طوكيو تدخل إلى خط الوساطة بين إيران وأمريكا مجددا بشأن الملف النووي
زعمت إحدى وسائل الإعلام اليابانية بأن هناك دورًا محتملًا لطوكيو في الوساطة بين إيران وأمريكا بشأن الملف النووي.
ميدل ايست نيوز: في ظل قرب عودة ترامب إلى البيت الأبيض والتكهنات حول كيفية التعامل والتفاعل بين طهران وواشنطن، زعمت إحدى وسائل الإعلام اليابانية بأن هناك دورًا محتملًا لطوكيو في الوساطة بين إيران وأمريكا. ووفقًا لما ذكرته وكالة “إيسنا”، فقد أفاد مصدر مطلع بأن الحكومة الإيرانية تدرس إمكانية الوساطة اليابانية في المفاوضات خلف الكواليس مع الحكومة القادمة للرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب” بشأن الملف النووي.
ونشرت وكالة “كيودو” تقريرًا قالت فيه: كان لدى حكومة ترامب السابقة نهج صارم تجاه برنامج إيران النووي، مما زاد من التوترات في العلاقات بين إيران وأمريكا. وبما أن اليابان تعتبر دولة صديقة لإيران، ففي حال قيامها بالوساطة، من المتوقع أن تلعب دورًا في تقليل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامجها النووي وموضوع العقوبات.
وكان قد صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأسبوع الماضي في مقابلة مع قناة “الغد” المصرية بأن إيران مستعدة للتفاوض بشأن برنامجها النووي، وقال: “نحن لا نزال في انتظار قرار الأطراف التي دخلنا معها في المفاوضات، والتي تشمل ثلاث دول أوروبية، الصين، روسيا، والطرف الأمريكي الذي خرج من الاتفاق النووي.” وأضاف: “نحن على يقين كامل بأن ملفنا النووي سلمي، ولا نعارض المشاركة والتعاون مع الآخرين، وحتى بعد خروج أمريكا من الاتفاق لم نغادر طاولة المفاوضات، ونحن مستعدون للدخول في مفاوضات شريفة على أساس الاحترام والمصالح المتبادلة.”
تجربة فاشلة وأمل في تجربة جديدة
بينما تشير التقارير إلى جهود جديدة من اليابان للوساطة بين إيران وأمريكا في ظل قرب بدء ولاية ترامب الثانية، إلا أن رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي قد خاض تجربة فاشلة في عام 2019 للوساطة بين طهران وواشنطن خلال ولاية ترامب الأولى. ورغم أن العديد يعتقدون أن الحكومة الثانية لترامب ستكون مختلفة تمامًا عن حكومته الأولى، إلا أنه من المبكر التوقع بنتائج ملموسة ونجاح الوساطة اليابانية في هذا الشأن.
وفي أغسطس من هذا العام، تحدث مسعود بزشكيان، رئيس الجمهورية المنتخب، في اتصال هاتفي مع “فوميو كيشيدا”، رئيس وزراء اليابان، حول تصريحات كيشيدا بشأن الاتفاق النووي، وقال: كانت أمريكا هي التي خرجت أولاً من الاتفاق النووي، ثم فرضت أشد العقوبات على الشعب الإيراني. ومع ذلك، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائمًا مستعدة لأي نوع من الحوار في هذا المجال مع مراعاة جميع الجوانب لتحقيق حقوق الشعب الإيراني.
كما عبّر رئيس وزراء اليابان عن أمله في إحياء الاتفاق النووي، وقال: المجتمع الدولي، بما في ذلك اليابان، يتوقع الكثير من الحكومة القادمة لدولتكم للتفاعل بشكل فعال في هذا الاتجاه. كما أن اليابان، بالنظر إلى صداقتها الطويلة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، مستعدة للعب دور بناء بين الجانبين لإحياء الاتفاق النووي. وفي نهاية حديثه، وصف كيشيدا مكالمته مع بزشكيان بأنها مثمرة وذات مغزى، وأعرب عن أمله في أن تتاح له فرصة اللقاء الشخصي وزيارة إيران في المستقبل القريب.