كم تنفق أسرة مكونة من أربعة أفراد في إيران لتوفير موادها الغذائية شهرياً؟

تنفق الأسرة الإيرانية المكونة من أربعة أفراد 65% من دخلها الشهري لتوفير سلة من الحد الأدنى من المواد الغذائية.

ميدل ايست نيوز: يظهر تحليل إحصاءات التضخم الغذائي في إيران خلال ديسمبر من عام 2023، أنه سيتعين على الفرد العامل الذي يرأس أسرة مكونة من 4 أفراد إنفاق حوالي 65% من دخله لتوفير سلة غذائية من الحد الأدنى من المواد الغذائية التي يستهلكها أفراد أسرته.

وشهدت هذه النسبة، وفق تقرير لصحيفة دنياي اقتصاد، اتجاها تصاعديا خلال السنوات الماضية، مما يدل على أن تصاعد التضخم وسياسات الدعم غير الصحيحة قد تسببت في اتساع الفجوة أمام رفاهية الأسرة الإيرانية. ونشأ هذا الاتجاه في السنوات الأربع الماضية بسبب بقاء تضخم المواد الغذائية مرتفعا وبقاء الحد الأدنى للأجور منخفضا مقارنة بالتضخم.

وبناء على سلة الأصناف التي خصصتها وزارة الرفاه لتوزيع السلع المدعومة، فقد قامت بقياس تكلفة إعداد هذه السلة خلال السنوات الماضية بناء على الأسعار المعلنة من قبل مركز الإحصاء. ويظهر هذا المسح تراجع قدرة العمال على توفير الحد الأدنى من ضروريات أسرهم خلال السنوات الماضية.

وفي عام 2023، بلغت تكلفة السلعة المكونة من الأصناف البروتينية ومنتجات الألبان والأرز والزيت والسكر لعائلة إيرانية مكونة من أربعة أفراد نحو 5 ملايين و640 ألف تومان، علماً أن الحد الأدنى لأجور العامل المتزوج ولديه لطفلين لم يتجاوز الـ 8 ملايين و580 ألف تومان.

وبفحص نسبة تكلفة شراء هذه المواد إلى الحد الأدنى للأجور، يتبين أن العامل المتزوج ولديه طفلين يجب أن ينفق 65% من راتبه على شراء سلة من الحد الأدنى من المواد الغذائية التي يحتاجها. وهي حالة تعد أفضل بقليل مما كانت عليها الأوضاع في السنوات الماضية.

على سبيل المثال، في عام 2022، بلغت التكلفة الإجمالية لإعداد هذه الأصناف ثلاثة ملايين و931 ألف تومان وكان الحد الأدنى للأجور حينها لرب الأسرة المكونة من أربعة أفراد ستة ملايين و725 ألف تومان، مما يدل على أن هذه الأسرة كانت تنفق 58% من دخلها لإعداد السلة. وفي عام 2021 و2020 بلغت هذه النسبة 49% و52% على التوالي.

وتزداد أهمية هذه المسألة عندما نعلم أن هذه التكلفة لم تستخدم إلا لإعداد الحد الأدنى من المواد الغذائية، وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي أيضا حساب تكلفة السكن وغيرها من التكاليف الضرورية للحياة، والتي أضفت بالتدريج طابعا مقيتا على الرفاهية حيث قلت نسبة السفر والترفيه والسعادة لدى العائلات الإيرانية.

وتظهر مراجعة لإحصائيات أخرى سبق أن نشرها مركز الإحصاء الإيراني، أن كمية استهلاك الأسر الإيرانية في صيف عام 2023 سجلت رقما قياسيا ووصلت إلى أعلى مستوياتها.

قد يظن البعض أن زيادة نفقات الأسرة الإيرانية قد تعني ارتفاع مستوى الرفاهي، ولكن في الواقع، وبسبب تصاعد التضخم خلال السنوات الماضية، يضطر الناس إلى دفع المزيد من الأموال للحصول على ذات السلعة من الأصناف المطلوبة. لذلك، لا يمكن أن نستنتج من ذلك أن مستوى رفاهية الأسر الإيرانية قد ارتفع.

لماذا لم يكن الدعم مفيدا؟

يتساءل الكثيرون عن أسباب تراجع معدل رفاه الأسر الإيرانية في السنوات الأخيرة، فمن ناحية يرى الخبراء أن الحالة غير المواتية للاقتصاد الكلي للبلاد والمتأثرة بالسياسات الداخلية والقيود الخارجية والحظر الأجنبي سبب جذري في هذا الصدد، ومن ناحية أخرى أكدوا أن عدم كفاءة سياسات الدعم التي تم تنفيذها خلال هذه الفترة والبرامج والخطط التي تم تنفيذها حتى الآن من قبل صانع السياسة لتحسين رفاهية الأسرة لم تجد نفعا وفشلت في الوصول إلى هدفها.

ويبدو أن معدل التضخم قد ابتعد في السنوات الأخيرة عن متوسط ​​السنوات السابقة ووصل إلى مستويات أعلى. بمعنى آخر، إذا كان التضخم عند مستوى 20% في العقد السابق، فقد ارتفع هذا الرقم إلى مستوى 40% في السنوات الخمس الماضية، وقد تسبب هذا في مواجهة العديد من الأسر ذات الدخل المنخفض تحديًا كبيرًا في تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات مثل الغذاء أو السكن.

إقرأ أكثر

ما هي تكلفة وجبة الطعام لأسرة مكونة من 4 أشخاص في إيران؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى