اللحظة التاريخية تقترب.. مهلة قليلة لطهران أمام زلزال مدمر
يقول علماء الزلازل إن الساعة التاريخية لانفجار صدوع طهران قد اقتربت، والحل الوحيد هو تجديد الهياكل والبنى المتهالكة.
ميدل ايست نيوز: يقول علماء الزلازل إن الساعة التاريخية لانفجار صدوع طهران قد اقتربت، والحل الوحيد هو تجديد الهياكل والبنى المتهالكة، الشيء الذي لا تقدر عليه الحكومة والبلدية.
وبحسب آخر إحصائيات مجلس مدينة طهران حول البنى المتهالكة في طهران، يوجد حاليًا 4420 هكتارًا من البنى المتهالكة في طهران، والتي تضم 7% من المدينة ويعيش هناك 37% من سكان طهران.
وكشف محمد آقاميري، رئيس لجنة البناء بمجلس مدينة طهران، مؤخرا عن إحصاءات أخرى. وقال إنه عندما يقع زلزال في طهران، ستواجهنا أزمة 20 مليون فأرا ضارا. وتأتي هذه التصريحات في سياق الإعلان مراراً وتكراراً عن أن مستوى مقاومة المنازل المهترئة في العاصمة لا يزيد عن خمسة أو ستة ريختر.
ويقول الخبراء إن طهران ليس لديها القدرة على التعامل مع زلزال بهذا المستوى من الهياكل المهترئة، مؤكدين أن خطط الحكومة والبلدية لإعادة بناء هذه البنى لن تودي بنتيجة، مع العلم أن التقديرات تشير إلى أن ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين شخص سيقتلون في حال وقع زلزال في طهران.
ويعتبر خبراء الزلازل أن الهياكل المتهالكة هي كالعقب الأخيل في طهران. حيث حذر علي بيت اللهي، رئيس قسم الزلازل في مركز أبحاث الطرق والتنمية الحضرية، مرارا وتكرارا من الأضرار المحتملة الناجمة عن الزلزال في طهران.
ويقول في مقابلة مع صحيفة هم ميهن، إننا في طهران نواجه شكلين رئيسيين من الهياكل المتهالكة: الأول هو موقع هذه الهياكل الخطير للغاية، والثاني يتعلق بعملية التجديد البطيئة وتقوية الهياكل المتهالكة.
يضيف بيت اللهي: من بين نحو مليون لوحة ترخيص رسمية للمنازل في طهران، هناك ما يقرب من 250 ألف لوحة مهترئة. في المجمل، يعيش 37% من سكان مدينة طهران في مثل هذه الهياكل المتراكمة والكثيفة وغير القابلة للاختراق. يعني أن المعابر الضيقة، ستصعب من عمليات الإغاثة في حال حدوث أي زلزال وستزيد من أعداد الضحايا.
وأردف: سيكون عدد السكان في هذه المباني ونوعية بنائها وعدم استقرارها مشكلة كبيرة في حال وقوع زلزال في طهران. في مثل هذه السياقات، بالإضافة إلى عدم إمكانية تقديم المساعدة، يجب أيضًا مراعاة المخاطر الثانوية مثل أنابيب الغاز والمخاطر الناجمة عن الحرائق.
بدوره، يقول أمير منصوري، الأستاذ في جامعة طهران ورئيس معهد أبحاث الهندسة المعمارية والتخطيط العمراني، إن الحكومة لا تستطيع تحمل عبء تحسين هياكل طهران المتهالكة وعليها التحرك في أسرع وقت ممكن، موضحا أن دورة “دورة الزلازل التي تزيد قوتها عن ستة ريختر ونصف في طهران تحدث تقريبًا مرة واحدة كل 150 عامًا، وقد مضى حوالي 120 عامًا على آخر زلزال بهذا الحجم. ولذلك فإن الساعة التاريخية لانفجار صدوع طهران قد اقتربت، والحل الوحيد هو تجديد الهياكل والبنى المتهالكة، الشيء الذي لا تقدر عليه الحكومة والبلدية.
يواصل منصوري حديثه: من ناحية أخرى، فإن خطر وقوع زلزال ووفاة ثلاثة إلى خمسة ملايين شخص في زلزال طهران يتطلب أن تكون لدينا خطط لذلك. أكبر ضحايا الزلزال القادم ستكون في الهياكل المهترئة لهذه المدينة مثل المدارس والمستشفيات والجسور والمرافق الحضرية، وما إلى ذلك. بالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي أن ننسى الأحداث التي ستتبع هذه الظاهرة، مثل الأمراض وغزو الفئران والتلوث والصرف الصحي، لكن موجة الأضرار الأهم المتوقعة في زلزال طهران المحتمل هي تسونامي القتل الذي سيحدث لسكان المباني المهترئة.
وأشار هذا الخبير إلى العدد التقديري لضحايا زلزال طهران، فقال: لدينا العديد من الدراسات العلمية الموثوقة في هذا المجال في إيران، أهمها ما يتعلق بمركز الأبحاث الياباني والذي توقع أن نحو ثلاثة ملايين شخص قد يقتلون في حال وقع زلزال في طهران.
وواصل: قدم معهد أبحاث الزلازل والهلال الأحمر في البلاد توقعات مماثلة. وأساس هذه الإحصائية هو عدد سكان هياكل طهران المتهالكة. ففي طهران يوجد 14 ألف و500 هكتار أي ما يعادل 145 كيلومتراً مربعاً من الهياكل غير المستقرة، وهي مرتبطة بالبيوت التي تفتقر إلى الهياكل المقاومة والمبنية بجدران استنادية.
وقال: إذا اعتبرنا أن عدد سكان طهران هو 10 ملايين نسمة، فهذا يعني أن 5.5 مليون شخص يعيشون في هذه الـ 145 هكتاراً، وبالطبع هذا فقط عدد أولئك الذين ستدمر منازلهم. ونتيجة لذلك، فإن عدد القتلى الذي يتراوح بين ثلاثة وخمسة ملايين شخص يبدو واقعياً.
واختتم مصرحا: تخطط بلدية طهران لإعادة بناء هذه الهياكل عبر الحصول على مساعدة من القطاع الخاص الصيني، وهو ما تم اقتراحه في الأشهر الأخيرة لكن لا يوجد حتى الآن الكثير من التفاصيل حوله. ما نعلمه عن دخول الصين سوق الإسكان في طهران هو أن الشرط الأول هو نقل تكنولوجيا البناء والشرط الثاني هو توفير 80% من الموارد المالية التي في حال قبولها ستصل إلى مرحلة التفاهم والتعاقد. لكن إلى الآن لا يوجد أي خبر عن دخول الصين، فمن المقرر أن يبني الصينيون 200 ألف وحدة سكنية في هيكل طهران المتهالك.