من الصحافة الإيرانية: مخاوف إيران من “ممر زنغزور”

تتطلع روسيا إلى أن يكون الإشراف على زنغزور في أيدي قواتها الحدودية من حيث التفتيش وإحلال الأمن، لاسيما وأن أمن الحدود الإيرانية الأرمنية باتت اليوم في عهدة القوات الروسية.

ميدل ايست نيوز: قال عضو في المجلس العلمي لمعهد إيران وأوراسيا عن الخلافات حول ما تسميه جمهورية أذربيجان بـ “زنغزور الغربي” إن الأخيرة تقول إنه ليس لديها أي مطالبات إقليمية في هذه المنطقة وتريد فقط إقامة اتصال بري مع ناختشيفان، مؤكدا أن الروس يتطلعون إلى أن تكون السيطرة على زنغزور في أيدي قواتهم الحدودية من حيث التفتيش والأمن، لاسيما وأن أمن الحدود الإيرانية الأرمنية باتت اليوم في عهدة القوات الروسية.

وخلال حديث لصحيفة دنياي اقتصاد، أكد ولي كالجي أن “جمهورية أذربيجان تشترط وجودها أو وجود الروس على الحدود وترفض بشكل مطلق أن يكون لأرمينيا دور في هذه المنطقة”.

يقول هذا الباحث في قضايا القوقاز فيما يتعلق بالفقرة التاسعة من اتفاق وقف إطلاق النار في كاراباخ لعام 2020: تأخذ الفقرة التاسعة في الاعتبار أن ربط طرق النقل يجب ألا يؤدي إلى تغيير الحدود الدولية وتهديد أو إغلاق الحدود المشتركة بين إيران وأرمينيا. لا تواجه إيران مشكلة في الوصول إلى هذا الممر، بل تتلخص مشكلة إيران في أن الحكومة الأرمينية عندما لا تسيطر على هذا الممر ولا تستطيع ممارسة السيادة وعمليات التفتيش اللازمة فإن هذا الأمر يخلق مخاوف في وقت تتواجد فيه تركيا خلف ناختشيفان. لأنه ليس مستغربا أن تصبح هذه المنطقة ممراً عسكرياً. ففي ظل هذا ماذا ستكون المهمة؟

يضيف كالجي: تقع منطقة سيونيك (زنغزور) بين 40 و50 كيلومترًا، فإذا جاء جيش من ناختشيفان وجيش من جمهورية أذربيجان إلى هناك، فيمكنهما الاستيلاء عليها في يوم واحد.

ويرى الخبير الإيراني أن المخاوف الرئيسية لإيران تأتي من نوايا أذربيجان بإدراج مصطلحي زنغزور الغربي والشرقي ومن ثم تحويلهما إلى منطقة واحدة.

شروط إيران لإحداث الممر

وعن الوقت الذي لن تعارض فيه إيران افتتاح هذه الممر، يقول كالجي: إذا تقرر إنشاء ما يسمى بممر زنغزور تحت السيادة الأرمينية ووضع نقاط تفتيش خاصة لهذا البلد في هذا الممر، فمن المحتمل ألا تعارض إيران هذه الخطوة، فضلا عن أنها تعارض اسم زنغزور.

وواصل: تؤيد إيران ربط خطوط الاتصالات والمواصلات في المنطقة وليس لديها مشكلة في هذا الأمر، لكنها لن تقبل بهذا الربط تحت اسم ممر زنغزور الذي لم يرد ذكره في اتفاق ناغورنو كاراباخ الثلاثي لوقف إطلاق النار لعام 2020. في هذه الاتفاقية، استخدمت كلمة “الممر” مرة واحدة فقط، وهي “ممر لاتشين” الذي كان يقع بين كاراباخ وأرمينيا، ولم يعد موجودا اليوم.

وأوضح عضو المجلس العلمي لمعهد إيران وأوراسيا: طالما أن حكومة أرمينيا المضيفة لا تسيطر على هذا الممر، فإن العواقب ستكون وخيمة. وفي الوقت نفسه، هناك مخاوف تسيطر على الأجواء مع الأخذ في الاعتبار التهديدات القادمة من باكو والخرائط المنشورة في أذربيجان وتركيا، والتي تظهر هذه المنطقة كقطعة واحدة مع ناختشيفان وتؤكد على غرب وشرق زنغزور.

أراس لن يحل محل زنغزور

وتطرق الخبير الإيراني إلى ملف تأسيس ممر أراس وإمكانية استبداله بممر زنغزور وقال: بعد استيلاء القوات الأذربيجانية على ناجورنو كاراباخ في سبتمبر 2023، اتفقت إيران وأذربيجان على طريق ترانزيت يربط أذربيجان بناختشيفان عبر إيران في 9 أكتوبر 2023.

وأردف: من المفترض أن يمر هذا الممر المسمى “أراس” عبر محافظة أذربيجان الشرقية ويربط قرية آقبند في الركن الجنوبي الغربي من منطقة زنجيلان بمدينة أردوباد في جنوب ناختشيفان. ومن خلال الالتفاف على أرمينيا، يمكن لممر أراس أن يكون بديلاً لممر زنغزور مع إمكانية تقليل مخاوف إيران بشأن حدودها المشتركة مع أرمينيا.

ولفت كالجي إلى أنه كان من المفترض أن يحل هذا الممر محل ممر زنغزور، لكن كان من الواضح تقريبا منذ البداية أن هذا لن يحدث، وحتى لو تم افتتاح ممر الترانزيت هذا، فإن جمهورية أذربيجان لن تتخلى عن زنغزور.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى