هل تصبح سورية ساحة مواجهة إيرانية إسرائيلية؟

فتح مقتل أبرز قياديي الحرس الثوري الإيراني في سورية بضربة جوية إسرائيلية، قرب دمشق، الباب مجدداً، أمام احتمالات تصعيد عسكري بين تل أبيب وطهران في الجنوب السوري.

ميدل ايست نيوز: فتح مقتل أبرز قياديي الحرس الثوري الإيراني في سورية، رضي موسوي، الاثنين الماضي، بضربة جوية إسرائيلية، قرب دمشق، الباب مجدداً، أمام احتمالات تصعيد عسكري بين تل أبيب وطهران في الجنوب السوري، على الرغم من حرص النظام السوري على النأي بنفسه عما يجري في قطاع غزة تفاديا للعواقب، مكتفياً بالبيانات إثر كل قصف إسرائيلي لأهداف داخل سورية.

وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي سقوط طائرة مسيّرة مفخخة مساء الأربعاء في هضبة الجولان المحتلة انطلقت من سورية، مشيرة إلى أنه للمرة الأولى منذ بداية الحرب على غزة، تنطلق مسيّرة مفخخة من سورية باتجاه هضبة الجولان. وأضافت أن المسيّرة خلّفت أضراراً بأحد المباني، دون وقوع إصابات.

وتبنى فصيل “المقاومة الإسلامية في العراق” (تجمع يضم فصائل عراقية موالية لإيران)، مساء الأربعاء، عملية استهداف مركز “تجسس فني” جنوب مستوطنة “إيلي عاد” الإسرائيلية جنوبي الجولان. وقال الفصيل إن الهجوم جاء “نُصرةً لأهلنا في غزة، ورداً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ”، مؤكداً أنه سيستمر “في دكّ معاقل العدو”.

وجاء الهجوم بعد أن لقي القيادي في الحرس الثوري الإيراني سيد رضي موسوي مصرعه، الاثنين الماضي، بغارة جوية إسرائيلية في منطقة السيدة زينب على أطراف دمشق. وكان موسوي وهو المسؤول عن “تنسيق التحالف العسكري” بين النظام السوري وإيران، يعد من أبرز قياديي الحرس الثوري في سورية والأهم الذي يُغتال بعد قائد “فيلق القدس” السابق الجنرال قاسم سليماني الذي قتل بغارة أميركية قرب مطار بغداد مطلع عام 2020.

وتوعد كل من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والحرس الثوري بأن “الكيان الصهيوني سيدفع ثمن الجريمة”، في إشارة إلى مقتل موسوي، فيما قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في منشور على منصة “إكس”، إن رضي موسوي، قاتل لسنوات إلى جانب قاسم سليماني “لأجل أمن إيران والمنطقة”.

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية في حكومة النظام السوري في رسالة إلى كل من الأمانة العامة للأمم المتحدة ورئاسة مجلس الأمن، أن القتيل كان المستشار العسكري في السفارة الإيرانية في دمشق، مطالبة مجلس الأمن بـ”تحمل مسؤولياته في وضع حد للسياسات العدوانية الإسرائيلية التي تنذر بإشعال المنطقة وتدفعها نحو تصعيد شامل يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي”.

وشارك مسؤولون سياسيون وعسكريون كبار من النظام السوري في مراسم تأبين موسوي، الأربعاء، في دمشق، قبل نقل جثمانه إلى إيران. ونشرت وسائل إعلام إيرانية صوراً وتسجيلات مصورة لوزير خارجية النظام فيصل المقداد، ورئيس “مكتب الأمن الوطني” علي مملوك، في مراسم التأبين، إضافة إلى عدد كبير من المسؤولين في حكومة النظام.

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نأى النظام السوري بنفسه عما يحدث، ما خلا البيانات الإعلامية، على الرغم من القصف الإسرائيلي المتكرر على مواقع يُعتقد أنها تابعة للحرس الثوري الإيراني في العمق السوري، فضلاً عن قصف مطاري دمشق وحلب الدوليين ما أدى إلى خروجهما عن الخدمة أكثر من مرة، في رسالة تحذيرية مباشرة للنظام كي يكبح جماع مليشيات إيرانية تسانده.

الجنوب السوري لن يكون ساحة قتال

ويبدو أن النظام ليس له قرار على هذه المليشيات التي تنشط في جنوب سورية حيث تطلق بين وقت وآخر قذائف باتجاه الجولان السوري فتُقابل برد فوري من الجيش الإسرائيلي على الرغم من أن الهدف منها إعلامي لا أكثر حيث لم يسبق أن أفضت إلى مقتل أو إصابة أحد في صفوف الاسرائيليين.

وللحرس الثوري الإيراني حضور عسكري كبير وواسع النطاق في الجنوب السوري خصوصاً في ريفي دمشق ودرعا غير بعيد عن الحدود السورية مع هضبة الجولان المحتلة. ولطالما قصفت تل أبيب مواقع لهذا الحرس خصوصاً في محيط العاصمة دمشق، حيث تتخذ المليشيات الإيرانية من الفرق العسكرية والألوية التابعة للنظام أماكن تمركز ومعسكرات تدريب ومستودعات تخزين عتاد.

وأعرب مدير الدراسات في مركز “أبعاد”، محمد سالم عن اعتقاده أن سورية “لن تكون ميداناً للردود المتبادلة بين الطرفين” (إسرائيل وإيران)، مضيفاً: “أعتقد أن إيران لن ترد بشكل قوي على مقتل موسوي بل ستبقى على نهجها في امتصاص الضربات واللكمات بدون ردود قوية كما فعلت عندما تم اغتيال سليماني من قبل الولايات المتحدة مطلع عام 2020”.

وتابع: “يبقى الرد الايراني في حدود قواعد الاشتباك المتفق عليها مع الولايات المتحدة بحيث لا تؤدي إلى صراع كبير، ولكن يمكن أن تزيد إيران من بعض عمليات حزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية”.

ومتفقاً مع سالم، رأى المحلل العسكري عبد السلام عبد الرزاق، أنه “لا يوجد أي احتمال لتصعيد إيراني ضد تل أبيب انطلاقاً من الأراضي السورية”، مضيفاً أن “موضوع الاستهداف لشخصيات وأهداف عسكرية إيرانية مستمر منذ زمن، خصوصاً في سورية، التي أصبحت ساحة حرب إقليمية وعالمية”.

وتابع: “هناك شبه اتفاق ضمني للحفاظ على نظام بشار الأسد بين جميع المحاور، لذلك لم نشهد أي تحركات من جبهة سورية الباردة منذ 50 عاماً”.

ورأى أن “الرد الإيراني ربما يكون عبر الحوثيين في اليمن أو من خلال مسرحية متفق عليها مع الأميركيين كما حدث بعد مقتل سليماني والتي كشف تفاصيلها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أخيراً“، وفق تعبيره.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى