من الصحافة الإيرانية: ليس أمام إيران سوى التفاوض مع أوروبا
الوضع معقد جدا بالنسبة لطهران فقد تم شن حملة إعلامية واسعة ضدها على المستوى الدولي وحتى وسائل الإعلام الفارسية في الخارج ساهمت في ذلك.

ميدل ايست نيوز: قام الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، مؤخرًا بإعادة نشر مقطع فيديو عبر حسابه الشخصي يتضمن انتقادات حادة موجهة إلى بنيامين نتنياهو، وهو ما أثار رد فعل من الأخير.
وفي الفيديو المعاد نشره، يوجه جيفري ساكس، الخبير الاقتصادي، انتقادات لاذعة لرئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو. وبعد ساعات من نشر الفيديو، أعلن أحد كبار مساعدي نتنياهو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لن يذهب إلى واشنطن لحضور مراسم تنصيب دونالد ترامب في 20 يناير.
وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث يرى بعض المحللين أن الحاجة لتحالف بين نتنياهو وترامب أصبحت أكثر إلحاحًا في ظل الوضع الراهن في الشرق الأوسط والصراعات الواسعة لإسرائيل في المنطقة. ومع اقتراب دونالد ترامب من العودة للبيت الأبيض، يطرح تساؤل عن ما إذا كانت العلاقات بين ترامب ونتنياهو قد تأثرت نتيجة الأحداث الأخيرة.
في هذا السياق، قال علي بيكدلي، الخبير البارز في السياسة الخارجية، لموقع فرارو: بناءً على المبادئ والقواعد التي تحكم العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وبالنظر إلى أن كلا الطرفين لديهما مصالح مشتركة، فإن التحالف بين إسرائيل وأمريكا يتجاوز بكثير فترة رئاسة ترامب ونتنياهو. بعض الخلافات الطفيفة التي نشأت بين أمريكا وإسرائيل تتعلق بغزة، لكن إسرائيل لا يمكنها الاستمرار بدون الولايات المتحدة. العلاقات الوثيقة بين ترامب ونتنياهو عميقة، ومن غير المحتمل أن تتزعزع هذه العلاقات بسبب هذه القضايا.
وأضاف: نتنياهو في وضع داخلي صعب في إسرائيل، حيث هو وزوجته متهمان بالفساد، وقد حضرا مؤخرًا إلى المحكمة. لذلك، فإن جميع التطورات الأخيرة في المنطقة، وخاصة ما حدث في السابع من أكتوبر، كانت لصالح نتنياهو. لكن وجود الرهائن يمثل عبئًا على نتنياهو إذ لا يمكنه إنهاء الحرب استنادًا إلى مسألة الرهائن. بل يسعى لأن لا يبقى أثر لحماس في غزة، وبذلك يستطيع الوصول إلى سلام وأمن لإسرائيل. هذا هو القرار الذي يتخذه نتنياهو. هو يدرك جيدًا الوضع الداخلي الصعب وخطر السجن، وبالتالي يريد تحقيق إنجاز مهم ليتمكن من التقرب من شعبه. لكن هذه الظروف تضغط ليس فقط على نتنياهو، بل أيضًا على ترامب، حيث تضعه في موقف حساس.
لا خيار أمامنا سوى توسيع العلاقات مع أوروبا
وأشار الخبير البارز في السياسة الخارجية إلى أنه ليس لدى طهران خيار آخر سوى تعزيز العلاقات مع أوروبا قائلاً: بالنسبة لإيران، الوضع معقد جدًا، حيث تم تشكيل حملة إعلامية واسعة ضد إيران على المستوى الدولي، وحتى وسائل الإعلام الفارسية في الخارج ساهمت في ذلك. كما أن المناورات الأخيرة في إيران كانت تهدف إلى منع التأثير السلبي على الوضع الداخلي في البلاد، وضمان عدم انزلاقه نحو الإحباط والبرود. التصريحات الأخيرة للمرشد الأعلى كانت تحتوي على نقاط هامة، وعلى الرغم من مواقفه الصارمة تجاه المفاوضات، فإنه يدرك الظروف الاقتصادية للشعب. يجب علينا الانتظار لمعرفة ما ستسفر عنه اللقاءات بين الوفود الأوروبية وإيران. من المقرر أن تكون هذه لقاءات وليس مفاوضات، لكن لا بد لنا من تغيير الأوضاع للأفضل.
وأكمل: لقد تغيرت الأوضاع الإقليمية بشكل كامل، واختيار جوزيف عون رئيسا للبنان يضر بنا، حيث لم يعد لحزب الله النفوذ السابق في لبنان، وهذه مسائل هامة للغاية. قضية الصواريخ حساسة، لكننا في وضع يتطلب منا اتخاذ قرارات. يمكننا من خلال أوروبا التواصل مع الولايات المتحدة. يجب أولاً تحسين علاقتنا مع أوروبا، ثم من خلالها نتواصل مع الأمريكيين. نأمل أن تفتح القمة الجديدة مع الترويكا الأوروبية أبوابًا جديدة، لأنه ليس أمامنا خيار سوى المضي في طريق التسوية، وأي استمرار للوضع الحالي قد يؤدي إلى ضرب النظام بالكامل.