بضائع إيران تزدهر في أفغانستان وسط توترات كابول وإسلام آباد
يتزايد حضور البضائع الإيرانية في السوق الأفغانية، في وقت تتدهور فيه العلاقات التجارية بين أفغانستان وباكستان على خلفية التوترات السياسية بين البلدين.
ميدل ايست نيوز: يتزايد حضور البضائع الإيرانية في السوق الأفغانية، في وقت تتدهور فيه العلاقات التجارية بين أفغانستان وباكستان على خلفية التوترات السياسية بين البلدين. وبينما تنظر طهران وكابول بأهمية إلى النمو التجاري بينهما، تعرب غرفة التجارة والاستثمار الأفغانية عن قلقها حيال الارتهان للاستيراد في توفير السلع للسوق المحلية.
واهتم الأفغان كثيراً بتصريحات رئيس مصلحة الجمارك الإيرانية محمد رضواني فر، التي أوردتها وسائل إعلام إيرانية وتناقلتها وسائل الإعلام الأفغانية، منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، والتي قال فيها إن إيران صدرت إلى أفغانستان سلعاً غير نفطية بقيمة 1.3 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، لتعد أفغانستان خامس أكبر سوق للمنتجات الإيرانية غير النفطية.
وتعتبر الحكومة الأفغانية ذلك تطوراً لافتاً وتقدماً كبيراً في التخلص من الاحتياج إلى باكستان، إذ قال القيادي في حركة طالبان مبين خان، في تسجيل مصور له في السابع عشر من الشهر الجاري: “في الماضي، عندما كانت باكستان تغلق الحدود أو تمنع بضائعها من الدخول إلى أفغانستان، كانت أفغانستان تتأثر، لكن الوضع تغير الآن، حالياً نتجه إلى تشابهار (الميناء الإيراني)، وهناك عملية تجارية كبيرة ومستمرة على الحدود بين البلدين. وأضاف أن الأمر لا يقتصر على الاستيراد وإنما أيضاً التصدير، إذ تصل الفواكه الأفغانية إلى الأسواق الهندية ودول مختلفة عبر الميناء الإيراني.
كما اعتبر مكتب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية الملا عبد الغني برادر، في أكثر من مناسبة، أن ارتفاع حجم التبادل التجاري مع إيران ووصول المنتجات الإيرانية إلى الأسواق الأفغانية بوفرة كاملة وبسهولة يعدان نجاحاً كبيراً لحكومة طالبان، مشددا على أن أفغانستان لم تعد بحاجة إلى المنتجات الباكستانية.
لكن نائب رئيس غرفة التجارة والاستثمار الأفغانية خان جان ألكوزاي قال لـ”العربي الجديد” إن “هذا يدل على عجز أفغانستان، وإنه ما زال أمامنا طريق طويل للتخلص من اللجوء إلى الآخرين حتى في أبسط الاحتياجات”. وأضاف أن “الاعتماد على الدول الأخرى، سواء كانت من الجوار أو غيرها، في كل ما نحتاج إليه، هو مؤشر ليس جيداً، علينا أن نعمل لأن تكون الدولة مصدرة وليس مستوردة”، مشيراً إلى أن بلاده قطعت شوطاً كبيراً في هذا الشأن ولكنها تحتاج إلى المزيد.