من الصحافة الإيرانية: سياسة “الضغط الأقصى” تطرق أبواب إيران مع عودة ترامب

تمثل التحولات الإقليمية في الأيام الأخيرة وخاصة مع عودة دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة إنذاراً خطيراً لجهاز الدبلوماسية الإيرانية.

ميدل ايست نيوز: تمثل التحولات الإقليمية في الأيام الأخيرة وخاصة مع عودة دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة إنذاراً خطيراً لجهاز الدبلوماسية الإيرانية.

من الإعدام المفاجئ لستة مواطنين إيرانيين في السعودية إلى مغادرة أكبر مستثمر سعودي من السوق الإيراني، كل هذه علامات على الجهود التي تجري وراء الكواليس للعودة إلى أيام التوترات السابقة بين طهران والرياض. يأتي هذه الأحداث في وقت كانت فيه إيران والسعودية قد اتخذتا خطوات هامة لتحسين العلاقات واستعادة الاستقرار في المنطقة بعد سنوات من قطع العلاقات. فما هو أكثر أهمية من أي وقت مضى اليوم هو الحفاظ على هذه العلاقات التي تم ترميمها مؤخراً بعناية، ومنع العودة إلى مسار المواجهة. إذ لا شك أن أي صراع جديد بين طهران والرياض سيشعل ناراً جديدة في الشرق الأوسط، ولن يستفيد منها سوى اللاعبين الخارجيين الذين طالما استغلوا الخلافات بين دول المنطقة.

خطر العودة إلى سياسة “الضغط الأقصى”

ويعني انتخاب ترامب كرئيس للولايات المتحدة احتمال العودة إلى سياسات “الضغط الأقصى” ضد إيران. حيث سيصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن تتجنب إيران الانخراط في الألعاب التي تثير التوترات، وتعزز مسار التعاون والحوار الإقليمي. إن تجربة السنوات الأخيرة أظهرت أن التوترات بين إيران والسعودية تتحول بسرعة إلى أبعاد إقليمية، مما يوفر ذريعة لتدخل القوى الأجنبية بشكل أكبر.

دور سوريا والسيناريو الخطير لخط أنابيب الغاز القطري-التركي

إلى جانب هذه التحولات، يُعتبر إحياء مشروع خط أنابيب الغاز القطري-التركي من العوامل المؤثرة في التطورات المستقبلية للمنطقة. تراهن تركيا، التي تسعى لتثبيت مكانتها كقطب للطاقة في المنطقة، على إحياء هذا المشروع بعد سقوط نظام بشار الأسد. وعلى الرغم من أن إيران قد شددت عدة مرات على أهمية الحفاظ على الاستقرار في سوريا، إلا أن من الضروري أن يتم ذلك من خلال التعاون والتفاعل مع دول المنطقة. فأي تدخل إيراني في التوترات الجديدة في سوريا لن يضعف فقط مكانة إيران في المعادلات الإقليمية، بل سيكون أيضاً مدخلاً لضغوط دولية إضافية.

ضرورة الدبلوماسية الفعالة وضبط النفس

يعتبر اليوم هو الوقت الذي يجب فيه على جهاز الدبلوماسية الإيرانية أن يتفهم الظروف الدولية والتحولات الإقليمية بشكل صحيح، ويبتعد عن أي خطوة متسرعة قد توفر ذريعة للأعداء. إن الحفاظ على علاقات إيجابية مع السعودية والتعاون الإقليمي في إعادة بناء سوريا لا يساعد فقط في تحقيق المصالح الوطنية لإيران، بل يمنع أيضاً تشكيل تحالفات جديدة ضد البلاد. في المقابل، إن الانخراط في صراعات غير ضرورية سيكون في مصلحة أولئك الذين يخشون من استقرار المنطقة. يجب على الحكومة الإيرانية وجهاز السياسة الخارجية في إيران أن يدركا أن العلاقات مع السعودية ودول المنطقة الأخرى ليست عابرة، بل هي استراتيجية طويلة الأجل للحفاظ على المصالح الوطنية وتعزيز الاستقرار الإقليمي. ففي وقت يشهد فيه العالم تحولات جديدة، وتعمل القوى الكبرى على إعادة ترتيب التوازنات الجيوسياسية في المنطقة، فإن أي خطوة خاطئة قد يكون لها عواقب غير قابلة للتعويض. اليوم هو وقت الدبلوماسية الذكية، وليس المواجهات غير المثمرة.

حسام عسكري
صحفي إيراني

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية + 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى