من الصحافة الإيرانية: كيف تتعامل إيران مع ترامب؟
يعتبر بزشكيان نفسه ملتزماً أمام ناخبيه، ومن النادر أن تجد في خطاباته أنه مستعد لتكرار أحداث 2018 ونوعية ردود الفعل التي قامت بها إيران تجاه التطورات الدولية ونتائجها الاقتصادية.
ميدل ايست نيوز: بعد 10 أسابيع من اليوم سيدخل دونالد ترامب البيت الأبيض، لكن سرعة التطورات تزيد من غموض ما سيحل في المنطقة والحرب الراهنة بعد أداء اليمين الدستورية في يناير 2025. خاصة وأن بنيامين نتنياهو بدأ عملية تغيير المسؤولين المشاركين في الحرب. هذا يأتي في وقت اتضح أن الإدارة القادمة في الولايات المتحدة ستكون أكثر توافقاً مع إسرائيل.
وعلى الرغم من ذلك، فمن الواضح أن ترامب يعتمد بشكل أقل على المحافظين التقليديين مقارنة بما فعل في إدارته الأولى. وفي حملته الانتخابية حملهم مرات عديدة مسؤولية التدخلات العسكرية والترويج للحرب في العالم، وأعرب عن استيائه من توظيفهم في حكومته الأولى.
لذلك، وعلى الرغم من استمرار الدعم لإسرائيل كما كان من قبل، فإن ترامب لا يريد الاستمرار في تصعيد التوترات في المنطقة، بل يميل إلى التركيز على الصين ومنطقة المحيط الهادئ. وهذه فرص يمكن أن تأخذها أجهزة السياسة الخارجية في إيران بعين الاعتبار.
بالأمس أشار رئيس إيران مسعود بزشكيان إلى ضرورة خروج البلاد من «الأزمة». وتشير الإحصائيات أيضًا إلى أن هذا الوضعية الحالية لإيران بدأت في عام 2018 عندما انسحب ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة. حيث تضاعف سعر الدولار أكثر من أربعة أضعاف، وارتفع التضخم بنفس المقدار، ووصلت مبيعات النفط إلى أقل من 500 ألف برميل، وسقط ما يقرب من عُشر السكان، أي ما يقرب من 9 ملايين إيراني، تحت خط الفقر. ولا يمكن لأي منطق سليم أن يدافع عن تكرار هذه الاستراتيجية.
يعتبر بزشكيان نفسه ملتزماً أمام ناخبيه، ومن النادر أن تجد في خطاباته أنه مستعد لتكرار أحداث 2018 ونوعية ردود الفعل التي قامت بها إيران تجاه التطورات الدولية ونتائجها الاقتصادية. إن الاقتصاد الإيراني لا يملك القدرة على الوقوع مجددا في هذه الفجوة، وكذلك الأمر بالنسبة للناخبين للحكومة الإيرانية الجديدة.
لذلك، من الضروري أن تعرض الحكومة الإيرانية خطتها ودبلوماسيتها بشكل واضح في الوضع الحالي الذي تعيشه المنطقة وعودة ترامب إلى السلطة أمام الإيرانيين والناخبين، وإذا ظهرت أي علامات على التغيير، فلا شك أن التوقعات سوف تنقلب، وسوف يلقي بصيص الأمل بظلاله على الأسواق والاقتصاد الإيراني. لا داعي لتكرار أحداث إدارة ترامب الأولى إلا إذا أصرينا على إغلاق أيدينا عن التغيير.
تمر البلاد بأيام لم تشهدها في تاريخها المعاصر. لكن شعور عدم الأمان المتزايد هذا بدأ في التراجع في بعض الفترات، حيث حدثت تطورات قيمة زادت من سعادة ورفاهية الإيرانيين، مع انتهاء الحرب المفروضة، وفي حقبة استمرت 16 عامًا، تغير الوضع الاقتصادي للبلاد وللإيرانيين. لكن صحيح أن تلك الحرب قد انتهت إلا أن مقارعة الاستكبار لا زالت مستمرة، بالتالي، من الممكن حل القضايا النووية والإقليمية والاستمرار في مقارعة الاستكبار.
بويا جبل عاملي
مترجم ومتخصص في الشؤون الاقتصادية