هل يتجه المجتمع الإيراني منحى “الهندي” من حيث الفجوة بين الفقير والغني؟

لعبت عوامل مختلفة في السنوات الأخيرة في خلق قطبية ثنائية في اقتصاد المجتمع الإيراني، وعلى وجه التحديد بين الأغنياء والفقراء.

ميدل ايست نيوز: لعبت عوامل مختلفة في السنوات الأخيرة في خلق قطبية ثنائية في اقتصاد المجتمع الإيراني، الأمر الذي تسبب في نمو مضاعف لقطبي “الأغنياء” و”الفقراء”، وكأن الطبقة “الوسطى” لم تعد لها صاحبة كلمة في الانقسامات الاجتماعية والاقتصادية بل وتتجه نحو الزوال.

وسبق أن كتب عضو مجلس إدارة جمعية أصحاب الفنادق الإيرانية في هذا الصدد على حسابه في إكس (تويتر سابقا): كانت الفنادق من فئة 4 و 5 نجوم والفيلات الكبيرة وباهظة الثمن ممتلئة تمامًا خلال العطلة الأخيرة، أما الفنادق من فئة 1/2/3 نجوم والفيلات المتوسطة والرخيصة كانت شبه فارغة. لم تعد هناك شريحة وسطى في المجتمع.

وفي هذا الصدد، قال مرتضى خاكسار، الخبير في اقتصاديات السياحة والباحث والأستاذ الجامعي، في حديث لوكالة خبر أونلاين: بالنظر قليلا إلى الإجراءات والسياسات الخاطئة التي اتبعت في البلاد في السنوات القليلة الماضية، يبدو أننا لم نتمكن حتى الآن من توفير الرعاية الاجتماعية وأساس العدالة بين المجتمع بطريقة تجعل المجتمع العام يمتلك الحد الأدنى من خدمات المعيشة. يمكن أن تصبح هذه العدالة الاجتماعية ممكنة في حال أنفقناها في أبجدية الرغبات والمطالب.

ويوضح خاكسار سبب الإقبال على حجز فنادق الأربع والخمس نجوم خلال العطلات الأخيرة على النحو التالي: كانت سعة هذه الفنادق ممتلئة إلى حد ما في الأشهر الستة الماضية، لأن هناك من لديه القدرة المالية في إيران على حجز أماكن إقامة باهظة الثمن، ولكن هذا ليس سوى وجه واحد من العملة، فالوجه الآخر يخبرنا أن بعض الإيرانيين ليسوا فقط غير قادرين على حجز هذه الفنادق، بل وضعهم المالي لا يسمح لهم حتى باستئجار الفنادق الرخيصة. وهو ما يدفعهم لعدم السفر أو الإقامة في خيم في الحدائق، وهو ما أدى بدوره إلى بقاء سعة الفنادق من فئة 1 و 2 و 3 نجوم فارغة خلال العطلات الأخيرة.

من ناحيته، يقول الدكتور غلام حيدر إبراهيم باي سلامي، عالم الاجتماع السياحي، لهذه الوكالة، في معرض تشخيصه لهذه الظاهرة: أدت السياسات والتخطيط الخاطئ في إيران إلى انخفاض قيمة العملة الوطنية وارتفاع مستوى الفقر والبؤس في المجتمع. وقد تدفع هذه الأوضاع المجتمع الإيراني نحو “الهندنة” (ويقصد أن يصبح الإيرانيون في الفقر والتشرد كما المجتمع الهندي) وقد رأينا ونشهد أمثلة على هذه العملية في السنوات الأخيرة. التخييم في الحدائق أو البقاء على جوانب شوارع المدن السياحية أثناء الرحلات العائلية هو إحدى هذه الحالات. وحتى التحول إلى الدراجات النارية، بدلاً من استخدام سيارات مناسبة أو حتى باهظة الثمن، يجعل صورتنا الحضرية مشابهة لشوارع الهند، حيث يفوق عدد سائقي الدراجات النارية عدد راكبي السيارات.

وعن تراجع الطبقة الوسطى في تصنيف الشرائح الاجتماعية يقول: إنها حقيقة لا يمكن إنكارها، فالفجوة بين الأغنياء والفقراء في بلادنا أكثر مما نتصور وطبيعة الطبقة الوسطى آخذة في التلاشي، ومؤشرات معامل جيني تظهر هذه الحقيقة بوضوح.

وأشار خاكسار أيضاً إلى أنه “خلال العقد الماضي تزايدت الأقلية الغنية في المجتمع الإيراني واقتربت الطبقة الوسطى من الطبقة الفقيرة بشكل لا يستهان به، لدرجة أنه يمكن القول اليوم أن الطبقة الوسطى اختفت تماما من تقسيمات المجتمع. وهذه القطبية الثنائية بين الفقراء والأغنياء هي نتيجة للتفكير الخاطئ والتخطيط غير العلمي في الاقتصاد.

المرتبة الخامسة لإيران في السياحة البيئية العالمية

تتمتع صناعة السياحة في إيران بقدرات عالية جدًا على النمو والتوسع. وبحسب تقرير منظمة السياحة العالمية، تحتل إيران المرتبة العاشرة في المعالم القديمة والتاريخية والخامسة في المعالم الطبيعية أو السياحة البيئية في العالم. تذكر الإحصاءات الرسمية أن إيران تستقطب 0.5 بالمائة فقط من السياح الدوليين البالغ عددهم مليار ونصف المليار.

ويعتبر خاكسار هذه النقطة بمثابة ضعف إداري في نظام السياحة في البلاد، يقول: السياحة صناعة خضراء وخالية من المضار، ولا شك أن تطورها ونموها سيساعد على الرخاء الاجتماعي والاقتصادي للبلاد، لكن للأسف ليس لدينا خطة مدونة لتطوير هذه الصناعة والترويج لها.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى