلق حالة من انعدام الأمن، وقد أدت المنافسة بين قطر والسعودية والإمارات إلى اشتداد هذه المنافسة وأضرت أيضاً بإيران وحدت من وجودها في تلك المنطقة. ومن ناحية أخرى، تحتاج السعودية لتحقيق أهدافها الاقتصادية إلى بحر أحمر هادئ، لأنها انعدام التوتر يعني توسيع وتنشيط الحركة السياحية أكثر وبالتالي حتى تتمكن من بناء جزر اصطناعية هناك. هدوء البحر الأحمر لا يمكن تحقيقه إلا مع هدوء الأوضاع في اليمن؛ ولذلك فإن السعودية تشعر بقلق بالغ من تصاعد الصراعات في البحر الأحمر.
ويرى قهرمان بور، أن “احتمالية الصراع ضئيلة نوعا ما، وما يحدث هو أن الولايات المتحدة وحلفائها يتطلعون إلى إنشاء تحالف دولي لتأمين الممرات الملاحية. ومع هذا، في حدث تفاقمت الأوضاع وحدث صراع عسكري، فإن إيران والسعودية ستمارسان ضبط النفس ولن تنخرطا في أجواء تضر بعلاقاتهما”.
إقرأ أكثر
السعودية ومصر والإمارات.. لماذا نأت بنفسها عن “حامي الازدهار” في البحر الأحمر؟